هل في الظاهر المعلن اية دلائل تشير الى ان العلاقات السودانية الاريترية قد اوشكت على الارتداد الى خانة الكيد السياسي والقطيعة الدبلوماسية؟، وهل ينبي ذات الظاهر عن قضايا عالقة بين البلدين تصلح مشجبا تعلق عليه نوايا عدوانية، او تؤسس عليه بينات ظرفية حول خطر يتهدد العلاقة بين الخرطوم واسمرا، التي يرى البعض انها الآن في لحظات صفائها؟. الوقائع تبدو ملتبسة بعض الشيء، وهو إلتباس قد يدفع للاجابة على الاسئلة اعلاه ب(نعم) في حالة النظرة المتعجلة.. فاثناء التحضير للعملية الانتخابية وقبل عملية الاقتراع، نقلت صحيفة (الشرق الاوسط) عن مسؤول في الشرطة ان هناك تحركات كثيرة من بعض الجماعات التي تريد زعزعة الاستقرار، وبيت القصيد في هذا الحديث هو ان بعض هذه الجماعات قدمت (من اريتريا) -كما قال المسؤول-. البعض حاول عبثا ايجاد رابط بين ما نقلته (الشرق الاوسط) عن الشرطة حول الجماعات التخريبية المفترض انها قدمت من اريتريا، وبين إلقاء القبض على حوالي عشرة افراد من حركة عبد الواحد نور، حاولوا عرقلة الانتخابات عبر احداث شغب بسوق ستة بالحاج يوسف، وتمت ادانة العناصر العشرة بواسطة القضاء، وحكمت عليهم المحكمة بالسجن لمدة عام. بتجاوز دالة وجود جماعات قادمة من اريتريا بقصد التخريب، فإن الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس البشير الى اسمرا في مارس قبيل الانتخابات بحوالي شهر اسهمت في ازالة سوء فهم الجانب الاريتري لموقف السودان من فرض عقوبات على اسمرا، ونقلت وسائل الاعلام الاريترية الرسمية عن البشير قوله ان السودان حكومة وشعبا يرفض قرار العقوبات غير المنصفة ضد اريتريا. ورحب يماني قبرياب رئيس الشؤون الخارجية بالحزب الحاكم الاريتري بدعم البشير، ووصف الموقف الذي اعلنه السودان من العقوبات الدولية ضد بلاده بأنه عقلاني، وقال انه سيسهم في تقوية الروابط الاريترية السودانية وان اريتريا ستقف كما فعلت دوما الى جانب الشعب السوداني. مارس ذاته ولكن من العام الماضي كان العلامة الابرز في مسار العلاقة بين الخرطوم واسمرا التي وصلها البشير في اولى رحلاته الخارجية متحديا قرار المحكمة الجنائية الدولية، وقتها قال وزير الاعلام الاريتري في اتصال هاتفي مع وكالة (رويترز) عبارته المقتضبة الشهيرة: (نعم..انه هنا). لم يتبق من الانتخابات الا فصلها الاخير المتعلق باعلان النتيجة النهائية يوم الثلاثاء، والى ما قبل ذلك التاريخ القريب لم ترشح الى الصحف واجهزة الاعلام كثير انباء عن عمليات تخريبية تحول بين الناخب وبين صندوق الاقتراع، واصبح سيناريو العنف القادم من اريتريا لتعويق الانتخابات في حكم الخيال، كما حكمت عليه وزارة الداخلية التي نفت جملة وتفصيلا اي مخطط يدخل من اريتريا لتعويق الانتخابات. ولكن مع هذا فإن حديث العنف الوافد من الشرق يحتاج الى انف تتبع من اين جاءت هذه الرواية الضعيفة او الموضوعة على قول الشرطة.