حالها كحال معظم مدارس ولاية الخرطوم كانت مدرسة الجيلي لمرحلة الاساس (بنين ) التي تأسست العام 1905م تئن من الاهمال وتعاني جدرانها من التصدع , وخوفا من ان تنهار اسقفها على رؤوس التلاميذ قام الاهالي بصيانة المدرسة بالعون الذاتي قبل عدة سنوات , وفي العام 2007م شرعت محلية بحري في تنفيذ مشروع مدارس المستقبل وبدلا من ان تجري عملية ترميم بشكل مدروس حفاظا على تاريخ المدرسة التي احتفلت بيوبيلها الماسي قبل (6) أعوام تم هدمها ولم يبق منها سوى اللافتة التي تحمل تاريخ تأسيسها وبقايا مواد بناء , وفي العام 2009م امتدت يد الهدم الي مدرسة البنات التي تأسست العام 1950م ايضا في اطار مشروع مدارس المستقبل , الي جانب الطامة التي لحقت بالمباني التاريخية , لم تلتزم المحلية بمواعيد بنائها واستئناف الدراسة بها, مما جعل التلاميذ عرضة لخطر الحشرات السامة في فصول المباني التي اتخذتها المحلية كمدرسة بديلة الي حين اكتمال بناء المدرستين . (1) التلكؤ وعدم الالتزام من قبل المحلية في بناء المدارس بعد (3) اشهر من تكسيرها آثار حفيظة المواطنين ودفعهم الى الاحتجاج , وسرعان ما استجاب معتمد محلية بحري لمطالبهم ووعدهم باكمال البناء في غضون اشهر , غير ان الشكوك ما زالت تساور الاهالي في جدية السلطات في انهاء معاناة ابنائهم خاصة ان المحلية سحبت امتياز التنفيذ من الشركة التي بدأت في اعمال الصيانة ولم توقع عقدا جديدا , ويقول عقيل احمد عضو المجلس التربوي بالجيلي ان المعتمد قام بزيارة المدرستين ووعد باكمال بنائهما في غضون (3) اشهر بواسطة شركات جديدة بعد ابعاد شركة (النصر ) التي بدأت عملية البناء قبل (4) سنوات الا ان المعاناة لن تنتهي كما وعد المعتمد في ثلاثة اشهر لان المحلية لم تبدأ العمل بشكل جدي علي الاقل الخطوة الاولى والتي تتمثل في تحديد الشركات المنفذة وتوقيع العقود . وانتقد عقيل الواقع المزري للفصول البديلة بمدرسة بعيدة من المنطقة وتقع وسط المزارع وقال ان معظم الاسر اضطرت الى سحب ابنائها من المدرسة البديلة خوفا عليهم من الحشرات السامة الي مدارس في وسط الخرطوم وبحري مما زاد معاناة التلاميذ واولياء الامور من الناحية المادية والرهق البدني لاطفال صغار يقطعون يوميا عشرات الكيلو مترات للدراسة . (2) واقع المدارس ب (الجيلي) الحال يغني عن السؤال تماما ... فمدارس الجيلي القديمة ,التي كانت تمثل رمزا تاريخيا وارثا للمنطقة بدت كاطلال مبان مهجورة مدمرة , تحيط بها كثبان رملية وبقايا مواد البناء كأنها تمكث منذ قرون مما ينم عن مدى الاهمال والتساهل الذي تعاملت به السلطات مع الشركات المنفذة التي اخلت بمواعيد البناء من (3) اشهر الى (4) سنوات , ولازال ... وقال المواطنون ل(الرأي العام ) ان المدرستين تم هدمهما تماما لاجل اعادة بنائهما بشكل حديث بالرغم من ان مدرسة البنات تمت صيانتها بالعون الذاتي بتكلفة (50) الف جنيه ولكن تم تنفيذ عملية الهدم في مارس 2010م قبل امتحانات الاساس وكانت احدي مراكز الامتحانات في السنوات الماضية , المواطنون ارتضوا بالامر عل مضض بعد الوعود باعادة بنائها في غضون (3) اشهر اي قبل بداية العام الدراسي الجديد ولكن لم توف الجهة بوعودها ومازالت المدارس على حالها منذ ذلك الوقت . (3) ويقول الاهالي انهم وافقوا على استئناف ابنائهم الدراسة في مبنى تم اختياره بديلا مؤقتا الا ان موقعه اثار مخاوفهم خاصة بعد ظهور ثعابين وعقارب داخل فصول المبني البديل الذي يقع وسط المزارع , والاخطر ان بالمزارع آبارا مفتوحة ومحاطة بالاسلاك الكهربائية ما يعرض الصغار للسقوط او الصعقة الكهربائية , وقال مواطن ان المدرستين لا يفصلهما سوى سور شبه متهدم يعني يمكننا القول بانها مختلطة وقد يحدث ما لا يحمد عقباه لان بهما مراهقين بعيدين عن الرقابة الاسرية . وهذا يشكل تهديدا للاخلاق خاصة ان مجتمع المنطقة مجتمع محافظ لا يرضى اي انحراف في السلوك . (4) وتقول مسئولة بمدرسة الاساس بنات بالجيلي انهم تفاجأوا بشركة (مانشستر ماستر) بآلياتها تقوم بهدم جزء من المدرسة على ان نستأنف الدراسة حسب الاخطار الذي وصلنا في الجزء الذي لم يتم هدمه وكان ذلك العام 2007م وفي العام 2009م تم هدم ما تبقي وقامت المحلية باستئجار مبنى بعيدا عن منازل التلاميذ غير انه ليس لائقا حيث تحيط بها مزارع وتتناثر في محيطها النفايات التي يتم جلبها من الاحياء السكنية , وتمضي المسئولة انهم ذات يوم وجدوا ثعبانا داخل احد الفصول مما اثار رعب التلميذات واثر نفسيا عليهن وظهر ذلك في دفتر الغياب الذي بات يسجل اعدادا كبيرة من التلميذات ربما لخوفهن او لخوف اولياء امورهن علي حياتهن , وطالبت المسئولة سلطات المحلية بمعالجة الوضع والاسراع ببناء المدرسة قبل ان يتفاجأوا يوما بتسرب كل التلميذات من المدرسة , واردفت ان الاثر النفسي من رداءة البيئة ظهر جليا في اوساط التلميذات والمعلمات