ثلاثون عاما هى الفترة التى قضاها العم محمد الامين وكما يطلق عليه الامين جرتق من ابناء ارقى بالولاية الشمالية بين حوارى وازقة مدينة واو حاضرة ولاية غرب بحر الغزال يتنقل فيها من مهنة لاخرى الى ان استقر به العمل اخيرا فى مهنة طقوس الزواج (الجرتق والحنة )، التى يقول عنها انه ولج الى هذا المجال منذ عامين بناء على دعوات من اصدقاء له بالجنوب بعد ان شاهدوا ابداعاته الملموسة فيها اثناء قيامه فى احدى المناسبات لصديق جنوبى عمل له الجرتق على الطريقة الشمالية ادهشت كل من كان حاضرا هذه المناسبة التى مر عليها عامان ، واضاف من ذلك الوقت (اصبحت بتاع جرتق ) رغم تحفظات بعض الشماليين على هذه المهنة، والغريب ان الكثيرين من الجنوبيين اصبحوا يفضلون الزواج على طريقة طقوسنا فى الاعراس فى الشمال. وللتاكيد يقول العم محمد الامين ان محله فى سوق (الجو) بمدينة واو يرتاده يوميا العشرات من العرسان لشراء مستلزمات الزواج المتوافرة بالمحل وكلها من المنتجات الشمالية (صينية الجرتق والحرير والصندل والعطور) المستوردة والمحلية، ومع خجله فانه يرى ان هذه المهنة عامل جذب وحدوى بين ابناء الوطن الواحد فى الشمال والجنوب، ولايستغرب ان يأتى احد ابناء الشمال للزواج على طريقة ابناء الجنوب عندما يقدم جنوبيا لفتح محل مشابه لمحله باية مدينة من مدن الشمال.