نحن شعب نتعايش مع مشاكلنا حتى تتفاقم وتصبح مرضاً مزمناً يصعب علاجه او يتم ذلك بتكلفة كبيرة بدلاً من ان نعالجه في مهده وبتكلفة بسيطة. هذه المشاكل التي نتعايش معها هي الفوضى المرورية التي نشاهدها في شوارعنا فالكل: سائقو المركبات والمشاة يتسابقون في الشوارع وبدون إعتبار للاشارات الحمراء التي من المفترض أن تنظم المرور او اعطاء حق المرور حسب الشوارع الرئيسية والفرعية ويتم ذلك في غياب تطبيق القانون الصارم لمثل هذه الحالات، وبالرغم من كثرة ما كتب وقيل عن هذه المشكلة فهي ما زالت قائمة وتتفاقم كل يوم. فهل من بارقة أمل لإعادة الانضباط للشارع؟ آمل ذلك واعتقد أولاً أن نبدأ ب : ? حملة توعية مرورية ضخمة تقوم بها الاجهزة الرسمية المناط بها حفظ الامن والنظام وعلى رأسهم رجال المرور يستغلون فيها كل اجهزة الاعلام المتاحة: التلفزيون والاذاعة والصحف واللقاءات المباشرة في الشوارع بين رجال المرور والمواطنين وان يتم ذلك من خلال برامج متخصصة تقوم بهذا الشرح إضافة للاعلانات الثابتة بين فقرات البرامج التلفزيونية والاذاعية والملصقات واللافتات في الشوارع. ? أن يتم تكثيف استعمالات الاشارات الضوئية في كل الشوارع لتنظيم المرور مع مراعاة الانعطافات وألاّ تتم مع مستعملي الجانب المعاكس وان تتم صيانتها ومراقبتها واستحداث مصدر طاقة غير الكهرباء العامة، كالطاقة الشمسية او تزويدها ببطاريات صغيرة تعمل في حالات انقطاع الكهرباء العامة. ? أن يتم صيانة الشوارع الاسفلتية وغيرها بصورة دورية وسريعة منعاً للتأثير في عبور الحفر ومنع استعمال المطبات العشوائية وعمل مطبات هندسية معروفة في اماكن المدارس والمستشفيات واي مكان يحتاج فيه لتهدئة السرعة، مع تحديد اشارات قبلها بمسافة كافية واستعمال العلامات الظاهرة لتوضيح المسارات وتنبيه السائقين لأي شيء بالطريق. ? أن يتم شرح انوار علامات المرور للسائقين كافة ضمن حملة التوعية المرورية وتحديد السرعة في المسارات داخل الشارع (البطيء والعربات العامة اقصى اليمين) ومن يريد التخطي بسرعة يسلك المسار اقصى اليسار وان يستعمل المسار الوسط كل العربات التي تسير بالسرعة المتاحة في الشارع، وأن يتم توقيع عقوبة لمن يستعمل اقصى يسار الشارع بسرعة بطيئة أو الركشات التي يجب ان تمنع من الشوارع الجديدة الكبيرة او بخلق مسارات لهم خارج شارع الاسفلت. ? ان تشمل حملة التوعية المرورية المشاة وتحديد المسارات لهم خارج شوارع الاسفلت وان يتم عبور الشوارع في اماكن محددة، (فبالله انظروا كيف يتصرف المشاة في اماكن مواقف المواصلات قرب الاستاد والسكة الحديد، وكيف يعبرون الشارع فرادى وفي اماكن متفرقة مما يتسبب في بطء سير العربات في الشارع، فاذا عبر المشاة الشارع في مكان واحد وعند وقوف العربات مثلاً للإشارة الحمراء فالحركة ستنساب بسهولة) وهذا قد يستلزم حواجز للشوارع لمنع المشاة من الدخول للشارع في اي مكان. ? تدريب شرطة المرور على كيفية التعامل مع الجمهور وأن يتم توقيع العقوبة بالطريقة التي تجعل المواطن مقتنعاً بالعقوبة الموقعة عليه او قبل ذلك تنفيذ توجيهات الشرطي باقتناع ورضاء. ? بعد حملة التوعية المرورية المكثفة التي يجب ان تستمر كبرنامج يومي يتم توقيع العقوبات القاسية والفورية بالغرامة على قائدي المركبات والمشاة في حالة ارتكاب الخطأ تزداد بازدياد او تكرار الخطأ. ? ويجب استخدام اساليب الحزم في علاج مشكلة المرور بدلاً عن اللجوء إلى المسكنات في حلها وتجزئة الحل، بل يكون حلاً جذرياً يتم بوضع خطة عامة وكبيرة يشارك فيها كل المهتمين بهموم البلد.