بالرياض الثورة مدرسة نموذجية للبنين والبنات مدخلها يوحي إليك انك تتجول في ريف بريطانيا المزهر دوماً وعند ممراتها يدعوك عطر القرنفل والورد الإنجليزي لان تتأمل جهدا خارقا يبذله رجل تربوي اسمه أزهري ومجموعة معلمين ومعلمات لا هم لهم سوى التفوق السنوي الدائم لطلابهم ويعدون عدتهم للاحتفالية القادمة لحظة فراغهم من تكريم الأوائل لهذا العام. ونهجهم الانساني الذي يتبعوه ليصفقوا طويلاً لمنسق الحدائق و عامل الصيانة وفني الكهرباء وسباك المياه ومنظف الحيشان والممرات وخبير النقاشة وسائق الحافلة ورجل الحدادة وخفير المدرسة ثم معلمي ومعلمات المواد الدراسية ليعلق الصحافي عبد الله عبيد »بخيتة ده شئ عجيب وغير مسبوق« ويقف مالك الدويح أحد أعمدة مجلس الأمناء ليعلن تبرعه بمطبخ حديث للفتى الذي نال أعلى درجات في التفوق وتتقدم أم الطالب والدهشة ترتسم على محياها قائلة: معقولة يكون المطبخ ده حقي أنا؟ وتحتضن ابنها الذي ادخل البهجة على قلبها بتفوقه ونيله جائزة ابن الأم المكافحة من أجل ابنائها ومنضدتان من الحديد ومقاعد انيقة لمن جاء ترتيبهما الثاني والثالث. ومن مدرسة ازهري ذاك الرجل الخلوق جاء »11« تلميذاً ضمن المائة الأوائل بولاية الخرطوم.. الأمهات بكن من الفرحة والآباء في موكب النجاح الدائم يهتفون »ازهري باق« وكرنفال التفوق السنوي لم ينقطع الاحتفاء به منذ ميلاد المدرسة في العام 1993م. ليت وزير تعليم ولاية الخرطوم يوجه الدعوة لمدارس الولاية فقط لزيارة ذاك الصرح الأنموذج ليروا كيف يقطع ازهري دابر عدم الإمكانات.