نداء إنساني ب «حضرة المسئول»، الثلاثاء الماضي، نجحت في إعادة البسمة والسعادة للطفلة المعاقة «مرافئ»، «11 سنة».. التقطت النداء فاعلة خير، فجلبت لها كرسي معاقين خاص بالأطفال.. ومساء الأربعاء إنطلقت نحو المنزل بأمبدة حاملاً معي الكرسي «الأمل»، وما أن شاهده أهلها حتى إمتلأت عيونهم بدموع الفرح والعرفان. لحظات قليلة و جاءت والدة «مرافئ» تحملها على كتفها، فالمسكينة أصبحت فجأة غير قادرة على المشي لمرض حار فيه الأطباء، ووضعتها على الكرسي المتحرك، وأخذت «مرافئ» تردد عبارات كثيرة، سريعة: الحمد لله.. الشكر لله.. شكراً استاذ التاج.. شكراً «الرأي العام» و«حضرة المسئول».. ثم أخذت تذرف دموعاً غزيرة، أجبرتني على الصمت والتأمل للحظات، ثم قالت لي الطفلة: هذا الكرسي أعاد لي الأمل، وسيجعلني أواصل دراستي ثم طلبت مني الاتصال هاتفياً بفاعلة الخير التي لم تذكر لي اسمها، فتحدثت معها قائلة: شكراً لك.. أسأل الله ان يحفظك وأولادك ويديكم الصحة والعافية. و لكن ماذا أصاب «مرافئ» حتى أصبحت غير قادرة على المشي؟.. قالت والدتها: «ولدتها ولادة طبيعية، وتأخرت في المشي حتى عمر سنة و«8» أشهر بينما شقيقتها: «أمل»، «8» سنوات، و«ميزاب» «6 سنوات» مشتا في عام واحد.. وهما طبيعيتان.. وبعد أن بلغت «مرافئ» تسع سنوات إنكمشت ركبتها اليمنى وأصبحت غير قادرة على مد رجلها اليمنى، بجانب تيبس أسفل قدمها، وأصبحت تمشي على أصابع رجليها، أجرى لها اختصاصي عظام في مارس الماضي عملية جراحية لمد عصبة الرجل اليمنى، وظلت رجلها في الجبص لمدة شهر، بعدها عمل لها جبص آخر تحت الركبة حتى القدم لمدة نصف شهر، لكن لم يحدث تحسن في حالتها، فهي لا تستطيع الوقوف أو المشي، حيث أن بعض مفاصلها لا تعمل، كما أنها لا تستطيع تحريك رقبتها ناحية الشمال، ونصحنا البعض بعرضها على الأطباء بالخارج، لكن ما باليد حيلة. «مرافئ»، طفلة ذكية، وشاطرة ومتفوقة في دراستها، إذ احرزت درجة امتياز من الصف الأول للثاني، وكذلك من الصف الثاني للثالث، إلاَّ انها توقفت عن الذهاب إلى المدرسة لعدم قدرتها على المشي، إذ كانت والدتها تحملها إلى المدرسة ذهاباً وآياباً، وكان يفترض ان تلتحق هذا العام بالصف الرابع بدلاً عن الثالث، حيث أنها ستبدأ يومها الدراسي الأول الأحد الماضي بعد استلامها للكرسي المتحرك.. قالت لي «مرافئ» وهي تجلس على الكرسي داخل المنزل بأمبدة: الأحد القادم سوف أذهب إلى المدرسة الصف الثالث، وسوف أكون الأولى في الفصل .. وأشكر فاعلة الخير التي قدمت لي هذا الكرسي الجديد، ربنا يعطيها الصحة والعافية هي وابناءها.. والشكر لصحيفة «الرأي العام»، و«حضرة المسئول» وأنت استاذ التاج.. لاحضارك الكرسي لي بنفسك حتى المنزل، جزاك الله خيراً، وأؤكد ان اعاقتي جعلتني أكثر عزيمة وإصراراً على مواصلة دراستي وتفوقي، خاصة انني شاهدت في «دار شيشر» اطفالاً معاقين حالتهم أصعب من حالتي. «مرافئ» الطفلة « الذكية والفصيحة»، ذات الأحد عشر ربيعاً قهرت إعاقتها ولم تستسلم لها، بل انها تلميذة متفوقة على كافة زميلاتها.. وحسب ما ذكرته والدتها فإن مرضها لا يزال مجهولاً، وتحتاج إلى تشخيص دقيق سواء بالداخل أو الخارج.. وأملها في اطبائنا وأهل الخير والمروءة والإحسان كبير.