ليومين متتاليين ظللت ازح بين ما يحيط بمستشفيي بحرى والخرطوم لمتابعة ظاهرة التسول ب(الروشتات ) العلاجية ..يتخذ المتسولون من تلك المواضع شحذة اذ ان الباحثين عن العافية لايتورعون فى بذل كل المستطاع من أجل الظفر بالعافية ونيل البركات من الدعوات المنهالة من الشحاذين .. نساء فى اتم العافية والهندام بصحبتهن شباب يهدوا الحيط ويجندلوا الصخر يمدون ايديهم فى مسكنة مصطنعة ..لايقبلون النصح ان اسديت لهم ولكن فقط عينهم على جيبك ..ثم لا يتورعون فى اسماعك ما لا ترضى ان شكمتهم على فعلتهم التى تذهب المروءة والتعاضض بين المحتاج والباذل اذ انهم ربما اشد وانصح من المعطى نفسه. اقترب شاب يوزع ورقة مطبوعة بعناية اختار لها لغة ادبية رفيعة(اخوكم ...... من ولاية القضارف كنت مع ابى فى موسم الخريف فابرقت وارعدت فاذا صاعقة تصيب ابى وتودى بحياته واصبت انا بالصمم والبكم).. على هذه الشاكلة من اللغة المدرة للعاطفة وكأن كاتبها (طه حسين) يسير خطاب ع. التسولى ورغم ادعائه للصمم لكنه يسترق السمع ان ناقشت أمر رسالته مع مقاربك ويكون رده قاسيا ان منعته عن منح!! يقول سيد محمد وهو يعمل فى مجال طبى لاربعين عاما بالقرب من مستشفى الخرطوم ان ظاهرة التسول بالروشتات العلاجية ليست بالقديمة فالعلاج قبل عقدين كان غير مكلف فى المستشفيات الحكومية اقرب الى المجانى فقط رسوم رمزية ولا حاجة للتسول ولكن فى ظل الهجرة الجماعية من الاقاليم الى العاصمة فى العشرين عاما الماضية اصبحت الظاهرة منتشرة حتى لغير المحتاجين ونحن على علم بهم وبهن فردا فردا فقد اتخذ العديد من النساء والشباب من التسول بالروشتات مصادر دخل يومية يقتاتون منها هم وأبناؤهم ..يحضرون بعد السادسة مساء ولايذهبون الا منتصف الليل ويفسر سيد ان المرضى ومرافقيهم يظنون بهم حسنا فيبذلون لهم المال ..واغرب حالة تسول لشحاذ كان يحمل روشتة تناولها منه احد الاطباء الجدد لشراء العلاج له من الصيدلية لكنه تفاجأ بأن الدواء المكتوب له علاقة ب(مرض نساء) فعرف كيد الرجل فلم يعطه الروشتة ولا الدواء! حالات تمشيط ظاهرة التسول بالعاصمة والتى نتج عنها ترحيل العديد من المتسولين الدوليين الى دولهم، آخر ترحيل تم لعدد (119) متسولاً تستغلهم بعض الجهات فى التسول باجر ولقمة ومرقد ..غفلت عن ظاهرة متسولى الروشتات بالقرب من المستشفيات والتى ترتكز على ابوى عيان وحق المقابلة ما فى أو عالجناه ودايرين حق الدواء او داير حق الرجعة للبيت بالتاكسى ..وجوه متكررة تمارس تشتيت المروءة بين الناس وتحضك على ان تكون يدك مغلولة لا تفرز المحتاج من( المستهبل )!!