طالبت الحكومة الأممالمتحدة، بممارسة أشد الضغوطات على دولة جنوب السودان لوقف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السودانية، وقالت على لسان السفير العبيد أحمد مروح، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ل (الرأي العام) أمس، إنه يتعيّن على الأممالمتحدة مع وضوح الحقائق أمامها، ممارسة أشد أنواع الضغوط على جنوب السودان لوقف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السودانية. إلى ذلك، أكد مروح أحقية القوات المسلحة، في الرد على أي هجوم على التراب السوداني استناداً للقوانين بما فيها قوانين الأممالمتحدة، ونفى شنهم أية هجمات داخل عمق دولة الجنوب، وأشار في الصدد إلى شكواهم الأخيرة لمجلس الأمن نتيجة توغل الجيش الشعبي التابع لجوبا داخل الأراضي السودانية في محاولة للسيطرة على بحيرة الأبيض (جاو)، وعلم الأممالمتحدة بهوية المعتدي المتوغل داخل حدود الآخر. وشدد الناطق باسم الخارجية، بعدم تعرض القوات المسلحة للمواطنين العزل، وعدّ وجود معسكر لاجئين بالقرب من الحدود حتى مسافة (50) كيلو متراً بالمخالف للمعايير الدولية. وكانت مليسا فلمينج المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين أبدت قلقها من وجود حوالى (20) ألف لاجئ بين جنوب السودان والسودان على حدود ولاية الوحدة، وقالت في مؤتمر صحفي حسب (رويترز) أمس إن اللاجئين يواجهون خطراً متزايداً مع تصاعد القتال، ولم تخف مخاوفها من وصول المواجهات العسكرية في منطقة (جاو) الحدودية الى مخيم (ييدا) للاجئين الذي يقع على بعد عدة كيلو مترات من خط المواجهة، وأعلنت سعيهم لنقل القاطنين بعيداً عن الحدود. وفي السياق، وَقعت مشادة كلامية بين مندوبي السودان وجمهورية جنوب السودان بمجلس الأمن الدولي أمس الأول، وسط تصاعد حدة التوتر بين البلدين. وبدأ مندوبا البلدين بمقاطعة بعضهما خلال إلقاء الكلمات، ووجها الاتهامات لبعضهما حول عمليات تسلل عبر الحدود. واتهم دفع الله الحاج علي سفير السودان لدى الأممالمتحدة، الجنوب بدعم المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقال: نأمل أن توقف حكومة جنوب السودان على الفور انتهاكاتها الصارخة والاعتداءات وتستعيد المنطق. من ناحيته، قال ديفيد بوم شوات، مندوب جنوب السودان لدى الأممالمتحدة بالوكالة: ليس من الحق أو الإنصاف أن نتوقع أن يفعل جنوب السودان أكثر مما فعل، دون أي تحرك من جمهورية السودان. من جانبه، دَعا مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان، مواطني الولاية لعدم الالتفات لما يروّج له الطابور الخامس من شائعات هذه الأيام، وأوضح أن القوات المنهزمة دائماً تلجأ لبث الشائعات التي تستهدف ترويع المواطنين وزعزعة أمنهم. وقال هارون لدى مخاطبته المصلين بالمسجد العتيق بكادوقلي عقب صلاة الجمعة حسب (سونا) أمس، إن الهزائم الأخيرة التي تعرضت لها قوات التمرد بمناطق (طروجي وبحيرة الأبيض والعتمور) كانت بمثابة رسائل واضحة لهم بأن قواتنا المسلحة والشرطة والدفاع الشعبي قادرة على ضربهم في عقر دارهم ومقر قيادتهم، وأشار إلى دور حكومة دولة جنوب السودان في دعم التمرد بجنوب كردفان والنيل الأزرق، الذي انفضح من خلال المستندات والوثائق التي تم العثور عليها بالمناطق التي تم استردادها.