تناقش القمة الإفريقية الحالية في جلساتها على مستوى الرؤساء العديد من القضايا المهمة والعاجلة وتحتل مسألة النزاعات المسلحة في القارة أهمية قصوى على جدول الرؤساء الأفارقة بالإضافة إلى موضوع انتخاب رئيس جديد للإتحاد حيث تم حسمه بان تتولى الكونغو رئاسة الدورة الحاليا مشروطا بنص الاتفاق على ان يتولى السودان الدورة القادمة ..المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) أجرى العديد من المقابلات فى هذا التقرير مع شخصيات ذات بعد استراتيجي للتعرف على الارتباط الجديد والعلاقات الإفريقية السودانية على ضوء هذه القمة التي شهدت هجمة إعلامية ودبلوماسية شرسة من قبل الدوائر الغربية متخذة من مشكل دارفور الحالية راس الرمح..فإلى الاستطلاع: *تقرير:(مركز الخدمات الصحفية smc) ولاء إفريقي ..السودان كلما قويت علاقاته مع الدول الإفريقية التي تشاركه الانتماء التاريخي العميق كلما عاد ذلك على السودان وعلى إفريقيا وعلى الأمة العربية والإسلامية بالقوة والعزة هذا ما أكده فى البداية الدكتور بدر الدين مفوض لدى منظمة التجارة الدولية مشيرا إلى أن السودان يأمل في عون إفريقيا وعون العالم العربي والإسلامي حتى يتخطى أزماته الوطنية وأوضح أنهم كسودانيين قد عبروا تماماً في القمة عن ولاءهم والتزامهم التام بالميثاق الإفريقي لحقوق الشعوب والأفراد وقال : كما أوضح رئيس الجمهورية فان السياسة السودانية تنتهج لحل أزماتها الراهنة ما يتماشى مع هذا الميثاق وعبرَّ دكتور بدر الدين عن توقعاته بأن تساعد مثل هذه المحافل في عون السودان على ذلك.. تقليد متبع! وقال الأستاذ مهدي إبراهيم القيادي البارز بالمؤتمر الوطني ان القمة تلعب دوراً هاماً في بث رسالة قوية جداً حين تحدثت عن السلام في الجنوب وضرورة الحوار لحل بقية أزمات السودان القائمة وأنها ترفض استخدام المتمردين للسلاح في وقت تتاح فيه فرصة الحوار كما ناشد المجتمع الدولي بما حدده بإغلاق الأبواب في الفنادق ووقف الرسائل المزدوجة المعطاة للحركات المسلحة! وأضاف مهدى إبراهيم ان ملف دارفور مؤكد سيبقى بيد نيجيريا وحدها مع الاستعداد للتعاون مع الأسر الدولية مؤكدا أنه من غير المعقول ان يترك ملف دارفور لأن تختطفه أي جهة أخرى وحول رئاسة السودان للإتحاد الإفريقي قال كان لدينا هذا الحق وهو "تقليد متبع" ودلَّل على ذلك بأن السودان تمكن عملياً من إنجاح هذه الدورة ووصفها بأنها فوق التصورات وأكد إبراهيم ان المجتمع الدولي عليه إذا أراد سلاماً عاجلاً في السودان ان يوفى بالتزاماته نحو احتياجات قوة الاتحاد الإفريقي في دارفور.. أبعاد وتأثير ومن جهته يرى الدكتور الطيب إبراهيم محمد خير المستشار السابق لرئيس الجمهورية للشئون الأمنية ان قيام مؤتمر الاتحاد الإفريقي بالخرطوم فى حد ذاته سيكون له أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية العميقة وواصل قائلا : ومن الضمن سيكون له الأثر على مجري المفاوضات في أبوجا باعتبار كيمياء المتغيرات الناتجة فى الاتحاد وروح الائتلاف التي يجرى بها المؤتمر . ويرجو القيادي الحكومي للمؤتمر ان يكون فعالا في تحقيق ما تصبوا إليه القارة عبر المفاوض النيجيري لتحقيق سلام في دارفور. التدخل الأجنبي ويؤكد الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد زعيم الأخوان المسلمين ان الوضع الكبير الذي يحتله السودان لدى معظم الدول الإفريقية سيجعل تلك الدول ان تضع قضية عدم الاستقرار في غرب السودان خاصة في دارفور ان تضعه نصب عينيها ويقول شيخ صادق انه يحسب ان الكثير من تلك الدول يتعاطف مع السودان للظروف التي يمر بها من تدخل أجنبي إسرائيلي ومن عدم استقرار . ويقول شيخ صادق ان المؤتمر أولي هذه القضية أهمية قصوى ووصفها بالنبت الشيطاني دون مقدمات!