في حوار الساعة على كرتي" (1-2) عندما انطلقت التهديدات والتحركات الدولية ضد السودان بغية إرسال قوات أممية لدارفور ، اشتعل الغضب الرسمي والشعبي فى الداخل ..وبدورها أقدمت (على كرتي) وزارة الخارجية "فورا" على استدعاء المستر (يان برونك) ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فى السودان ..وقد تخلى " كرتي" بالمرة ، فى تلك اللحظة ، عن لغة الدبلوماسية الهادئة ، وأرسل إنذارا شديد اللهجة لبرونك ان السودان لن يقبل ان يكون عراقا آخرا وان علي برونك – شخصيا- ان لا يتمادى فى التصرف كأنه "بريمر" السودان..فى إشارة الى الحاكم الأمريكي الأسبق على العراق..المركز السوداني للخدمات الصحفية سعى الى لقاء وزير الدولة بالخارجية..الاستاذ (على كرتي) ..وخرج بهذه الحصيلة ،فالي مضابط الحوار: حوار المركز السوداني للخدمات الصحفية(smc) الموقف الآن يتجه لتصعيد داخلي وخارجي واضح ،وتصريحات المسئولين بخصوص القوات الدولية تومئ بوجود خطة دولية مبهمة ..ما هي الدلائل العامة والمؤشرات لذلك؟ يعلم الجميع أن السودان خاض حربا لأكثر من عشرين عاما وانتهت هذه الحرب باتفاق سلام شامل..لكن من غير المعلوم للعامة انه كانت هناك فرصا كبيرة للوصول لذات الاتفاق فى دارفور منذ فترة طويلة لولا وجود إرادة لبعض الجهات ذات الإمكانات والدعم المستمر للحركات المتمردة والتي رفدت بصورة مباشرة و غير مباشرة حتى لا تتم الاتفاقيات..فكلما حاول الطرفان الوصول الى حالة يمكن إكمالها الى اتفاق برزت مثل تلك الممارسات لتأخير الاتفاق وتظل هناك إرادة مستمرة بان لا يصل الطرفان الى نهاية التفاوض. بالنسبة للجنوب فان بعض الدول رأت ان هناك ضرورة للوصول الى اتفاق سلام وسعت معنا جادة وحثيثة ..لذلك الهدف ..وكما رأيتم ورأينا جميعا وجود ممثلين كثر سموا أنفسهم أصدقاء الإيقاد ليقفوا على هذا الأمر حتى توصل أطراف النزاع فى الجنوب الى اتفاق السلام الشامل. وما الجديد..؟ بعد هذا الاتفاق مباشرة كان الظن اغلبه بان تكون هناك نهاية حقيقية لمعاناة السودان ،والذى يضطلع على ما يجرى خلف الكواليس كان سيعلم ان ما توصلنا إليه لم يتم بإرادة شاملة ومتكاملة لهذه القوى ..هؤلاء يرون ان فى هذا الاتفاق خذلان له ولخطته فى الاستيلاء على البلاد ومواردها وانه كان سيتعجل ذلك عن طريق الحرب وانه كان يمكن ان تكون الفرصة كبيرة عبر هذا الطريق لتفكيك حركة الإنقاذ التى عنيت بتحريك الشأن السودانى بما وضع السودان فى مصاف الدول الى لها القدرة والإرادة ولها رأى مستقل ..وهم يرون ان هذا الإنفاق لم يصل به أهدافه فى ان يظل السودان دولة صاغرة وتابعة للقوى ..هؤلاء ما كانوا ليخطر لهم ان هذا الاتفاق سوف يفضى الى سيادة تامة. كأنما تعتقد بان نظرية المؤامرة لا زالت قائمة ؟ ليست نظرية مؤامرة هكذا تجريدا، وإنما واقع نعيشه ويعيشه معنا الناس ،وإلا فكيف تفسر أن التوقعات السودانية بالحصول على الدعم الدولي والعون لتطبيق هذا الاتفاق ،فتوضع بدلا عن ذلك العراقيل..كيف يمكن ان تفسر هذا؟..الشواهد كلها تقول بذلك فى حالة التفاوض وفى حالة الاتفاق الراهن!. مداخلة= كان اغلب الظن أن دارفور مختلفة عن الجنوب كليا .. لقد كان ظننا ، أن تجد البلد "فرصة" للقضاء على مسببات وبؤر التوتر فى المناطق الأخرى ،ومنها دارفور ..