القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    شاهد بالفيديو.. نجمة السوشيال ميديا السودانية مها جعفر تتحدث باللهجة المصرية وصديقتها المصرية ترد عليها بعبارات ولهجة سودانية خالصة وتدهش المتابعين    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    شاهد بالصورة.. شاعر سوداني شاب يضع نفسه في "سيلفي" مع المذيعة الحسناء ريان الظاهر باستخدام "الفوتشوب" ويعرض نفسه لسخرية الجمهور    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    مصر والأزمات الإقليمية    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية: دمج جميع القوات الأخرى لبناء جيش وطني قومي مهني واحد اساسه القوات المسلحة    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    أسطورة فرنسا: مبابي سينتقل للدوري السعودي!    ياسيادة الفريق اول البرهان شيل هؤلاء قبل أن يشيلك الطوفان ويشيلنا ويشيل البلد كلها    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    عقار يلتقي مدير عام وحدة مكافحة العنف ضد المرأة    الداخلية السعودية تبدأ تطبيق عقوبة "الحج دون تصريح" اعتبارًا من 2 يونيو 2024    دورتموند يصعق باريس ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    كرتنا السودانية بين الأمس واليوم)    شاهد بالفيديو.. البرهان يصل من تركيا ويتلقى التعازي في وفاة ابنه    ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحت الضوء
الترابي وإستراتيجية فشّ الغبائن..نتيجة الإنتخابات.. أوهام المعارضة..(.....) لهذه الأسباب انحاز السودانيون للبشير والمؤتمر الوطني
نشر في الرأي العام يوم 26 - 04 - 2010

... لعل واحدة من أهم صور هذه الانتخابات هو تصويت النازحين والمعسكرات لمصلحة المؤتمر الوطني في دارفور الحبيبة.. ولكن لماذا صوت النازحون في دارفور لمصلحة المؤتمر الوطني؟! يبدو لأنهم أولاً فقدوا الثقة تماماً في المعارضة وفي الحركات المسلحة.. ولأنهم كذلك رأوا ان المؤتمر الوطني أو حكومته وحدها القادرة على حل قضاياهم. ولأنهم كذلك لاحظوا رهق المانحين، وأن وكالات الإغاثة أخذت تتنصل من مسؤولياتها تجاههم.. كما أنهم شبعوا ثم يئسوا من تلك الشعارات والتصريحات والتهديدات التي تطلقها المعارضة في فنادق الغرب المخملية، بمثلما يئسوا من وعودها. ولذلك نقول إن الانتخابات كذلك كشفت المعارضة.. لأن كل المعارضة لم تستطع ان تحرز دائرة واحدة في الشمال أو في الجنوب.. والمعارضة كانت ترى الأشياء كما تحب ان تراها هي.. لا كما هي في حقيقتها.. كانت أمانيها وأشواقها تغطي علىها ما يجري على أرض الواقع.. ولعل هذا مرض معروف في علم النفس يسمى «الإنفصام».. -أي- أن الإنسان يحب ان يرى الأشياء كما تبدو له أو كما يعتقدها أو كما يحلم بها.. ويكره ان يرى ويقبل الأشياء على حقيقتها الماثلة على أرض الواقع، وتصيبه حالة مرضية من الإنفصام السياسي. ولذلك حينما تبدو أمامه الأشياء على حقيقتها شاخصة وماثلة يهيج ويفقد السيطرة على نفسه ويخرج عن طوره، ولعل هذا ما فعله الترابي.. وما فعله أبوعيسى. ---------- ذاكرة الشعب ونقول للأستاذ «أبوعيسى» عليه ان يحمد الله سبحانه وتعالى أن حكومة الإنقاذ قد أكرمته واحتضنته، وهو الذي نذر روحه ونفسه لمحاربتها.. وهو الذي كان يرتزق من الدول الأجنبية لمحاربة الإنقاذ.. وقبلت به الإنقاذ كنائب برلماني «مُعيّن».. وإذا كان أبوعيسى ينسى، فإن ذاكرة الشعب لا تنسى أبداً