بقلم: احمد محمد شاموق قالت أخبار يوم الأحد (26/7) في تصريح نقل عن رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر (إن المؤتمر الوطني عزم على التّنسيق مع الحركة الشعبية في مرحلة الانتخابات المقبلة)، وهو خبر (إن صح) يكون مثيراً للدهشة. ولكن السياسة ليس فيها ما يدهش. إلا أنه (أي الخبر) قد يفسر التغيير في لهجة رئيس الحركة الشعبية سلفا كير عندما قال قبل أيام قليلة إن الحركة الشعبية تتجه بكليتها نحو الوحدة، وهو حديث ربما نذكر أن السودان انتبه له واستحسنه، ولكن الناس عموماً لم ينتبهوا للسؤال المهم : ما السر وراء التغيير السريع للهجة الخطاب السياسي التي سادت في الجنوب عن منغصات الوحدة، إلى حديث عن احتمال إعلان الجنوب الانفصال من داخل برلمان الجنوب كما فعل الأرهزي في (19) ديسمبر عام 1955 عندما أعلن استقلال السودان من داخل البرلمان، إلى حديث سالب عن الوحدة الجاذبة، إلى القول بأن المؤتمر الوطني (يسوقنا) نحو الانفصال .. ما سر هذا التغيير؟ حتى الآن نفترض أن التصريح صحيح في كلماته وفي نسبته إلى رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر. على كل حال الأستاذ رجل موزون ومنضبط في كلامه ويصعب أن نظن أنه قال مثل هذا الكلام كنوع من الاسترسال في الخطاب، ويزيد من ترجيح القول بصحة التصريح ما ذكرناه من تحول ايجابي في لهجة رئيس الحركة الشعبية تجاه المؤتمر الوطني وتجاه الوحدة. إذا افترضنا ذلك نأتي إلى السؤل المهم : ما الذي حدث حتى يجعل مثل هذا التحول الكبير ممكناً؟. الشيء الكبير الذي حدث في الأسابيع الأخيرة هو التقاء وفدين من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في واشنطن لترتيب العلاقة بين الشريكين. يوم الاثنين 22 يونيو الماضي كتب الأستاذ محمود الدنعو في هذه الصحيفة في عموده (العالم الآن) .. تحت عنوان (الحوار السوداني الامريكي). المعلومات المتاحة لم تتح له أن يرسو على وصف سبب واحد رئيسي لزيارة الدكتور غازي للولايات المتحدة. هل هو غازي الذي يحمل ملف دارفور؟ أم غازي الذي يحمل ملف الحوار السوداني الأمريكي لتطبيع علاقات الدولتين؟ أم غازي الذي يحمل ملفاً عنوانه (حوار المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية لدفع تطبيق اتفاق السلام الشامل)؟ مع الإشارة إلى أنه أشار إلى كل تلك الملفات في فقرة واحدة. يوم الاثنين 29 يونيو جاء خبر ال (smc) تحت عنوان مثير: (غازي صلاح الدين : ما تحقق خلال زيارة واشنطن غير مسبوق). لكن الخبر نفسه لم يذكر تحديدا ما هو بالضبط الشيء غير المسبوق الذي تحقق في الزيارة. في يوم الخميس 18 يونيو كتب سنهوري عيسى في عموده (دايركت) في هذه الصحيفة تحت عنوان (السودان وامريكا .. فرص التطبيع) تكلم فيه عن الفرص المتاحة لتطبيع العلاقات السودانية الأمريكية، لكنه لم يقل إن التطبيع كان قد بدأ تنفيذه بالفعل. (نواصل)