وهو يرى ان دارفور أصبحت تهم الأفارقة بصفة أساسية والدول المجاورة للسودان خصوصا.. مساعدة السودان ويشير الأستاذ محمد يوسف القيادي البارز ان للمؤتمر دلالات سياسية كبيرة وهامة وزاد ان مشاكل القارة متمثلة في النزاعات وجدت مساحة ومن بينها قضية دارفور التي ستجد دفعة كبيرة وهو يناشد بتجنيد كل القوى الإفريقية لمساعدة السودان لحل مشكلاته واعتبر ذلك لو تم إنجازا كبيرا للإتحاد الإفريقي في حلول مشاكل القارة السمراء. وعى إفريقى ومن جانبه يؤكد الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني على الدور الذي لعبه الاتحاد الإفريقي في أزمة دارفور واصفاً إياه بالدور المقدر جداً سواء كان ذلك على مستوى الإشراف على مفاوضات أبوجا أو في مجلس السلم آو في المفوضية وان ذلك يشير إلى ان الأفارقة قد وعوا دورهم جيدا ويركزون على حل مشاكلهم بأنفسهم بدلاً من اللجوء للدول الكبرى التي لا تحل المشاكل إلا وفق أهدافها ومراجعها وأشار في ذات الصدد إلي دور الاتحاد المقدر في أبوجا لأنه ظل يقدم المقترحات والحلول والأوراق على الأطراف ويلتمس في كل حسن التوافق بين الأفراد ولذلك يرجو رئيس المجلس الوطني ان يستمر ذلك الدور للاتحاد الإفريقي ويزيد بقوله ان يجب على الأفارقة ان يتجنبوا تسليم ملف دارفور لجهات دولية لأن هذا سيقود فعلاً إلى عجز إفريقيا عن حل مشكلاتها. ويعتقد الأستاذ احمد إبراهيم الطاهر ان المطلوب من ذلك الاجتماع ان يؤثر على ذلك المجهود الذي تقوم به الوساطة الإفريقية في ابوجا. كما يقول رئيس المجلس الوطني ان تأثير مجهودات الوساطة الإفريقية تلك ستدعم جهود القوات الإفريقية بدارفور لتوفير الأمن والسلام بدارفور بالتعاون مع حكومة السودان وبالضغوط على حركات التمرد بوقف العدائيات وان لا تهاجم قوات الاتحاد الإفريقي منعا للتشرذم والتشتت فى القدرة الإفريقية. إحساس بالمشكلة وأما الأستاذ دينق ألو وزير مجلس الوزراء فيبدأ بقوله مشيرا الشرف الذي تلقاه السودان بقيام تلك القمة بالخرطوم وأنها في ذات الوقت فرصة للسودان ليشرح للقادة الأفارقة جهوده فى الطرق السلمية للوصول لسلام عادل بدارفور مؤكدا ان ذلك سيعطى دفعة قوية للتفاوض.وقال أن القادة الأفارقة ابدوا اهتمامهم بحل النزاعات وأضاف وهذا يعنى إحساسهم بمشكلة دارفور واعتبارها من المشكلات الكبرى في القارة لأنها أخذت اهتمام القارة والعالم اجمع. بعض النصائح! ويؤكد الأستاذ دينق ان الرؤساء الأفارقة ركزوا فى خطابهم على دارفور خاصة في جلسة حل النزاعات باعتبارها أكبر مشكلة ويمكن ان يساعد تسليط الضوء على دارفور ان السودان سيجد السانحة لتنوير أكثر لتحسين الأوضاع فى دارفور. وتوقع ألور بعض النصائح خلال القمة للسودان وحكومته من بعض الرؤساء الأفارقة بل وامتدت توقعاته بأنهم يمكن ان يساعدوا على حل المشكلة بطرق مختلفة. قرارات قوية ويؤكد الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية على الدور الذي يمكن ان تلعبه القمة في دعم مفاوضات أبوجا في أنها يمكن ان تصدر قرارات قوية تؤيد دور الاتحاد الإفريقي وتدعو للدعم حتى يؤدى دوره هذا بالرغم من ان القمة لا تشُرف مباشرة على المفاوضات بأبوجا على حد ما قال!.. مع الوفد التشادي! ويؤكد الأستاذ محمد البشير مدير العالم العربي بوزارة الخارجية التشادية والذي حضر ضمن الوفد التشادي ان المفاوضات التي تسير بأبوجا الآن في طريقها لحل المشكلة وأبان ان الاجتماع الحالي لرؤساء الدول والقادة الأفارقة لاشك سيدعم المفاوضات المستمرة ويؤمل المسئول التشادي في ان تتواصل المفاوضات ويصل الجميع لحل بشأن دارفور. اتفاقيات عادلة وأما الأستاذة فريدة إبراهيم مستشار رئيس الجمهورية للشئون القانونية فقد أوضحت فيما يتعلق بمفاوضات أبوجا : ان ملف دارفور أصلاً موكول للاتحاد الإفريقي وهو يفترض حسب ميثاق الأممالمتحدة من الآليات لحل النزاعات مؤكدة ان الدول يفترض ان تلجأ أولاً للمنظمات الإقليمية وبعد ذلك تلجأ للمنظمات الدولية فيما بعد وبالتالي الاتحاد الإفريقي له دور كبير جداً فيما يتعلق بمشكلة دارفور. وتتوقع مولانا فريدة ان يخرج القادة الأفارقة بقرارات تعين في حل وحسم النزاع في دارفور وان يعم السلام في دارفور مثلما عم في الجنوب .وقالت إن اتفاقية السلام تحوى الحل على أسس اقتسام الثروة والسلطة والملاحظة القوية ان منتجات هذه الاتفاقية من قيام دستور قومي ودساتير كل الولايات شمالية وجنوبية قد قامت بعمل كبير وأنها قد أخذت السلطة من المركز وأعطيت للولايات حيث أصبحت الأخيرة تحكم نفسها بنفسها ولديها قوانينها ودساتيرها وما روعي في قسمة الثروة بأقاليم السودان كافة يجعلها تظهر بشكل عادل.