أنه لم يسبق له أبداً ان خاض الانتخابات. وكل تاريخه مبني على مسألة «التعيين» -أي- أن كل تاريخه لم يمتحن يوماً بميزان التفويض الشعبي.. وإذا كان «أبوعيسى» نفسه رئىساً لمفوضية الانتخابات ومنح نفسه صلاحيات النزول وعد الأصوات كان من المشكوك فوزه أو نيله ثقة الجماهير وتفويضها.. وذلك الآخر الذي انسحب من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية وهو يعلم انه كان قد هرب من السودان في ظروف غامضة وحوله شبهات جنائية.. كيف كان يمكن ان يفوز والشعب السوداني لا يعرف له حيثيات سياسية إلا حيثيات الكيد للسودان، والكيد للوطنية السودانية، والكيد للجيش السوداني، والتبشير بالحرية الإباحية. ومن الغرائب انه برز في آخر أيامه ليتحدث عن الاسلام المعتدل.. وإسلام المتصوفة.. فهل له أصلاً من المؤهلات والحيثيات ما ترشحه ليكون في أي من صفوف الاسلام.. سواء كان معتدلاً أو مغالياً أو حتى إسلام الإنسحاب؟ وهل يمكن ان تقبل جماعة المؤمنين ان يؤمها في الصلاة؟ ونقول للذين يتساءلون: لماذا انحاز الشعب السوداني وتياره العام للرئيس البشير.. وانحاز للمؤتمر الوطني.. نقول لهم كانت هنالك ستة أو سبعة مساجد هي عبارة عن مساجد الطوائف والمساجد التي أسستها الدولة التركية.. وكانت هذه المساجد تمثل الحاضنات التي تحتضن الطوائف.. وكانت هي المنطلقات التي من داخلها يرتب رؤساء الطوائف أوضاع السياسة في السودان. شباب وشيوخ ولكن الآن كم تبلغ الحاضنات المستقلة، والحاضنات التي تمثل حركة المجتمع المدني السوداني الأصيل التي ينبث فيها شباب وشيوخ الحركة الإسلامية.. يقولون إن في الخرطوم وحدها نشأ في العشرين سنة الماضية اكثر من «1600» مسجد جديد.. وعلى امتداد السودان نشأ أكثر من ستة آلاف مسجد جديد.. كلها أصبحت حواضن للخطاب الإسلامي.. فماذا يبلغ خطاب أصحاب الطوائف وأربابها.. ماذا يبلغ صوتهم إذا كان لهم مسجدان أو ثلاثة من ضمن ستة آلاف مسجد.. بل حتى هذين المسجدين أو الثلاثة لم يجلسوا فيها.. ولم يصلوا بالناس ولم يخالطوهم لأنهم آثروا الغربة الخارجية.. وآثروا الراحة النفسية.. وآثروا الابتعاد عن المكابدة اليومية.. ولذلك نعتقد ان الناس قد أخطأوا حتى في تفسير خروجهم الأخير للخارج.. ونعتقد أن الميرغني والمهدي سافرا للخارج بعد الإنتخابات لا لكي يقودا المعارضة كما يشيع بعض الناس.. ولكن حفاظاً على جيوبهم بعد ان تسرب خبر نيلهم للأموال وتدفق أصحاب الحقوق عليهم.. وقد علمتنا التجارب أنه كلما ادلهم مدلهم ذهبوا للخارج.. فحين احتل جيش الأمة مركز الحزب ذهب السيد الصادق المهدي الى الخارج الى أن انقشعت الطامة. الصادق والميرغني وإذا كان السيدان الصادق والميرغني فشلا حتى في ترتيب أوضاع منسوبيهم وأوضاع عسكرييهم فهل لهم من الطاقة والقدرات على ترتيب أوضاع السودان في ظل هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة.. وفي ظل الثورة التعليمية.. وفي ظل الوطنية الجديدة.. وثورة الوعي الجديدة.. وفي ظل ملايين الناخبين الجدد وأصحاب الحقوق.. وفي ظل مؤسسات عسكرية وأمنية نضجت وقامت على أكتاف رجال جدد قاوموا الهجمة ضد السودان. وللأسف الشديد كان الميرغني والمهدي وغيرهما من حلفاء الهجمة على السودان.. وكانوا يراهنون على الرجل الأمريكي والجيش الأمريكي.. ولم يراهنوا أبداً على الحل الداخلي. والآن خصصت أبواب ومواقع في الشبكة العنكبوتية تتكلم عن «أين ذهب صوتك؟».. ونسأل الذين يطعنون في الإنتخابات على مستوى السودان، لماذا يتحاشون الحديث عن الإنتخابات في الجنوب التي «لعلع» فيها صوت الرصاص.. وفتحت أبواب المعتقلات وأرهب الناخب الجنوبي. ونسأل ياسر عرمان ومن معه: هل كانت هناك انتخابات في الجنوب.. وهل ما حدث في الجنوب يمهد لإستفتاء حق تقرير المصير؟ ونسأل كذلك اخواننا الذين ضخموا من أصواتهم الاحتجاجية، أين ذهبت أصواتكم الاحتجاجية.. لقد فضحتكم نتائج الإنتخابات التي أعلنت أن أصواتكم في الدوائر تمثل من «80 - 90 وأقصاها 800 صوت» وهي تمثل كسب الأصوات الاحتجاجية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. تشوهات الماضي وحتى أصحاب التشوهات والماضي الإجرامي شاركوا وترشحوا، وماذا كان حصاد ذاك الذي يسمى «منير» الذي طبخ الطبخة القذرة ضد سفارة السودان في لندن ومندوبها الاستاذ نورالدائم الكرنكي وأصدر فيها كتاباً.. وطعن في أهلية وعرض السفارة السودانية لمصلحة «شغالة» ووصف مجموعة السفارة والكرنكي بأنهم تجار رقيق.. وباع كل ذلك لمصلحة الاستعمار الجديد.. وها هو يترشح في الإنتخابات ولم ينسحب.. فكم حصد من الأصوات؟! ونسأل الذين يتحدثون عن الحكومة القومية ويطالبون بإحياء الطوائف والطائفية بتمثيل حتى الذين قاطعوا الإنتخابات.. وطعنوا في نزاهة مفوضية الإنتخابات.. هل ثمة مصلحة الآن في إحياء الطوائف التي أكل عليها الدهر وشرب.. «لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم والله عليم بالظالمين» «التوبة - 47». أما عن الدكتور حسن الترابي، فقد كان يعتقد انه لا يزال لديه رصيد.. والترابي لديه قدرة عجيبة على تضخيم أوهامه وجعلها حقيقة ثم يكون أول ضحاياها.. على غرار ما حدث في مسألة حل «المجلس الوطني» الذي كان يرأسه في العام 1997م، وأسدل الستار على مسرحية التعديلات الدستورية.. فحينما سارع اليه بعض المقربين له ليخبروه انه تمت الإطاحة به وأنه تم حل المجلس الوطني.. لم يصدق ذلك ورفض.. وركب سيارته ولم يكتشف الحقيقة إلا عندما أوقف عند البوابة ولم يسمح له بالدخول.. وبعدها ضاقت الدنيا في عينيه.. فبدأ بإحداث القلاقل التي حدت بالمسؤولين بوضعه في السجن ثم التحفظ عليه. تجاوز الحدود ونتيجة لأوهامه وحفاظاً عليه منها ومما قد تجره عليه، تم التحفظ عليه وكان خياراً صعباً لا بد منه.. ووقتها كتبنا أن قلة من الآباء يشعرون أن أبناءهم صنيعة لهم وحدهم ويسلبونهم كل حقوق الكسب الذاتي في بناء الشخصية، وضربنا مثلاً بذلك ان الطالب الجامعي وفي نهاية دراسته ربما يتعرف بالبنت المثال التي يحلم بها شريكة لحياته ويبني على الزواج منها وبعد التخرج والتحاقه بالعمل يلجأ لوالده ليصارحه بنيته في الزواج بتلك البنت، ولكنه يصطدم بعقبة كأداء حيث يرفض الوالد. ويقول له لابد ان تتزوج من اخترتها لك.. أو قد يكون الابن قد اختار وأعد نفسه لدراسة الرياضيات والهندسة وسعى الى ذلك ثم يصطدم بعقبة الوالد الذي يصر عليه بدراسة الأحياء والطب وإلا فإنه لن يرضى عنه. وحينها تصبح خيارات الابن قليلة أو صعبة، إما أن يرضخ لرغبة والده ويقذف بكل وعوده لتلك المسكينة أو يغير إتجاهه ويرفض وحينها ربما يطرده الوالد من البيت.. أو يقول له إنه ليس راضياً عنه.. وفي الشريعة يحجر على القاصر ويحجر على غير الراشد والمتجاوز للحدود حتى لا يفسد على الناس معاشهم ودينهم ودونكم تصريحات الترابي في ندوته بمدينة الفاشر، ومع ذلك فإن لنا ملاحظات نوجهها لغرفة العمليات في المؤتمر الوطني.. ونسأل لماذا فقط في مصر كان هناك أربعة آلاف ناخب؟ علماً بأن الناس تدرك ان في مصر ملايين السودانيين.. والمصريون يتحدثون عن أن هناك أربعة ملايين سوداني في مصر.. ولكن حتى لو كان اخواننا في مصر يبالغون في حجم الوجود السوداني.. إلا أن هناك حجماً مقدراً من السودانيين تشهد عليه الطائرات اليومية التي تغادر الى القاهرة.. ولا يمكن ان يكون حجم الناخبين في مصر أقل من حجمهم في قطر مثلاً.. فإذا كان في قطر «6» آلاف ناخب فهل يمكن ان يكون في مصر «4 آلاف» ناخب فقط؟! علماً بأن هناك مكتباً للمؤتمر الوطني في مصر.. وفي ذات الوقت نحيي المغتربين في المملكة العربية السعودية حيث برز المغترب السوداني بالسعودية، ممثلاً للرصيد الأكبر للمؤتمر الوطني، فالوزن الانتخابي في السعودية عادل الوزن الانتخابي لكل المغتربين على مستوى العالم «76» ألف ناخب أدلوا بأصواتهم في المملكة العربية السعودية.. وهؤلاء لا نكتفي فقط بتحيتهم بل نطالب بتمثيلهم وإشراكهم في عجلة الحكم.. فالتحية للمناطق الثلاث ولجانها.. المنطقة الشرقية والوسطى والغربية. والترابي وأبوعيسى اللذان يتحدثان عن التزوير والتزييف في إرادة الناخبين.. أين هما وسط المغتربين.. هل حدث أيضاً التزوير في بلاد الله الواسعة وفي بلاد الخواجات.. وكيف انحدرت شعبية الترابي الى درك أبوعيسى.. وقد كان في إنتخابات الخريجين في العام 1965م.. فكيف تدحرج الى هذه الذيلية وأصبح مجموع الأصوات التي حصدها حزبه لا تزيد عن «2%» من مجموع الأصوات.. فعلى الترابي إجراء مراجعات صميمية، وأن يسلك مسار التوبة التي يدعو إليها اخوان الأمس.. فخطبه كانت فضيحة وما عادت مقبولة، وهذا حكم الشعب عليه وحكم أنصاره الذين كانت قلوبهم معه كما يدعي.. فأين القلوب وقد أصبح الترابي لا يجد بين كل مائة ناخب.. ناخباً واحداً يصوت له.. ومن السخريات أن خيار المؤتمر الشعبي جعلت للإنتخابات مصداقية، ولو كانت عنده بقية حكمة لقاطع الانتخابات مثلما فعل الصادق المهدي وغيره.. وعلى الأقل كان بإمكانه ان يرفع «قميص عثمان» لأنه قاطع الإنتخابات.. وكان على الأقل سيظل مستوراً، ولكنه أصبح الآن مفضوحاً.. فلا حصد شيئاً من الأصوات ولا جلس في بيته كما فعل كرام الناس الذين قدروا أنفسهم حق قدرها. عهد تولى والمؤتمر الوطني فاز واكتسح لأنه ظل مع الناس.. ولم يتذكرهم أيام الانتخابات.. وقد رأينا أن بعض أصحاب الأموال ذهبوا بتبرعات سخية لمناطق في الشمالية واستفزت أموالهم أهل الشمالية حتى خرجوا في المظاهرات ضدهم، لأنه لا يمكن شراء الشمالية فهو عهد ولىّ وفات.. ولذلك فإن أؤلئك الذين يتحدثون عن البيع والشراء كان عليهم ان ينظروا للمثال الذي حدث في الشمالية.. وان عمل الخير طيب الثمار مقبول إلا أنه عندما يأتي في أيام الإنتخابات يكون لشراء الذمم لا لعمل الخير. وقد فاز المؤتمر الوطني وفاز رمز الشجرة.. وصوت الناس للشجرة حتى أن بعضهم لم يكونوا يعرفون لمن يصوتون..هؤلاء صوتوا للرمز ولم يصوتوا للأشخاص.. وصوتوا للشجرة لأن البشير وحده الذي رفع الراية الدينية.. ولأن البشير وأعوانه وحدهم مثلوا أصوات الوطنية وصوت الراية الدينية ضد دهاقنة المحكمة الدولية، وضد الذين أمدوها بالتقارير ودونوا الكتب باسم المنظمة العربية لحقوق الإنسان. ونسأل لماذا اختفت أصوات الذين دونوا الكتب باسم المنظمة العربية لحقوق الإنسان طامعين في إختطاف البشير ومتوهمين محاكمته؟ وأين ذهبت الأصوات الاحتجاجية المضخمة التي ضللت الأحزاب وجعلتها تظن أن الإنتخابات سهلة وأن «نيفاشا» وجحافلهما ممثلة
