من الظالم ومن المظلوم؟! حكمت اللجنة المكلفة بإختيار عمل من أعمال الفرقة القومية للتمثيل بالإعدام، على كل الأعمال التي كان يفترض اختيار واحد منها للمشاركة في مهرجان القاهرة التجريبي، وجاء في تقريرها أن لا عرض يرقى لمستوى المشاركة!! وقبل أن تبدأ المرافعات من الطرفين (الظالم والمظلوم) فإن الخبر لوحده مثير للحيرة والدهشة، كيف للفرقة القومية للتمثيل فرقة الدولة الوحيدة أن ترسب في كهذا امتحان.. هل هي مظلومة أم أن الحديث عن انهيارها وتدني مستوى أعمالها حقيقة؟ إن كانت مظلومة لماذا التجني في حقها ومن الذي لديه مصلحة في إقصائها من الساحة؟! وإن كانت ظالمة وما يقال عنها حقيقة كيف لفرقة تنعم برعاية الدولة وإن كانت (شكلية) ومستقرة في دار المسرح القومي ومطمئنة لتوظيفها ولبروفاتها، أن ينهار اسمها وتاريخها وتضيع سمعتها ين المانشيتات (في امتحان الفرقة القومية للتمثيل لم ينجح أحدا!) و(لا عرض يرقى لمستوى المشاركة) (تمثل السودان ولا تمثل به) وعلى ذلك قس. إدارة المسرح كطرف آخر قد يكون أيضاً (طالماً أو مظلوماً).. فصراع بقاء الفرقة القومية أو عدمها.. هل هو جزء من أزمات المسرح القومي وإداراته المتعاقبة.. هل لم يشعر جميع المدراء الذين تعاقبوا بعد مكي سنادة مؤسسها بالإنتماء اليها باعتبارها مشروع غيرهم؟! وهل هي في نظرهم ليست المشروع الأمثل لتمثيل الدولة وإنما تحتاج الى إعادة صياغة؟! وهل صحيح أن فشلها الأخير أو محاولة تفشيلها هي مقدمة لإجراء قادم في حقها؟! كل هذه الأسئلة مرفوعة لوزارة الثقافة للبحث عن إجاباتها لأن المسرح القومي به عده أزمات والفرقة القومية للتمثيل جزء من أزماته.. والمسرح أحد إداراتها.. التي جردتها حق وحدتها الحسابية.. وحق التصرف المالي والإداري.. وضاع هيكله الإداري وأصبح لا يستطيع السيطرة على الفرق ولا على الفرقة القومية وخبئت أنواره.. وقبل أن يصبح مبنى لا معنى.. ساعديه يا وزارة في أن يجد نفسه وأن يرعى منسوبيه.