الكرسى رمز لمسيرة الانسان صعودا و هبوطا ... فحياة الانسان انتقال من كرسى الى كرسى ... تقدّم الواحد منّا فى الحياة أو تأخره يعتمد على كراسى ... وشرط ذلك الموافقة على الاشتراك فى لعبة الكراسى ... نجلس عليها اختيارا أو نضطر للجلوس على بعضها ... نحلم ببعضها ونخشى الجلوس على بعضها ! الكرسى الأعظم الذى علينا الايمان به هو الكرسى المقدّس : عرش الرحمن ... الذى لا نملك الا الايمان به والاحساس بهيبته و رهبته... وقراءة آيته أو حفظها للتسبيح بها : آية الكرسى ! ولكن فى كراسى الدنيا آيات ... فحياتنا الحديثة تبدأ بكرسى : كرسى المدرسة ... واذا كانت بعض مدارسنا أسقطت الكرسى من فصل المدرسة وصار البديل (كنبات) أو جلوسا على الأرض فانّ هذا الاسقاط هو بعض أسباب سقوط العملية التعليمة ... فقدان الكرسى! يتراوح صعود الانسان وهبوطه فى الحياة بعلاقته ببعض الكراسى: كرسى النادى وكرسى السينما وكرسى المسرح وكرسى الأسنان وكرسى الحمّام أو بعامية السودانيين (المقعد الافرنجى) فى دورة المياه ! يشب الشاب باحثا عن كرسى الوظيفة ... ثمّ يبدأ بالحلم فى الجلوس فى ليلة مشهودة : على كرسى الكوشة ... وتحلم الشابة بعريسها جالسة بجواره يتدلّى من على صدرها كرسى من الذهب الخالص كرسى جابر ! لكن طموح الانسان لا يقف عند حد ... فكثير منهم يأمل فى الكرسى الوزارى بل انّ بعضه تنشأ عنده شهوة كرسى الحكم ... لكن العقلاء والبارزون لا يشتهون غير الكرسى الأشرف : كرسى الجامعة... أن يصبح الانسان استاذ كرسى ! ويسير الانسان مسيرته العمرية داعيا الله وطالبا منه الستر و أن يعيش قويّا وسويّا وأن يعيش عيشة هنيّة ولا يصاب بلوثة عقلية تجلسه للعلاج على الكرسى الكهربائى ... وأن يموت ميتة سويّة ... يموت مثل الأشجار واقفا دون أن يستلقى على سرير المستشفى مستندا على كرسى ظهر ... وأن لا يشهد يوما عبوسا قمطريرا فى حياته يستخدم فيه الكرسى المتحرّك ... يسير بعجلات أربع بعد أن كان يمشى باثنين