المبادرة التي اطلقها السيد رئيس الجمهورية سعادة المشير عمر البشير بتكريم المنتخب المصري لكرة القدم بمناسبة احتفاظه بلقب بطولة امم افريقيا هي بلا شك مبادرة عظيمة لا تعبر عن احساس الرئيس فقط، ولكنه احساس كل الشعب السوداني الذي كان سعيدا بهذا الانجاز، بل هو العزاء الوحيد لفشل منتخبنا في التأهل الى الدور الثاني وقد قلناها للزملاء في الاعلام المصري الذين كانوا معنا في كوماسي ان منتخب مصر يمثل كل شعب وادي النيل وهو احساس عام في قلوبنا كسودانيين نفرح لكل ما يفرح شعب مصر ونتألم لكل ما يمس شعب مصر رغم ان الاشقاء في اعلام شمال الوادي يتعدون احياناً الخطوط الحمراء. وان كنا نتوقع ان يتم التكريم بعد الحدث مباشرة حتى لا يفقد طعمه خاصة وان تصفيات البطولة القادمة ستنطلق بعد ايام والدلائل تشير الى انه من الصعب أيجاد مساحة في خارطة ارتباطات المنتخبين واللاعبين الموزعين مابين واجبهم مع انديتهم في الدوري الوطني ودوري افريقيا واجبهم مع منتخب بلادهم في تصفيات امم افريقيا 2010م وكأس العالم من نفس العام وامم افريقيا المستحدثة للمحليين 2009م بجانب انشغال اللاعبين المحترفين في اوروبا من منتخب مصر. وكما قلت في المقدمة ان المبادرة عظيمة، ولكن يبقى السؤال اين موقف الدولة من منتخب الوطن المواجه بالتصفيات بعد اسبوعين فقط ومازالت هوية المدرب غير معروفة بعد ان تمسك الجهاز الفني للوطني باستقالته ورفض كما علمت حتى التكليف بالمواصلة الى حين ايجاد مخرج للازمة وبالتأكيد الجهاز الفني له الف حق يرفض المواصلة بعد الحملة التي واجهها وبعد ان تنكر له الجميع وبعد ان نجح اصحاب الاجندة الخاصة البعيدين عن مصلحة المنتخب في تحقيق هدفهم وتواروا الآن. وقد اطلعت امس على القرار الذي اصدره الاستاذ محمد يوسف عبد الله وزير الثقافة والشباب والرياضة بتكوين لجنة التكريم التي ضمت جيشا جرارا لاننا دائما نجامل في اختيار اللجان ولا اظن ان التكريم في حاجة لهذا العدد الكبير بل ان تجربة اللجان اثبتت فشلها ولجنة دعم المنتخب خير مثال. بعد ان اطلعت على قرار السيد الوزير بتكوين لجنة تكريم منتخب مصر تساءلت وقد يتساءل غيري اين الوزير مما يحدث للمنتخب الوطني الذي يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه الطويل؟ ولو حدث لاي منتخب في العالم ما يحدث لمنتخبنا من تجاهل متعمد من الدولة في اي بلد في العالم لبادر الوزير بتقديم استقالته فوراً لانه لا يمكن لشخص ان يتحمل مسؤولية وطنية دون ان توفر له المعينات المتمثلة في تخصيص ميزانية للرياضة. نعم لتكريم منتخب مصر وكل الشعب السوداني مستعد لفتح بيوته لتكريم اخوان الحضري وابناء حسن شحاتة، ولكن قبل ذلك على الدولة ان تقوم بدورها نحو منتخب الوطن ولا اقول تبادر لان ذلك واجب واعداد منتخب لا يقل اهمية عن اعداد كتيبة جيش فكلاهما يدافع عن راية الوطن وان اختلفت الميادين. حروف خاصة قلتها واقولها الف مرة ان المغتربين (فالحين ) فقط في تنظيم الندوات والانتقاد ويبخلون على منتخب الوطن حتى ولو بشراب ناهيك ان يبادروا بالمساهمة ماديا في دعمه او تنظيم معسكر في بلاد الخليج عشرات من روابط الهلال والمريخ ولاتوجد رابطة واحدة لصقور الجديان دولار واحد علي اي معاملة في السفارة يمكن ان يحل كل مشاكل المنتخب ولكن من يبادر؟ كوادر سفاراتنا في الخليج لايختلف فكرها نحو الرياضة عن فكر الحكومة ولهذا لانأمل في اية مبادرة نحو المنتخب.