الإدارة الأمريكية خير من سابقتها وفوز الرئيس بوش كان إيجابياً إذا مدت لنا يد السلم باعاً فنحن مدها باعين الاتحاد الأفريقي له دور مهم في دارفور ولكن يده مغلولة وليس لديه الإمكانيات موقف الاتحاد الأوروبي لم يكن ودياً ولكنه اتجه نحو الإيجابية والاعتدال قانون سلام السلام دعائي والمؤتمر الوطني لا يملك أموالاً بأمريكا خدمة (smc) السفير أبوزيد الحسن صور من قرب ثاني سفير للسودان بإثيوبيا في عهد الإنقاذ وأول تعيين منذ 15 عاماً لسفارة السودان بإثيوبيا. من مواليد مدينة القولد تخرج في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم التحق بوزارة الخارجية أغسطس 1970م، قام بإنشاء سفارة السودان بأبوظبي في أبريل 1972م ونقل إلى رومانيا لإنشاء سفارة جديدة هناك تنقل بين سفارات عدة دول عربية وأفريقية وغربية وعمل مديراً لعدة إدارات بوزارة الخارجية إدارة شؤون مصر إدارة الإعلام، الشؤون الإدارية، الإدارة القنصلية، الإدارة الثقافية، إدارة التخطيط وإدارة الشؤون الآسيوية، عمل سفيراً للسودان في الباكستان وسفيراً للسودان في المغرب، ومديراً للعلاقات الثنائية بوزارة الخارجية حتى ديسمبر 2004م. (smc) تلتقي سفير السودان بإثيوبيا السيد أبوزيد الحسن أبوزيد سعادة السفير أرجو ان تحدثنا عن طبيعة العلاقات السودانية الإثيوبية في السابق لم تكن العلاقات السودانية الإثيوبية مزدهرة فلقد شابت العلاقة بعض التوترات ولكن الآن تربط بينهما علاقة متميزة ومثالية والقيادات السياسية في البلدين تدرك تماماً أنه يجب دفعها وتطويرها وإزالة كل ما يؤدي للخلاف. مدى ما حققته العلاقات الثنائية بين الجارتين في خلال الخمسة عشر عاماً الماضية؟ العلاقات بين الجارتين تقوم على التعاون فلقد تم تأمين مناطق الحدود وتطوير وتنمية التجارة وتكونت لجنة دائمة وهي لجنة عليا مشتركة برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية ومن الجانب الإثيوبي السيد رئيس رئاسة الوزراء، هذه اللجنة تقوم بوضع السياسات العليا للتعاون بين البلدين وهناك لجان فرعية في كل المناحي التجارية، التعليمية، الصناعية الثقافية تقوم بتنفيذ السياسات الموضوعة بين البلدين واقتراح الوسائل الكفيلة بتنفيذها بجانب ذلك هنالك تعاون مباشر بين الولايات الحدودية، وأنشأت طرق سريعة تربط بينهما، تجدر الإشارة إلى ان السودان قد منح إثيوبيا منفذ على ميناء بورتسودان وأيضاً مساحة مقدرة في المنطقة الحرة ببورتسودان بجانب تسهيل مرور الشاحنات من وإلى إثيوبيا وتسهيل دخول سائقيها بالبطاقات كما تم الاتفاق بين البلدين على إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية خاصة والرسمية من تأشيرة الدخول للبلدين، هناك أيضاً مشاريع البني التحتية للطرق والاتصالات بلغ حجمها أكثر من 50 مليون دولار بالإضافة إلى تصدير البترول لإثيوبيا واستيراد الكهرباء وبعض المنتجات مثل البن. ماهو تصوركم لمستقبل العلاقات الثنائية؟. مستقبل العلاقة بين البلدين مستقبل مشرق ونحن متفائلين ونتنبأ بأن يستمر هذا التطور خاصة وان السودان وإثيوبيا اختطتا سياسة تعاون تتعدى سياسية التعاون الثنائي إلى تعاون متعدد الأطراف مع دول أخرى مثل الصين، اليمن، تركيا ومصر وغيرها من الدول وذلك لتنمية وتطوير مقدرات البلدين بواسطة الأصدقاء المشتركين هناك تفاهم وتناغم بين القيادات السياسية وهناك استعداد في كلا البلدين لمزيد من التطوير و ستتطور العلاقات في المستقبل كثيراً. ماهو تأثير العلاقات الإثيوبية الإريترية على السودان؟ النظام الإريتري معروف أنه لازال يفكر بعقلية الثورة القديمة ولم تتطور بعد إلى عقلية الدولة الحديثة لذلك إريتريا لديها مشاكل مع كل دول المنطقة فلقد دخل النظام في حرب مع اليمن وحرب طاحنة مع إثيوبيا المسلحة وافتعال المشاكل على الحدود وتوجيه أجهزة إعلامها لمهاجمة الحكومة السودانية دون سبب واضح بالإضافة إلى إنشاء محطة إذاعة كاملة تبث أكاذيبها من داخل الأراضي الإريترية، رغم ذلك نحن لا نربط بين علاقتنا بدولة ودولة أخرى فعلاقتنا تنبع من المصالح المشتركة والتعامل في إطار هذه العلاقات وإذا مدت لنا يد السلم باعاً فنحن نمدها باعين، ومن هنا كان التعاون والتعامل القائم على الاحترام المتبادل بين إثيوبيا والسودان وحقيقة الأمر ان السودان تعامل مع النظامين بأديس وأسمرا في وقت واحد ومد يد العون والصداقة لكليهما وكان الرئيس عمر البشير أول رئيس قام بزيارة أسمرا بعد قيام الدولة الإريترية وكان السودان أول دولة اعترفت بإريتريا وقدم كل المساعدات الممكنة لتقف الدولة الجديدة على قدميها. على مستوى العلاقات الثنائية نريد ان تحدثنا عن موقف الدول الصديقة إزاء أزمة دارفور؟ الدول الشقيقة والصديقة قدمت الكثير من العون الإنساني للاجئين والنازحين بدارفور كما قدمت الدعم السياسي في مختلف المحافل، على رأس هذه الدول العربية جميعاً وأيضاً الصين، روسيا، فرنسا ومعظم الدول الأفريقية، كما قامت كل من ليبيا نيجيريا، تشاد ومصر بدور الوساطة والسودان مثمن لكل الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبه وساندوه. وماذا عن الدول الأوروبية وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه الأزمة؟ العلاقات مع الدول الأوروبية تتفاوت، علاقاتنا طيبة مع بريطانيا، النرويج، فرنسا، الدنمارك، روسيا، تركيا واليونان وكثير من الدول الأخرى، موقف الاتحاد الأوروبي لم يكن في البداية موقفاً ودياً ولكنه اتجه نحو الإيجابية والاعتدال بعد الزيارات المكتفة التي قام بها رؤساء وزارات ووزراء خارجية معظم دول أوروبا الغربية والشرح الوافي الذي قدمته القيادات السياسية في السودان وأيضاً الزيارات التي قاموا بها لولايات دارفور وتقارير ممثلي الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لكن مازال علينا ان نعمل بعض الجهد حتى يتم تطبيع العلاقات بالكامل وإعادة العون التنموي ومستحقات السودان بموجب اتفاقتي لومي وكوتو. اتصفت العلاقات السودانية الأمريكية بالتذبذب والتأرجح ماهو تعليقكم على السياسة الأمريكية تجاه السودان؟ الإدارة الأمريكية الحالية خير من سابقتها، لكن هناك مجموعة كبيرة من أعضاء الكونغرس يعقون تحت ضغط بعض الجماعات مثل اليمين المسيحي المتطرف، المنظمات الصهيونية وبعض المتطرفين من السود ويبدو أنهم غير ملمين بحقائق الأمور في السودان وئيم تضليلهم بواسطة وسائل الإعلام الذي تسيطر عليه المنظمات اليهودية. بنظرة دبلوماسية ماذا يعني لديكم فوز الرئيس بوش بولاية ثانية؟ فوز الرئيس بوش بولاية ثانية ربما يكون إيجابياً فلقد خبرنا الإدارات الديمقراطية وخبرنا إدارة بوش ولقد كان أول هجوم عسكري على السودان على العهد الديمقراطي الأمريكي نحن مازلنا في حوار مع الإدارة الأمريكية ونأمل ان تعود العلاقات بعد توقيع اتفاقيات السلام لاسيما ان أمريكا تضع بثقلها على ذلك. وماذا عن قانون السلام في السودان الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي؟ لم نتوقع ان يوافق الرئيس بوش على توقيع هذا القانون، ولكن أثره علينا أثراً دعائياً أكثر من كونه أثراً مادياً فالمؤتمر الوطني لا يملك أموالاً في الولاياتالمتحدة ومع تحسن العلاقات بين البلدين لن يكون للقانون أثر. تقييمكم لتجربة الاتحاد الأفريقي خلال أزمة دارفور؟ التجربة جديدة ولم تأخذ وقتاً طويلاً ومن الواضح ان الاتحاد الأفريقي يحتاج لدعم مالي كبير من المجتمع الدولي حتى يستطيع القيام بمهامه خاصة ان مهامه قد توسعت. هناك مطالبة بزيادة القوات في الوقت الذي لا يستطيع فيه لأسباب مادية ان يقوم باستيعاب كافة القوات التي وافق عليها السودان الاتحاد الأفريقي له دور مهم في دارفور ويده مغلولة فليس لديه الامكانيات المادية واللوجستية والموارد الكافية لمواجهة عمله في دارفور. ما هو تقييمكم للقمة الثلاثية تجمع صنعاء للتعاون والتي انعقدت في ديسمبر الماضي؟ كانت قمة ناجحة جداً ولقد أدت أغراضها، فلقد أصدرت قرارات ووافقت على اتفاقيات منها مذكرة تفاهم بين السودان واليمن وإثيوبيا لترقية وتطوير الصادرات واتفاق لإنشاء مجلس لرجال الأعمال في الدول الثلاث ومذكرة تفاهم لمحاربة التهريب عبر سواحل وحدود البلدان الثلاث واتفاقية للملاحة البحرية بين هذه الدول وأيضاً من القرارات الهامة قبول الصومال عضواً كاملاً في التجمع لقد بحثت القمة أوجه التعاون بين هذه الدول لمصلحة شعوبها وشعوب هذه المنطقة. ماذا عن الوساطة اليمنية بين السودان وإريتريا وتقييمكم لهذه المبادرة؟ لقد قدم الرئيس علي عبد الله صالح رؤية لإزالة سوء التفاهم بين دول المنطقة ولقد رحب بهذه المبادرة جداً.