في بعض رموز الحركة الشعبية وما يسمى برموز المجتمع المدني قادمون.. والممولون جميعاً من قبل منظمة دعم الديمقراطية في أمريكا وأنهم سيكتسحون الإنتخابات. ما هو رصيدهم؟ ونسأل الذين يتحدثون الآن باسم منظمات المجتمع المدني.. ونسأل السودانيين جميعهم من هو «الباقر عفيفي».. ومن هم من معه. وما هي حيثياتهم السياسية.. وما هو رصيدهم في البناء سواء أكان بناءً دينياً أو ثقافياً أو عملياً أو البناء المالي أو البناء الإعلامي.. أليسوا هم مجرد سواقط لحركة لحركة الفكر الجمهوري؟ لقد ضخمت المعارضة من الصوت الاحتجاجي حتى جعلته «غولاً» مستعداً لإفتراس تاريخ السودان وشعب السودان، في وقت كانت الإنقاذ وأهلها مشغولين في معارك الإنجاز والبناء في كل رقاع السودان.. ولذلك نسأل للمرة الثانية ما هي مؤهلات المدعو الباقر عفيفي وعرمان وغيرهما للحديث عن الثقافة الإسلامية.. هل هي تقواهما أم علمهما أم دينهما أم ماذا؟! ومهما يكن، فالحمد لله قد إنجلت المعارضة.. وانجلى البلاء.. ووقعت المعارضة في فخها الذي نصبته لنفسها.. وهو فخ تضخيم الذات.. وفخ إنفصام الشخصية عن حركة الواقع.. وهو فخ الجماعات والبالونات الفارغة من خيارات الأمة والشعب. ولذلك إنحاز الشعب للشجرة.. وانحاز للبشير ولكل مرشحي المؤتمر الوطني لأنه شعر أن مستقبل الأمة هو في البشير ورجاله، وهو في النخبة المبثوثة حول البشير.. وليس في الأكاذيب المضخمة وأذناب الاستعمار وإسرائيل. إغلاق الملف إذاً، على المؤتمر الوطني ان يركز وأن يتم انتخاب الحكومة الجديدة.. حتى يتم إغلاق ملف الانتخابات.. وحتى يتم مقابلة استحقاقات ما بعد الإنتخابات، واستحقاقات توظيف الشباب.. واستحقاقات مجابهة قضية دارفور.. واستحقاقات السلم.. واستحقاقات مجابهة قضية الوحدة وتقرير المصير.. واستحقاقات استكمال برامج النهضة المبثوثة في كل أصقاع السودان وغيرها من الاستحقاقات. فعلينا إذاً ان لا تشغلنا ترهات المعارضة.. وأن لا تشغلنا استفزازاتها ومعوقاتها عن معركة البناء الوطني.. وأن نستعد حذرين لمعركة طويلة تتصل بالبناء والوفاء للشعب السوداني، ورد الحق والجميل للشعب السوداني.. والتغاضي عن إسفاف المعارضة. تحية للشرطة والتحية نسوقها لشرطة السودان وهي تؤكد يوما بعد الآخر قدرتها على حفظ الامن والتصدي للمهام الجسام، فقد كانت الشرطة حارساً اميناً لمقدرات هذا الشعب وهي تؤمّن عملية الانتخابات عن جدارة واستحقاق نال اعجاب المواطنين وشهادة المراقبين. لقد برهنت شرطة السودان قدرة كبيرة على حفظ الامن، وابرزت مهارة فائقة في التعامل مع المستجدات السياسية بوفاء نادر واحساس متعاظم بأهمية وحساسية المرحلة. ومن الجائز ان نمنح (نجومية الانتخابات) لقوات الشرطة وهي تمثل الدعامة الاساسية في معادلة الامن الذي لولاه لما عبر السودان هذه المرحلة بنجاح، لقد طمأنت القوات الأمنية المواطنين منذ الوهلة الاولى، وهي تبسط سيطرتها على الوضع بالكامل وتؤمن حركة الصناديق وترعى خطوات الناخب وتسهم بفاعلية في تأمين مراحل الاقتراع. لقد خيّب أداء الشرطة ظن كثير من المتربصين الذين كانوا يسعون لأن تكون الانتخابات فرصة لانفراط عقد الامن، ومناسبة لإدخال السودان حالة من الفوضى. التحية نسوقها لأفراد الشرطة المنتشرين في أنحاء السودان فرداً فرداً ولقيادتها التي عملت بهمة وتجرد حتى ينعم اهل السودان بالأمن والطمأنينة والسلام.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.