تصدرت البارونة جلينس كينوك (وزيرة الدولة المسؤولة عن أفريقيا في الحكومة البريطانية السابقة) قائمة المتحدثين يوم 6 يوليو بالقاعة رقم (15) بمجلس العموم البريطاني، اشتركت معها في افتتاح الحوار د. سارة بانتوليانو - معهد التنمية الدولية -، واشتركت ايضاً الأستاذة ساندرا بيبيرا رئيسة قسم المعونة بسفارة بريطانيا بالخرطوم ومايكل رايدر المبعوث البريطاني الخاص للسودان. حضر من السفارة السودانية السفير محمد عبد الله التوم والقنصل عمر حامد وكاتب هذا الباب. امتلأت القاعة بعدد كبير من المهتمين بالشأن السوداني على رأسهم الأستاذ الكبير أحمد إبراهيم دريج ود. جبريل ابراهيم (حركة العدل والمساواة) والأستاذ مارتن غوردون مورتات (رئيس الحركة الشعبية ببريطانيا) ود. أحمد البدوي والبروفيسور بقادي ووفد من ممثلي مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان ببريطانيا. نظمت الحوار المجموعة البرلمانية لشؤون السودان بمجلس العموم واختارت له عنواناً حُدد بعناية فائقة لئلا يشي بانحياز، وهو: «السودان: على حافة الانفصال؟ نقاش حول الاستفتاء الخاص بوحدة السودان». قالت البارونة كينوك ان السودان يتوق للسلام ويتمناه وان الجماعة الدولية ينبغي ان تتبع أسلوباً جامعاً وليس مقسماً لاجزاء لأن الجماعة الدولية توسطت لاحراز السلام وتعتبر ضامنة لاستكمال انفاذ ما أُتفق عليه وواجبها ان تواصل الاهتمام بالسودان لئلا يتفتت وينهار كمنزل من ورق. ويتعين على كل الأطراف ان تدرك الغاية المرجوة وهي استتباب السلام من أجل المواطن والقضاء على الفقر المدقع وعدم المساواة. قالت أيضاً إن الاستفتاء يجب اجراؤه في موعده وعلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المساعدة في اجراء استفتاء شفاف ونزيه. نبهت أيضاً الى عدم الاستهانة بقضايا الوضع التالي للاستفتاء:- الحدود والديون والجنسية وبوجه خاص مصير الجنوبيين بالشمال والنفط. ذكرت (وفد زارت السودان عندما كانت وزيرة) ان الجنوب يواجه مصاعب هائلة وان الوقت المتبقي قبل الاستفتاء قليل، لكن الكثير يمكن انجازه بالاصرار والعزيمة السياسية. تحدثت أيضاً الدكتورة سارة بانتوليانو الباحثة في السياسات الانسانية بوزارة التنمية الدولية، فأشارت الى الزيارة التي قامت بها للسودان، وقالت إن السياسيين السودانيين يواجهون مرحلة حرجة تستلزم استخلاص الدروس من تجربة الانتخابات للاستعداد الجيد لكي يجيء الاستفتاء شفافاً ومقنعاً. تحدثت عن المسائل العالقة مثل ترسيم الحدود والنفط والديون والجنسية، وقالت إن هناك اصواتاً متنافرة أحياناً فالذين يفرضون تقرير مصير الجنوب في الشمال أقلية وهناك الآن تظاهرات لمجموعات شبابية تدعو للانفصال، لكن بعض الذين اشتركوا في الاعداد لاتفاقية السلام الشامل يتحركون أيضاً. نائب الرئيس علي عثمان محمد طه يقود تحركاً لدفع احتمالات التصويت للوحدة، ثم قالت إن موضوع ترسيم الحدود مهم للأسر والجماعات المختلفة وأيضاً من ناحية الاستقرار لأن أي احتكاك صغير معزول في المناطق الحدودية قد يتصاعد دون تعليمات عليا. ختمت حديثها بالقول إن الاستفتاء ليس نهاية في حد ذاته، بل مرحلة من مراحل السلام وهناك الآن أفكار أفريقية لاحتمالات أخرى غير الانفصال الكامل، لكن العاجل هو اشاعة الثقة المتبادلة والتراضي لإدارة الاستفتاء وقبول نتائجه والتهيؤ لها ولآثارها على المواطن البسيط (وضع الجنوبيين في العاصمة القومية والأسر المقسومة شمالاً وجنوباً). أما مايكل رايدر فقد أشار الى أن الاستفتاء يمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ السودان وقال إنه يجب ان يجري في الموعد المتفق عليه وذكر ان الرئيس البشير أكد ان نتائج الاستفتاء سوف تحترم. قال إن السودان سوف يحتاج لمؤازرة دول الجوار وكلها عبرت عن تعاطفها. الدولة الوحيدة التي كانت لديها تحفظات على تقرير مصير الجنوب هي مصر، لكنها بدأت اتصالات وعلاقات مع الجنوب. قال أيضاً إن بريطانيا تؤازر السودان وتفعل ذلك خلال الاتحاد الأوروبي أيضاً. وذكربعض ما يجمع الشمال والجنوب وبوجه خاص النفط الذي يعتمد عليه كلاهما ويحرصان على استخراجه وتصديره دون عوائق. أثارت الدبلوماسية القادمة من سفارة بريطانيا بالخرطوم، ساندرا بيبيرا عدة نقاط منها أهمية اجراء الاستفتاء في موعده. وقالت إن الاستعداد لا ينبغي ان يقتصر على تدريب مواطني الجنوب على إجراءات التصويت بل توعيتهم بالخيارات وتبعاتها. وقالت إن ادارتها تشعر بالقلق لأن الاضطرابات تعرقل مشاريع المعونة وتوثر على سلامة العاملين. أشارت الى النزاعات والصدامات بالجنوب ودور جيش الرب وبعض المليشيات. قالت إن النفط وحده لا يكفي وأن الانفاق ينبغي ان يوجه نحو التنمية وليس نحو السلاح.. (نواصل.. إن شاء الله)