من الانصاف القول إن شركات الاتصالات قدمت خدمة متميزة ومتقدمة في بداياتها، وأن سوداتل في بداياتها صنعت الأمل والتفاؤل أمام الكثيرين لأنها استردت لمصلحة التليفونات العريقة سمعتها المهيبة في تقديم خدمات هاتفية جيدة وسريعة ليس لها نظير او مثيل في أية دولة عربية او افريقية على مدى حقب.. وقد اشاد بها أكثر من اربعمائة صحفي في اغسطس 1967م اثناء تغطيتهم لمؤتمر القمة العربي بالخرطوم وجاءت شركات الاتصالات الحديثة موبيتل ولاحقاً زين وسوداني وكنار وغيرها وكانت خدمات زين متقدمة ولا تزال إلاَّ قليلا ، واستطاعت أن تجذب الآلاف لخدمات الهاتف السيار، فأصبح الكثيرون يعتبرونه ضرورة حياة وتواصل.. وكسبت الشركة الملايين عبر هذا الاقبال الكثيف والواسع، ونقل لي ان صافي ارباحها عام 2009م بلغ نحو (750) مليون دولار، وهي ارباح وفيرة ولكن المشترك او العميل او المستفيد من التعامل مع خدماتها لا يحس ان الشركة أحسنت اليه بما يوازي اقباله عليها والافادة من خدماتها ، ولقد أوردت قبل أيام تجربة زيارتي الأخيرة الى لندن حيث اشتريت خطاً ب (2) جنيه استرليني أقل من أربعة جنيهات سودانية وبطاقة الدفع المقدم ب (5) جنيهات استرلينية أي أقل من (10) جنيهات سودانية ولم أصدق ان هذا الرصيد المحدود قد وفر لي الاتصال اليومي مع اسرتي في الخرطوم ومع أبنائي في دولة الامارات العربية المتحدة ومع اصدقائي في بريطانيا وعلى مدى أسبوع كامل، ثم اشتريت بطاقة دفع مقدم ب (5) جنيهات وغطت خدمات أكثر من ثمانية أيام، وباقي الرصيد قد تبقى ربما حتى عودتي بإذن الله الى لندن في الشتاء المقبل. وقد لاحظت ردوداً ومتابعات واسعة عبر الانترنت لما كتبت، وهؤلاء المتابعون يتساءلون لماذا تكلفة محادثات السيار في زين وغيرها اغلى وأعلى واذا كانت تحقق مثل هذه المكاسب الكبيرة لماذا لم ينعكس ذلك على الحصول على خدمة أرخص وأسرع وأكفأ؟! والواقع أنني توقعت أن أسمع من شركة زين او من يمثلها لماذا اسعارها اعلى من اسعار لندن؟ لقد استخدمت بطاقة الدفع المقدم وعلى مدى اسبوع كامل بخمسة جنيهات وفي محادثات اغلبها خارجي، وفي الخرطوم وعن طريق شركة زين اشتري يومياً بطاقتين «البطاقة (10) جنيهات» وبالكاد تكفي للاتصالات المطلوبة، وهي اتصالات ليست للثرثرة بالطبع، ومعنى ذلك فإن المطلوب نحو (140) جنيهاً سودانياً اسبوعياً، بينما في لندن فقط (5) جنيهات لذات الاتصالات او الجهات المطلوبة. وما دمت أقارن بين اسعار الاتصالات في لندن وبين الخرطوم، فأشير الى مقارنة اخرى: لقد طالعت في صحيفة «تابلويد» رسالة لقارئ تفيد بأن صاحبها قد اشترى سلعة من احد المحلات الكبيرة بأكثر مما اعتاد، الزيادة عدة( بنسات) وانه عاد لفواتيره القديمة ووجد أن الزيادة غير مبررة ابداً، وفي اليوم التالي جاء التوضيح لسبب الزيادة، مع وعد بالعودة سريعاً لسعرها القديم، ولانه عميل أو زبون قديم فقد منح بطاقة العميل الممتاز.. وأنظر كيف يتقربون ويتعاملون مع عملائهم وكيف يعكسون تواصلهم واحترامهم بالسرعة في الرد المناسب.. ولا تعليق آخر!