المقص ليس من الآلات الحادة دائماً, فوظيفته تتنقّل بين القَطْع والمُخاشنة الناعمة... المقص نحتاجه فى أحوالٍ مألوفة تارةً وتارةً أخرى فى أحوال طارئة... لذلك فإنّ المقص آلة لا إستغناء عنها, بدليل أنّ عدداً لامتناهياً من المقصّات تعيش بيننا ونعيش بينها! مقص الطبيب الجرّاح مقص جراحى لا نراه ولا يرانا إلا فى مجمّع العمليّات... إنّه واحد من منظومة جراحيّة منقذة للحياة ووسيط طبّى لتحسين نوعيّة حياة الذين يسير المقص على أجسادهم... وما هو أدهش أنّ هذا المقص هو الفاعل الأهم لإخراجنا للحياة... فإنفصالنا عن أمهاتنا من الحبل السُرّى يتم بمقص... نحن نبدأ مسيرة حياتنا بمقص! مقص الترزى مقص هيّن وليّن نحتاجه فى منافذ بيع القماش وفى محلات التفصيل والحياكة... هذا المقص هو الوكيل الحصرى لصناعة الموضة وتسويقها وإنتشارها! مقص الحلاق فى صالونات الحلاقة هو المسئول الأوّل عن (الرؤية الإخراجيّة) للشَعْر... فهو وبالتعاون مع ماكينة الحلاقة ينتجان (النيولوك)! فى الحدائق والبساتين مقص يهذّب الأشجار والزهور والورود ويشذّب النجيلة, فيستحق المنظر عيوننا وعيون الكاميرا... إذن المقص أداة لتربية الذوق... والمقص من أدوات الفنون التشكيليّة, فالتشكيلى الذى يشكّل ورق البورتريه يستخدم المقص... فمقص الورق مقص خاص ليس فيه حِدّة ولا خشونة, فهو يداعب غُصن الورق الرطيب! هنالك مقص إلكترونى, فما أن تفتح صفحة ملف الكتابة وصفحتها يظهر مقصّاً على شاشة الكمبيوتر... هذا المقص يُستخدم للقَطْع الإلكترونى أثناء التأليف والكتابة الطباعيّة على الكمبيوتر! فى خطط لعبة كرة القدم تكتيك (المقص)... وهو أنْ تضع صانع اللعب فى الفريق الخصم بين لاعبين, فتقطع إمداده لفريقه... وهذا ما حدث مع الألمان فى مباراتهم الأخيرة مع اسبانيا (الأندلس سابقاً)! بضمائرنا مقص هو المقص الذاتى (الرقيب الذاتى) وهو انّنا نحذف ونقطع بعضاً ممّا كتبناه بهذا المقص الذى لا يراه أحد ولا حتى نحن! كل شَعْب يمر بمرحلة تاريخيّة حادّة الزاوية يستوى فيها السقف والقاعدة, حالة شعبٍ كهذا تحتاج صحافته ونشره إلى مقص... فليس كل ما يُعرف يُكتب... فللأوطان فى دم كل حُرٍ مقص!!