سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفوضية الاستفتاء تشكو للرئاسة من ضيق الوقت .. ممثل الحركة في واشنطن: تأجيل تقرير المصير (إعلان حرب) غندور: الإسلاميون لا يتحمّلون المسؤولية إذا حدث الانفصال
دَفَعت مفوضية استفتاء الجنوب بخطابٍ رسمي لرئاسة الجمهورية حول الزمن المتبقي لإجراء الاستفتاء مضمناً الحلول المطلوبة كافة حسب القانون. وكشف مصدر حكومي رفيع ل (أس. أم. سي) أمس، أنّ المفوضية تقدمت بالفعل بالخطاب المشار إليه منذ أسبوع وضمنته المبررات المتعلقة بضيق الزمن، وأشار إلى أن الرأي الذي ستخرج به رئاسة الجمهورية سيتم بالتشاور بين الشريكين بصورة كافية. وقال المصدر إنّ قيادة الحركة على قناعة تامة بأن ما تبقى من زمنٍ لا يكفي لتنفيذ الاستفتاء في موعده المحدد، وأضاف: (الحركة تعتقد أن الحل يكمن في إجراء تعديلات في قانون الاستفتاء بإنقاص السقوفات الزمنية في القانون لكل إجراء)، وأشار المصدر إلى أن القانون تحسب لمثل هذه الإشكالات ونص على جواز أن تقوم المفوضية بتوصية للحكومة القومية وحكومة الجنوب بتأجيل الاستفتاء إذا كان هناك ظرف قاهر.وتوقع المصدر أن تقوم رئاسة الجمهورية بتسمية الأمين العام للمفوضية في القريب العاجل، وأوضح أن الإسراع بالخطوة يدعم العمل الإجرائي للمفوضية بصورة جيدة وعملية خاصة وانّ المفوضية لا تود الدخول في أيِّ مهاترات سياسية أو تكون حتى مجرد طرف في قضايا حزبية باعتبار أن ما تقوم به مسؤولية وطنية عظيمة وتاريخية لأجل الوطن والمواطن. من ناحيته قال بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء، إن الأعضاء الجنوبيين في المفوضية يقوضون الاستعدادات للاستفتاء عن طريق العمل على استبعاد ممثلي الشمال عن المناصب الرئيسية في المفوضية.وأضاف خليل ل «رويترز» أمس، أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه يعني أنني سأعفي نفسي عن المهمة. وأشار إلى أن الانقسامات تعطل الاستعدادات للاستفتاء، واشار لعدم وجود جدول للبدء في عملية تسجيل الناخبين.وأوضح خليل أن الأعضاء الجنوبيين الخمسة في المفوضية المكونة من تسعة أعضاء يصوتون ككتلة واحدة لإعاقة السماح لأي شمالي بشغل منصب الأمين العام، وقال إنه مبدأ لا يقبله. وزاد: إن الامانة العامة تتحكم في ميزانية وتمويل المفوضية، وأكد أن المفوضية لا يمكن أن تنجح الا اذا تمكن أعضاؤها من العمل معاً بتعاون في ظل ثقة متبادلة وبالتعامل مع الأمور بموضوعية من وجهة وطنية لا من وجهة نظر الشمال والجنوب. وقال إنه مع استمرار الأمور على ما هي عليه فإن كل القرارات ستصبح نتائج ضائعة. وقال انه ترك المسألة للرئاسة لاتخاذ قرار فيها. وفي السياق طَالبت حكومة جنوب السودان، المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ عملية السلام الشامل، واعتبرت أن تأجيل إجراء الاستفتاء عن موعده (إعلان حرب). وطالب إزيكيل جاتكوث رئيس بعثة حكومة الجنوب في العَاصمة الأمريكيةواشنطن، المجتمع الدولي بالتدخل بصورة عَاجلة لإنقاذ اتفاقية السلام، واعتبر الدعوة لتأجيل الاستفتاء عن موعده ولو ليومٍ واحدٍ بمثابة دعوة إلى الحرب، والعَودة إلى المربع الأول.إلى ذلك رفض د. إبراهيم غندور الأمين السِّياسي لحزب المؤتمر الوطني تحميل «الإسلاميين» مسؤولية انفصال الجنوب، حَال حدوثه عبر الاستفتاء، مُؤكداً أن كل القوى السياسية في الحكومة والمعارضة وافقت على مبدأ حق تقرير مصير الجنوب. وتوقع غندور في حديث ل «الحياة» اللندنية الصادرة أمس، تعقيداً جديداً في أزمة دارفور في حال انفصال الجنوب وتدخل قوى أجنبية لاستخدام قضية الإقليم في مواجهة الخرطوم.وأكد غندور رفض الوطني تقديم تنازلات بشأن التشريعات الإسلامية بحسب طلب الحركة، وقال إنهم لا يساومون وهذه قضية ليست قابلة للمساومة والحوار. من ناحيته قال شان ريج مادوت نائب رئيس مفوضية الاستفتاء، رئيس مكتب المفوضية بجنوب السودان لموقع «أفريقيا اليوم»، نعمل حتى تقام عملية التسجيل في الفترة ما بين سبتمبر وأكتوبر، والقرار سيأتي من المكتب الرئيسي في الخرطوم وسيكون هناك الوقت لتثقيف الناخبين. من جانبه أوضح قطبي المهدي مسؤول المنظمات بالمؤتمر الوطني بأن تأخر تشكيل مفوضية الاستفتاء نتيجة لتماطل الحركة في إنفاذ الاتفاقية، وأشار إلى أن المفوضية تمر بظروفٍ صعبةٍ، وقال إذا طلبت التأجيل لأسبابٍ فنيةٍ فهذا من حقها، وقال إن الزمن المتبقي لا يكفي لإجراء استفتاء نظيف وكامل يعبر عن إرادة المواطن الجنوبي، بيد أنه عاد وقال إنّ الأمر متروك للشريكين باعتبارهما شريكي نيفاشا. وأكد بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء، أن المفوضية وافقت على طلبات من الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، ومركز كارتر لمراقبة الاستفتاء. وقال إن تلك الجهات ستجد تعاوناً كاملاً من المفوضية لتقوم بدور المراقبة، وأشار خليل حسب «مرايا. أف. أم» أمس، إلى أنه طلب من السلطات تسهيل مهمة دخول أعضاء تلك الجهات.