قيلت قصائد وغنيت أغان في الوطن العربي عن الجميلات الثلاث، لكن لم يحدث أن نظم أو غنّى في (فضة) . أتذكر في شهر أبريل 2009، شاركت في ندوة ثقافية في طرابلس ليبيا، وجلست على مائدة الطعام حولها تحلق سودانيون مشاركون في الندوة بينهم سيدة اسمها سارة، ما أن عرفت أنني جزائري حتى راحت تنشد أغنية سودانية عن شهيدة جزائرية اسمها فضة وهي تقول لي إنه غناها مغن سوداني، وافترقنا لنشارك في جلسات الندوة، سألت عنها فيما بعد لأسجل القصيدة، لكنها سافرت. وقررت أن أحصل على القصيدة. وتشاء الصدف الحسنة أنني دعيت للمشاركة في ندوة للتعريب من الدكتور الأستاذ دفع الله الترابي رئيس هيئة التعريب، وأرسلت له قبل أن أسافر رسالة بالبريد الإلكتروني طلبت منه أن يساعدني في الحصول على أغنية فضة. وصلت الخرطوم وشاركت في الندوة ، وتأخرت باحثاً عن الأغنية، وأخيراً ساعدني الدكتور الصدّيق عمر الصدّيق مدير معهد اللغة العربية بجامعة الخرطوم، وهو ابن الشاعر السوداني الكبير عمر الصدّيق الذي أنشد شعراً في ثورة الجزائر، ساعدني على الحصول على هذه الدرّة من الدرر العربية التي غنت ثورة الجزائر العربية، وحصلت على الشريط الذي يظهر الفنان السوداني الكبير عبد الكريم الكابلي وهو يغني (اللّؤلؤة فضّة) أمام جمهور كبير يبدو أنه في قاعة كبيرة أو في ملعب، والنساء والأطفال والرجال يتمايلون طرباً. وقد علمت بأنها أغنية يحبها السودانيون، وما زالت الأجيال الجديدة تميل لسماعها. وعدت إلى الجزائر وبحثت عن الشهيدة فضة، سألت وزارة المجاهدين فقالوا بأن اسم فضة كشهيدة مسجل في الوزارة بالعشرات. وبما أن اسم فضة تشتهر به قبائل الأوراس النمامشة، فسألت وعلمت أن شهيدة اسمها فضة تشتهر في قرية (منعه) بأرّيس بجبال الأوراس، وحصلت على القصيدة الملحون الزجلية الأوراسية في فضة عنوانها (فضة العبدية)، التي تقول: (كي جيتْ على منعَهْ ولقيت فضه) المغني السوداني يغني قصيدة يبدو أن ناظمها من البحرين. وأتمنى أن يرشدنا عن اسم الشاعر البحريني. لقد ألهمني الله فجمعت ما قيل من شعر في ثورة الجزائر من البلدين اللذين عملت فيهما سفيرا في السبعينيات من القرن الماضي، وكانت حصيلة ما جمعت (454) قصيدة أنشدها (171) شاعراً وشاعرة، وهذا يؤكد أن العرب هم أول الداعمين لثورة الجزائر لأنهم يعتبرونها ثورة الأمة العربية، وأن الشعراء العرب هم الذين عنوها: أغلى من لؤلؤةٍ بَضَّهْ/صيدتْ من شطِّ البحرينِ/لحنٌ يروي مصرعَ فِضَّهْ/ذاتِ العينينِ الطَّيبتينِ/ كتراب الحقلِ كحفنة ماءْ/كعناق صديقينِ عزيزينِ/كملابسِ جنديٍّ مجروحٍ/مطعونٍ بين الكتفينِ/لم تبلغ سن العشرين /واختارت جيش التحرير...