* «فقط خذوني إلى السودان وسأدفع لكم مبلغاً هناك» هذا ما يقوله عادة الإريتري الذي يتوق للهجرة من بلاده للمهربين الذين ينشطون بين أريتريا والسودان. * وحسب تصريحات المسئولين في المفوضية العليا للأجئين التابعة للأمم المتحدة أو «أونروا» -فإن «66،000» لاجئ يقيمون في «12» معسكراً في شرق السودان- يحاول أغلبهم التسلل من السودان إلى الأقطار الأوروبية- غالباً لايطاليا «مستعمرة أريتريا السابقة قبل انفصالها من أثيوبيا» سعياً لحياة أفضل. * الصحافي نيكولا دومينيك من صحيفة «خرطوم مونيتور» الذي عاد مؤخراً من شرق السودان نسب إلى مسئولين في «أونروا» ان تهريب البشر تجارة رائجة تمارس منذ ثلاثة أعوام على نطاق واسع على طول الحدود السودانية- الاريترية- وخاصة في شرق السودان المعبر الرئيسي للدخول- بمعدل «100» فرد يومياً. * تحكي روايات غريبة في كسلا والقضارف منها تلك المرأة التي قالت إن المهربين احتفظوا بها رهينة لفترة طويلة تعرضت خلالها لاعتداءات متكررة لأنها عجزت عن دفع المبلغ الذي وعدت به للمهربين. وقال صبي آخر للمراسل يدعى ماهاري «14سنة» انه قدم لمعسكر شنقراب بتشجيع من أخته التي كانت تقيم في كسلا وكانت لاجئة لمدة «21 سنة» قالت إن أفراداً من قبيلة الرشايدة ساعدوها في الهروب من اريتريا. * شبكات قوامها أريتريون وسودانيون تخصصت في تهريب الاريتريين. رغم أن عملية التهريب محفوفة بالمخاطر.. فقد ورد في تقرير للمفوضية أن القوات الأمنية السودانية طاردت في يونيو 2009شاحنتين تحملان لاجئين اريتريين بينهم نساء وأطفال صوب الحدود السودانية - المصرية وسقط من الشاحنتين «82» راكباً مات منهم ثلاثة وألقى القبض على البقية-- كانت وجهتهم اسرائيل. * وفي العام الماضي مات غرقاً «21» اريترياً كانوا قد هربوا من معسكرات شرق السودان- بينما كانوا يعبرون نهر عطبرة محاولين الوصول إلى ليبيا.. ومن سخريات القدر ان ولاية كسلا تستقبل كل يوم مزيداً من الاريتريين رغم ان الولاية نفسها تعاني من نقص في الغذاء بسبب الجفاف. * بيتر دي كليرك ممثل «أونروا» في السودان يقدر عدد اللاجئين الذي هربوا من معسكرات شرق السودان بين عامي 2009و2010م بنحو «24،000» شخص.. «24» ألفاً من القادمين لم يبق منهم سوى القليل حالياً في المعسكرات. وبعضهم يقيمون فيها منذ أكثر من «40» عاماً. * ويقول المسئول الأممي ان كثيرين من اللاجئين الذين يهربون من المعسكرات يختفون في الصحراء -. يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط. ولا أحد يدري كم منهم ينجح في المحاولة وكم يفشل. ولكن دي كليرك يؤكد أن السلطات السودانية تبذل اقصى جهدها في هذا الشأن: «أننا على اتصال دائم بالسلطات السودانية للحد من هذه الممارسة واعتقد أنهم ايضاً مهتمون بالمشكلة كما نحن».