ظاهرة التسول وكثرة المتسولين فى الشوارع والأسواق وعند إشارات المرور أصبحت ظاهرة لا يسكت عليها.. ولابد للدولة أن تجد لها حلا ًبعد أن صارت بهذه الكثافة المزعجة ولكن (الدولة) دى (تطير عيشتا) تلاقى ليها حل لى شنو واللا لى شنو؟ واللا لشنو؟ للعطالة و(البطالة) واللا العنوسة، واللا تزايد (الفقر) واللا أزمة العلاج، واللا أزمة التعليم، واللا أزمة أطفال الشوارع واللا أزمة الما بعرفو شنو داك!! المهم كلو كوم وتزايد اعداد (الشحاتين) والمتسولين كوم تانى.. فجأة إنهمرت على الشوارع الرئيسية أعداد مهولة من الأشخاص ذوى السحنات (الغريبة) الذين يعانون من تشوهات خلقية واضحة فغالبيتهم (بدون نص تحتانى) ويستعينون بقطعة خشبية ذات عجلات للزحف بها نحو العربات أمام إشارات المرور مما يشكل خطراً جسيما على حياتهم حيث يكونوا دائما تحت مستوى نظر السائقين!! كالعادة يمرح هؤلاء منذ فترة ليست بالقصيرة فى شوارع رئيسية من المفترض ان تمر بها عربات المسئولين الذين من المفترض أن يقوموا بوضع حد لهذا الامر بل التدقيق فى معرفة أصل هذه المشكلة و(من اين أتى هؤلاء)؟ والملفت للنظر حقاً والذى لا أجد له إجابة مطلقا أن مسئولى (المحلية) يقومون بتنظيم (كشات) للقبض على (البائعين) الذين يفرشون بضاعتهم دون ترخيص بينما يتركون (المتسولين).. يعنى تقبض زول عندو (بضاعة) وتخلى زول (بضاعتو الشحدة)!! أما المتسولون (المحليون) الذين يحتشدون أمام المستوصفات والصيدليات فحدث ولا حرج فقد إبتكروا أساليب متطورة فى (فن الشحدة) واصبحوا يقومون بإختراع قصص لا يستطيع (أسامة أنور عكاشة) أن يقوم بتأليفها. بالأمس وأنا أقف بعربتى امام (الصيدلية) ومعى (الأولاد) بعد أن قمت بشراء دواء لابنتى المريضة وقفت أمامى أحدى المتسولات (المحترفات) وبدأت فى سرد القصة التى ظللت أسمعها منها منذ اكثر من عامين فى ذات المكان: - الله يسهل ليك يا حاج.. أبونا راقد فى المستشفى ليهو أسبوع ما لاقين ليهو حق العملية.. ولا حق الحقن ولا حق الشاش ولا.. - الله كريم يا حاجة! - الله يسهل ليك يا حاج.. الله يعدل ليك طريقك.. الله يخلى ليك اولادك.. - ما قلنا ليكى الله كريم يا حاجة.. وبعدين (أبوكم) ده راقد هسه ليهو سنتين وشويه! - الله يسهل عليك طريقك.. الله يخلى ليك أولادك ديل!! مع إلحاح (المتسولة المحترفة) ورغما عن كذبها الذى أعلمة وحتى (أتخارج) من الموقف فقد نفحتها (الفيهو النصيب) ولكن ما أن غادرت وقبل أن أقوم بتدوير العربية حتى توقف أمامى شاب (شحط) طويل المنكعين (شلولخ) يمسك طفلاً بيده وبالأخرى ورقة بيضاء: - بس لو ممكن سؤال واحد.. - إتفضل (وقد إعتقدت لأول وهلة بأنه يسأل عن مكان ما)! - (وهو يمد لى بالورقه): الحقيقة ولدى الصغير ده بيقرأ فى الأساس وبجى الأول طوااالى قام جاهو (سحائى) والسمع بتاعو بقى ما كويس والدكتور قرر ليهو سماعة طبية وانت يا حاج عارف الظروف!! - (على الرغم من الكذب الواضح فى الرواية وعدم وجود أى ختم على الورقه أقصد التقرير فقد نفحته الفيها النصيب وقمت بتدوير العربية غير اننى وقبل أن أسير قيد أنملة أدخلت احدى النساء التى تحمل طفلاً رأسها من الناحية الأخرى التى كانت تجلس عليها زوجتى)!! - يا حاج والله الوليد ده يتيم وأبوهو متوفى واليوم ده كلو ما أكل ليهو حاجه!! - الله كريم ! أنا قبل يومين ما لقيتك قدام المستشفى قلتى أبو الولد (عميان) راقد فى البيت! - لا دى ما أنا .. دى واحدة تانية.. - تانية واللا تالتة ... الله كريم.. - (مشيرة لزوجتى): ربنا يخلى ليكا (بتك) دى!! كسرة: أنقرو أديتا حاجة؟