قال تعالى: ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) صدق الله العظيم الحمد لله قاهر الظالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وإمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وبرغم التنامي الواضح للبعث الإسلامي بما يشبه ملامح الدورة الحضارية الجديدة إلا أن الواقع يثبت ان إستراتيجية أطلسية ذات وجه أمريكي وصهيوني تهدف بقوة لمحاصرة هذا البعث الإسلامي وتكييفه، وتفريغه من محتواه الثقافي والقيمي وتبدو هذه الإستراتيجية متعسفة ومتطرفة ضد الإسلام ولا يخفي على كل مواطن المخططات التي ظلت تنفذها قوي الشر والصهيونية الصليبية لإطفاء نور الله باستهدافها لأرض الإسلام في جميع أنحاء العالم متدثرة بمسميات مختلفة من شرعية دولية وحقوق إنسان وخلافه (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) وتبدأ جلياً تفاصيل المخطط في أفغانستان والعراق وفلسطين بتقطيع أوصالها وتجزئتها وإشعال الفتن بين مواطنيها وتبخيس أفعالها ما لم توافق أفعالهم وتدنيس معتقداتها ما لم تنحط إلى أهوائهم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). وبات مكشوفاً هذا المخطط الذي يجرى تنفيذه ويراد استكمال صورته بنشر قوات الأممالمتحدة في دارفور، الأمر الذي ترفضه الحركة الإسلامية وتعد العدة لمجابهته والوقوف في وجهه وإبطال تنفيذه بكل السبل والوسائل، وما ذلك إلا استجابة لله ورسوله والحفاظ على عقيدة الأمة ووحدة مواطنيها وسلامة أراضيها. وتثمن الحركة الإسلامية غالياً مواقف الأجهزة الرسمية من مجلس وطني وحكومة، والأجهزة الشعبية من اتحادات وروابط وهيئات والتي أجمعت على رفضها للاستعمار الجديد المتمثل في التدخل الأجنبي بواسطة قوات الأممالمتحدة والتي ماهي إلا كحصان طروادة لدخول ربائب الاستعمار من أمريكان وإنجليز وأذيالهم ... وتهيب الحركة الإسلامية بالأجهزة المختلفة تشريعية وحكومية وشعبية للإطلاع بمسؤولياتها التي تحفظ للدولة أمنها وسيادتها الوطنية وللأمة عقيدتها وحرية قرارها ووحدتها. وتناشد الحركة الإسلامية أبناء الوطن الواحد أطراف التفاوض في أبوجا وتحثهم على قطع الطريق أمام هذا المخطط الإجرامي بالإسراع في إيجاد حل سياسي يرضي جميع الأطراف ويحترم رغبات كل شرائح المجتمع في دارفور التي عبرت فيها عن رغبتها بالتمسك بعقيدتها ورفضها لأي تدخل أجنبي. وبما ان الاستهداف الصهيوني والصليبي يقصد عقدية الأمة في المقام الأول ووحدة أراضيها، فتدعو الحركة الإسلامية أهل القبلة والوطن في السودان توحيد مجهوداتهم وقواهم لمجابهة هذا المخطط الآثم وترجوهم كذلك بتعبئة قواعدهم وإعدادها لنصرة الدين. ويوجه المكتب التنفيذي للحركة الإسلامية عضويته من مجاهدين وطلاب ونساء وشباب وفئات لتجميع طاقاتهم وقدراتهم والاستعداد للزود عن العقيدة والوطن.. وهو أمر يقتضي مخافة الله والتوكل عليه والتضرع إليه والدعاء، والالتزام بمبادئ الإسلام وتقديم القدوة الصالحة وإعداد مافي الاستطاعة من قوة ورباط (وإن تنصر الله ينصركم ويثبت أقدامكم).