ولكن الذي جرى هو التصعيد والحصار ، حتى قبل أن يجف مداد الاتفاقية وقبل أن تغادر وفود الحاضرين للتوقيع من الدول والمبعوثين. الشاهد قبل ان يتم التوقيع..وأثناءه..وبعد ان تم ، ذهبت تلك الدوائر لتحريك الصراعات الداخلية وأفلحت فى تأجيج دارفور.وتم نقلها من مشكلة قبلية وصراعات محلية على الموارد إلى أعلى المستويات وهو ما لم يحدث فى مشكلة الجنوب التي استمرت لعشرين عاما لم تصل فيها إلى مجلس الأمن .. هنالك تصريحات دولية متواترة بحق المتفاوضين من كافة الأطراف..تتحدث عن طريقة التفاوض؟ .. التفاوض يجرى فى ابوجا وفى طريقه إلى الاتفاق آو فى مرحلة مهمة من مراحله ، لكن تلك الجهات لا زالت تتحرك وتصرح لنراها فى مربع التآمر المستمر ضد البلاد: لماذا يحاولون التشويش دوما على ابوجا بإثارة المشكلات..؟. ثم واصل = الآن تغيرت ملامح الوجهة كلية .. الأممالمتحدة لديها مبعوث هنا - فى إشارة إلى يان برونك- يفترض له ان يقف على ترتيب الأوضاع فى الجنوب بنص الاتفاقية التي أقرت بعثة أممية لدعم الاتفاق وتثبيت حالة وقف إطلاق النار ..هذا الرجل ما ان يرى بادرة للوصول الى حلول "توفيقية" فى مسائل تنفيذ الاتفاقية بين الطرفين، آو يرى قرب الوصول لاتفاق فى ابوجا حتى يعمد للإشارة الخاطئة وخلق إشكالات هنا وهناك ..! سكت لثوان وواصل= هو يريد ان يقول بأنه لا زالت هناك (مشاكل ومشاكل فى الانتظار) ..ثم ما الغرض من وراء ذلك سوى دفع بعض الذين التقاهم وقال لهم: ان الأممالمتحدة لا تتدخل فى منطقة إلا إذا نشأ فيها نزاع!! ثم أضاف= قال ذلك برونك المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة فى السودان وكان يومها يلتقي بعض المواطنين من متضرري سد مروى .. ذلك المواطن الآمن الذى ما عرف طريقا للقتال ولرفع السلاح ..أليس هذا هو التحريض بعينه؟ تساءل.. وأضاف= لذلك فان الكلام ليس مجردا عن حقيقة المؤامرة..هذه قضية ملامحها واضحة وتمشى على قدمين وبلحمها وشحمها ودمها (وأشار إلى الخلف الذي فهم منه انه يقصد يان برونك). إذن ما هى الخيارات المتاحة لتجاوز المشكل القائم ،المعلوم ان هنالك خلاف بين المؤتمر والحركة؟ اتفاق الجنوب..! (سكت قبل ان يواصل سريعا) = لو كان هناك إخلاص من الأممالمتحدة ومن ممثلها فى السودان لما ظهرت آية مشكلة آو خلاف ، المشكل القائم على صعيد اتفاقية السلام فى كيفية تنفيذ بعض البنود تنفيذا صحيحا.ولم يدر حديثا يوما عن خلاف جوهري بشأن روح تفاصيل الاتفاق.وهذا طبيعي ان يحدث! نحن نعترف ان ثمة مفاهيم متباينة حول النصوص اختلف عليها الطرفان، لكن فى الحين يبرز الحرص منهما على تنفيذ كامل الاتفاقية..وقد يعبر عن هذا طرف ويتأخر الآخر قليلا ..هذا طبيعي..والأمثلة واضحة وكثيرة وقد تم طرحها فى الإعلام ولا زال الجميع ملتزمون بما جاء فى الاتفاقية. وعلى كل هذه مسائل داخلية بين طرفين أرادا ان يتوصلا للسلام وان يعبرا بالسودان من مرحلة الحرب والشكوك والظنون الى مرحلة البناء والثقة واعمام السلام. ..أيضا سألنا عن الخيارات المتاحة؟ أقول لكم: الأممالمتحدة كان يمكن لو أرادت ان تكون طرفا فاعلا لتثبيت هذه الاتفاقية فى السودان بالعمل على زيادة معدلات الثقة ،ولكنها لا تريد ذلك..! الممثل الخاص وغيره كثيرون، ينصبون أنفسهم منافحين ومدافعين عن تجاوزات ومشكلات لا تساوى سوى 10% فقط مما جاءوا من اجله بنص الاتفاقية. وعلى كل الحكومة جادة فى إحلال السلام فى السودان ككل وفى تطبيق الاتفاقية ،التى يحرص الطرفان عليها أكثر من اى طرف آخر. لكن هناك صعوبات أشرت إليها يمكن ان تنعكس على مستويات أخرى؟ نعم هناك صعوبات لكنها يمكن ان تواجه اى بلد فى العالم، مر بذات التجربة، واحتمل الصراع لأكثر من عشرين عاما.هناك حالة تباعد فى الفكر وفى الرؤى..شخص عاش عشرات السنين خارج بلده .. وما يعلمه عنه يتلقاه من الإعلام المضاد..واضف الموقف النفسي نتاج حالة الحرب.لكل هذه الظروف طبيعي ان يجد نفسه مندفعا إلى مربع الشكوك مرة أخرى ..طبيعى جدا ومفهوم لدينا!ولكن بزيادة الثقة التي نحن حريصون عليها نستطيع إنشاء الله ان نتجاوز الوضع الحالى.هذا فيما يختص بجنوب السودان.. وأما مشكلة دارفور وما يتلوها من مسائل أخرى نحن نرى ان الحل هو الحوار السوداني السوداني بأن يلتقى الفرقاء ..وكل ما يجرى فى دارفور هو محاولات لمنع الفرقاء ان يصلوا إلى اتفاق صلح. ان الطرف الآخر طرف المتمردين يأتي كل يوم بجديد وبطلبات أحيانا السبب فيها هو الغرض من الحركات التي يملون عليها أجندتهم ويحاولون التشويش عليها وعدم القدرة على التصور،وفى كثير من الأحيان تختلط هذه بتلك .. بالتالي ماهو الحل؟ إذا نحن صبرنا على التفاوض فى مشكلة جنوب السودان لنحو ثلاثة أعوام متصلة.. لماذا لا نصبر على دارفور.. المشكلة ان ما يحدث على الأرض فيه تشويه كبير من قبل قوى معلومة ومنظمات دولية تعمل فى دارفور.الهدف من كل هذا ان تظل الصورة شائهة فى نظر المجتمع الدولي الحر تجاه ما يحدث فى دارفور،وان تكون الصورة كالحة وقاتمة بالتركيز على النزوح ونسج الأكاذيب. بالنسبة إلى المنظمات لا بد ان تكون هناك أزمة وإلا فكيف يعيش رئيس كل منظمة ومنسوبوها فى بحبوحة وأبهة..سيارات ومخصصات.من غير هذا يبقى السؤال"كيف ستعمل تلك المنظمات؟". هي بكل ما لديها من تمويل وإيرادات لابد ان تصنع الأزمات لكي تعيش، ان لها مصلحة فى نسج التقارير المغرضة وغير الصحيحة ،وان تنقل الوقائع وتصورها بكل هذه الصورة القاتمة لعدة أسباب: أولا لضمان الدعم المستمر من خلال ان الحلقة مستمرة ..نزاعات ونزوح وتزايد فى أعداد المعسكرات ومنه.. ثانيا :الحاجة إلى توفير إمكانات ودعومات دولية مستمرة بعد إبقاء الصورة شائهة .. لكن الحكومة اعترفت بان الوضع الإنساني يحتاج إلى عمل كثيف؟ الذين يدفعون لهذه المنظمات ،يعلمون تماما ان الإشكال ليس بهذا المستوى ..صحيح هنالك إشكال ..نحن نعترف به ولكنه نتاج ظروف موضوعية معلومة ولا تقبل المزايدة.لكن المنظمات تحاول ان تتاجر بهذه القضية وروج لها بالصورة الواسعة فى الإعلام العالمي وتقول بأن الدولة فيها مشكلات ولا تستطيع القيام بدورها ..الخ.هذه الإدعاءات تستهدف ان لا تعطى فرصة حتى للعمل السياسي .. كيف؟ انظر إلى ممثل الأمين العام للأم المتحدة فى مؤتمر القمة الإفريقية الأخير ..ما الذي كان يعنيه ليصرح بان اتفاق السلام لا يجرى بصورة جيدة ..ثم هو يشير إلى انه ليس بإمكان السودان استضافة القمة.هل هذه مهمة الأممالمتحدة وممثلها فى السودان؟ لقد كان الغرض واضحا وهو تشويش وقطع الطريق على استفادة السودان من حدث مهم السودان لم يقرره وإنما اجتماع الإتحاد السابق ..