عاد الرئيس عمر البشير للخرطوم أمس قَادماً من العاصمة التشادية انجمينا بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام شارك خلالها في قمة دول الساحل والصحراء (س. ص)، التي أنهت أعمالها أمس واعتبرها د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، القمة الأميز بين القمم السابقة. واكد البشير في الجلسة المغلقة للقمة، إلتزام السودان بالتوصل إلى حل سياسي عادل ومستدام للوضع في دارفور. وأشار البشير إلى أنّ الحكومة اتخذت مجموعة من الخطوات أدت لتطبيع الوضع في دارفور مما اسْهم في إجراء انتخابات حرة وشاملة في جميع أنحاء الإقليم، وقال إن هذا الأمر ترتب عليه قيام حكومات ومجالس تشريعية تمثل مواطني دارفور أفضل تمثيل، وأضاف أنه إدراكاً من الحكومة بأن دارفور على أعتاب عهد جديد، فقد شرعت في صياغة إستراتيجية جديدة تَستوعب التحولات الإيجابية كافة في دارفور وتشرك المجتمع والمواطنين في صياغة الحلول. وأكّدَ البشير تمسك الحكومة بمنبر الدوحة، والترحيب في ذات الوقت بإسهامات الاتحاد الأفريقي من خلال عمل الفريق عالي المستوى، الذي يرأسه ثامبو إمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق، وجدد البشير التزام السودان بالتعاون الكامل مع بعثة (يونميد). وعبّر البشير عن تطلع السودان للحصول على الدعم من أشقائه في تلك الجهود حتى يتَمَكّن من إنجاز السلام الدائم والشامل قبل نهاية العام وإجراء الإستفتاء، وقال البشير إن السودان وتشاد بذلا جهوداً حثيثة توّجت بتوقيع اتفاقية التعاون الأمني وضبط الحدود المشتركة، وأكد البشير أن الجانبين سيعملان على تطوير هذه العلاقات للوصول بها إلى أقصى درجات التعاون والتكامل المشترك المستدام. وقال البشير إنّ السودان يسعى دائماً لجعل حدوده مع دول الجوار جسوراً لتبادل المنافع ومعابرَ للتجارة البينية التي تحقق المنفعة للمواطنين كافة مما يُعزِّز دعائم الأمن والاستقرار في الأقاليم الحدودية المتجاورة، ودَعَا البشير دول الجوار إلى التعاون الصادق من أجل تحقيق تلك الأهداف، وقال البشير إن السودان حريص عَلَى العمل للوصول بهذا التجمع إلى غاياته.واستعرض البشير خلال لقائه أفراد الجالية السودانية بإنجمينا مساعي القيادتين حتى لا تعود الأمور إلى التأزم مرة أخرى، مشيراً إلى إبرامهم لمجموعة من الإتفاقيات التي تحفظ الأمن بين البلدين ومن ذلك الإتفاق على إنشاء القوات المشتركة للحفاظ على الأمن بالمناطق الحدودية. وجدد الرئيس البشير أنّ السودان لن يسمح بعمل معارضة تشادية بالسودان، وأنه قد بدأ بخطوات في هذا الإطار، وانهم أبلغوا المعارضين بأنهم إن أرادوا العودة إلى تشاد فإنّ ادريس ديبي يرحب بهم، وزاد: من أراد من المعارضين التشاديين أن يظل بالسودان فسيبقى كلاجئ يعامل معاملة أي مواطن آخر يلجأ للسودان ومنحه سبل كسب العيش الكريم. من ناحيته وصف د. غازي صلاح الدين للصحَفيين بالمطار، زيارة البشير إلى تشاد بالتاريخية، وقال: تأتي أهمية القمة في أن تشاد ضمن الدول الموقّعة على نظام روما والمحكمة الجنائية، وأوضح أنّ تشاد أكدت إلتزامها بحُسن الجوار، وأشار إلى أن السودان وجد دعماً وتأييداً قويين من قبل الدول الأفريقية في قضاياه كافة وعلى رأسها قضية المحكمة الجنائية الدولية، وأكد أن التأييد جاء بعبارات «مغلّظة».وأضاف د. غازي أن التأييد الذي وجده السودان سيلقي بظلال إيجابية على الأوضاع في دارفور، التي قال إن أزمتها ستحل بنهاية العام الحالي، وشن هجوماً عنيفاً على الجنائية وقال إنها محكمة أوروبية للقادة الأفارقة الذين رفضوا نهجها وسلوكها، وأضاف: هذه المحكمة فقدت شرعيتها وأخلاقها خلال هذه المعركة، وزاد: ليس لديها مثقال ذرة لتدافع به تجاه ما تقوله، وأشار إلى أنها أصبحت تتلقى دعماً وصفه بالمكشوف من قبل الدول الأوروبية والإدارة الأمريكية، وقال إن هذه القمة كانت مناسبة لتضامن أفريقي لتعرية المواقف الغربية. وفيما يتعلق بتصعيد الجوانب القانونية والسياسية لمواجهة الجنائية، قال إننا مبدأً نرفض مسألة التعاون مع هذه المحكمة ولكن هذا لا يمنع من تفعيل هذه الجوانب، وحول إذا ما تم طرح عدم رغبة وجود خليل إبراهيم للزعيم الليبي معمر القذافي على هامش الزيارة قال غازي إن موقف السودان هو عدم الرغبة في وجود خليل في الجماهيرية ولا أيّ من دول الجوار، وزاد: سنظل نمضي في هذا الاتجاه.