(يا خبر كل دي موبايلات...!) هذا اول ما قاله احد المصريين عندما زار سوق نيفاشا للموبايلات، والذي اصبح في فترة وجيزة ضلعاً رئيسياً لمثلث سوق الخرطوم الكبير (العربي، الافرنجي، ونيفاشا)، غير ان قرار المحلية الجديد بتحويله للسوق المحلي لتخفيف الزحام والحد من الباعة المتجولين، سيغير خارطة المنطقة من جديد. ونيفاشا لمن لا يعرفونه هو المنطقة الممتدة من جنوب برج البركة حتى شارع الزبير باشا شمالاً، وشرقاً حتى مجمع حراء، الغرب محلات المجوهرات. سوق نيفاشا الاكبر من نوعه في السودان فيما يخص مجال الموبايلات،واجهزة الmp بمختلف موديلاتها، مرورا بالاسطوانات ومتعلقات الحاسوب، وانتهاء بالكاميرات الرقمية الحديثة التي تنتمي لاشهر الماركات العالمية. سوق نيفاشا الذي لمع اسمه في الآونة الاخيرة، خاصة بعد ان تم توقيع اتفاقية السلام الشاملة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يناير 2005 بمنتجع نيفاشا الكيني، و يشهد السوق تعايشاً سلمياً، بصورة تعكس اوجه السلام الاجتماعي في السودان. وقد رفض الكثير من العاملين بالسوق القرار وقالوا:(ستكون هنالك مشكلة اذا لم تمنح لنا مواقع بديلة . وعموماً فان ترحيل السوق يعتبر ضررا كبيرا لنا .علاوة على ان الجهات المسؤولة التي فكرت بترحيل سوق نيفاشا من موقعه قد ارتكبت خطأ كبيراً جداً. كما ان السوق يسير بصورة منظمة داخل المركز ولا نخل بالنظام فنحن نعمل داخل محلات قمنا بتأجيرها من اصحابها منذ ستة اعوام. والذي يتم فيه تأجير المربع بأربعين جنيهاً لليوم. بنظام فترينات زجاجية راقية ومميزة. وقد وفرت نيفاشا للكثير فرص عمل خاصة الشباب. غير ان هناك بعض الظواهر السالبة التي لازمت السوق، كالباعة المتجولين امام السوق الذين يعرضون في كثير من الاحيان اجهزة مغشوشة، كما ان البعض يعتبر المنطقة وحالة الازدحام فيها مرتعاً خصباً لعصابات النشل والسرقة. نيفاشا بجمعها للسياسي والاقتصادي والاجتماعي مملكة متوجة على عرش تجارة الموبايلات، ووجه مشرق لقيم السلام الاجتماعي، التي يجب الحفاظ عليها في وقت اصبح فيه التشرذم والعصبية يهددان الوحدة الوطنية. وربما كان حرق منتجع نيفاشا (الاصلي) في اعقاب موجة العنف التي اجتاحت كينيا أخيراً، اصابت نيفاشا الخرطوم بلعنة.