ومنه فان الهدف الدولى كان باستمرار ان يظل السودان بصورة شائهة ،بحيث لا يمكن التفكير بدعمها لا ماديا ولا معنويا ،وان لا يعطى الفرصة حتى يصل إلى مراميه بنفسه.. الآن هل اتخذت الحكومة التدابير والتحوطات اللازمة ؟ بالطبع وهذا هو شكل التآمر.. نحن لدينا أولا ثقة فى الله تعالى وانه لن يكلنا الى هؤلاء الذين يتآمرون علينا فى كل جانب..ثم ان الشعب السودان يرفض كل هذا ..انظر الى رد الفعل لدى الشعب يقول "لا"بملء فيه للأمم المتحدة ولممثلها القائم فى الخرطوم..لأن هؤلاء خرجوا فى مسلكهم عن ما هو متفق عليه.نحن سنؤكد لهم ان هذه البلد ذات سيادة وأننا لن نفرط فى شىء ..ومن واقع رد الفعل الشعبي نحن واثقون متى متى ما طلبنا، وقد طلبنا ذلك من قبل فقدم الشعب الشهداء والدماء..هذه الحالة قائمة.. ويجب على كل احد صديق آو عدو ان يعلم ذلك ..ثم إننا من بعد ذلك لا نعدم التدابير..هنالك أصدقاء كثر فى العالمين الإفريقي والعربي ..والى جانبهما قوى أخرى ستقف مغنا ..وهى مستعدة لتساعد السودان ليتجاوز محنته ويقف صامدا فى وجه هذا التآمر ..كما إننا نحاول ما أمكننا ان نصل لحلول لمشكلاتنا الداخلية. هذا يقود للسؤال عن أولويات السودان فى التعامل مع تلك التدابير؟ التدابير التي يمكن ان تكون فاعلة وفى سلم الأولويات التوصل الى اتفاق سلام هذا أولا وقبل كل شىء ..ثم ان هناك من يتحدث عن رأيه بان تكون حربا ..الحرب يمكن ان تكون قائمة .زممكن لحكومة السودان بكل ما لديها مما ذكرت ..ولكن الأولوية لدينا هي الوصول الى السلام وتبقى المشكلة فى عدم جدية هذه الحركات وتأثرها بالأطراف الدولية.. وبالرغم مما سبق لدينا العديد من الأصدقاء نتعاون معهم ..ونعد العدة للوصول الى اتفاق سلام ..وقد سمعنا تبرم البعض فى وجه الحركات وعدم جديتها وسمعنا كذلك تصريحات ومواقف دول مؤثرة فى حالة الأمن فى السودان وساهمة للوصول لاتفاق سلام بين طرفي التفاوض ونحن نتباحث الآن معها ولكن لم يحن الوقت للكشف عن النتائج..وفى الأيام القادمة ستتضح الملامح وسيكون واضحا أمام الكل ان رغبتنا وجهدنا الأساسي موجهان لإنهاء هذا الملف وصولا لاتفاق السلام. هل الحكومة قادرة على إيجاد تمويل لبعثة الإتحاد الإفريقي كإحدى الحلول المشار إليها فى وسائل الإعلام ..؟ هذا الحل اجتمع فيه مجلس السلم والأمن الإفريقي وعبر عنه وزير الخارجية الدكتور لام أكول ..وكان الدافع ما سمعنا من بعض أعضاء المجلس بتحويل هذه المهمة لقوات دولية تمل تحت الأممالمتحدة .لذلك فان الموقف واضح جدا وقد أبداه وزير الخارجية فى ذلك الاجتماع وغيره ..والحكومة لا تزال عند رأيها بتمويل هذه البعثة وحتى ان لم يتوفر كل المطلوب من السودان فان لنا أصدقاء كما أسلفت قدموا وعود بتمويل هذه البعثة ..ونحن على ثقة بأننا سنوجد هذا التمويل ..المشكلة انه مجرد قرار بتحويل المهمة الى الأممالمتحدة ..لكن الأيام ستثبت ان حكومة السودان لن تجبر على قبول مثل هذا القرار آو الخوض فيه ..وأما إذا رغبت الأممالمتحدة فى دعم قوات "تحت السيادة الإفريقية"، وفيما عدا ذلك فإننا فان موقفنا واضح وهو الرفض. فى الجزء الثاني: رايس غير قادرة على تسويق القوات الدولية ..! نحن راضون ومقدرون للدعم العربى رغم إشكالاته..