منذ أن تم إخطارنا بالسفر إلى دولة ليبيا، في هذه الأجواء شديدة القلق نتيجة الصراعات المسلحة بين أبناء ليبيا، راودني إحساس بالخوف والقلق من التوجه نحو بلدية مصراتة، فالمهمة تختلف عن سابقاتها ، لكن ما شجعني هو أن مهمة الوفد كانت إنسانية في المقام الأول، حيث تشرفت بمرافقة القافلة الطبية السودانية المتجهة إلى مصراتة، حيث حملت طائرة تاركو عدد (26) إختصاصى من مختلف التخصصات الطبية النادرة في إطار التضامن مع الإشقاء الليبيون في حربهم على التطرف والإرهاب ودعماً لحكومة الوفاق الوطني الشرعية. إستقبال دافئ: بعد هبوط الطائرة في مطار مصراتة إستقبل الوفد السوداني إستقبالاً كبيراً وسط أجواء صفاء مليئة بالأخاء والمحبة الصادقة لما عرف عنه الشعب الليبي من حسن إستقبال لضيوفه. وعقب وصولنا تغيرت الصورة كثيراً في أذهاننا بعد سماعنا بعدم وجود الإستقرار والسلام بالمدن الليبية خاصة مدينة سرت التي يدور فيها الصراع بين قوات حكومة الوفاق الوطني وتنظيم الدولة (داعش) فالصورة تغيرت في أذهاننا وعلمنا أننا في بلد يتمتع بقدر من الإستقرار والأمن خاصة في بلدية المصراتة. السودان يدعم حكومة الوفاق الليبى:- قال القائم بالأعمال بالسفارة السودانية بليبيا عبدالرحمن على عبدالرحمن عقب استقباله للوفد إن العلاقات بين البلدين متجذرة وأن إستقرار ليبيا هو من إستقرار السودان مبيناً أن التأثير علينا كدولة جوار ينعكس بصورة كبيرة على مجريات الأحداث بالسودان. مشيراً إلى أن القافلة الطبية تجسد صورة الأخاء والتلاحم بين الشعبين، وأوضح أن كل مدن ليبيا بها سودانيون وهم من أكبر الجاليات خاصة ببلدية مصراتة. فالشعب الليبي يتعامل بإحترام كامل مع السودانيين ولا يوجد تقييد على حركة التنقل لهم بمدن ليبيا إللهم إلا بعض التفلتات من المليشات والمرتزقة. رئيس الوفد: عزالدين محمد عبدالعزيز رئيس الوفد الطبي السوداني قال أن القافلة الطبية ذهبت إلى مصراتة بعد طلبها بإمدادها بكوادر سودانية لتخفيف معاناة الجرحى والمصابين من قوات البنيات المرصوص المدعومة من المجتمع الدولي، فهى تقاتل قوات داعش منذ العام الماضى خاصة في مدينة (سرت) التي تتواجد فيها قوات تنظيم الدولة. وأبان أن هنالك بعض الدول قدمت مساعدات في المجال الإنسانى لدولة ليبيا ولكن القافلة الطبية السودانية تعد هى الأكبر خاصة أنها تتكون من تخصصات نادرة وعلى رأسها جراحة المخ والأعصاب والجراحة العامة والمختبرات الطبية. نقل الجرحى: في طريق عودتنا إلى الخرطوم شاهدنا طائرة الإسعاف وهي تصل لمطار مصراتة وعلمنا من السائق أنها تحمل جرحى ومصابين متجهة إلى المستشفى للعلاج على يد الكادر الطبى السوداني. وقال مدير المستشفى أن قسم الحوادث والإصابات يستقبل أكثر من (200) حالة إصابة يومياً جراء الحرب الدائرة بين قوات البينات المرصوص وداعش بمدينة (سرت) التي تبعد حوالى (200) كيلو من بلدية مصراتة وزاد قائلاً: (نأمل من القافلة الطبية الإعانة والمساعدة في معالجة الأزمة التي تمر بها ليبيا). الجالية السودانية بخير: الأستاذ معتز ميرغنى رئيس الجالية السودانية بمصراتة قال أن الجالية بخير وهى تمثل خير سفير للسودان مبيناً أن وضع السودانيين بمصراتة في كامل العافية ولايوجد تقييد لحركتهم فأبناء مصراتة يحملون كل الحب والتقدير لأبناء السودان. والتلاحم الشعبي بين البلدين أسهم في نهضة العلاقات الثنائية رغم الصعوبات التي كانت تقف في طريقهم في عهد معمر القذافي، مشيراً إلى أن معظم أبناء الجالية يعملون في المجال الطبي والمحاسبي ومعظمهم يحملون درجات عملية رفيعة تسهم في نهضة وتطوير بلدية مصراتة. نقص في الكوادر الطبية: قال د.محمد جمعة مساعد مدير مستشفى مصراتة قال إنهم محتاجون فقط للكادر الطبي فالمستشفى لاينقصه المعدات فهو ذو إمكانيات كبيرة ويوجد به معدات طبية حديثة ينقصه فقط وجود الكادر الطبي. لذلك طلبنا كوادر سودانية لما يتميز به الإنسان السودانى من حسن أخلاق وعلم. وأوضح أن المستشفى يستعىن بطلاب كلية الطب وهم في السنة الرابعة لسد النقص في مجالات الإسعافات الأولية. وعند دخولنا المستشفى وجدنا أعداد كبيرة من المصابين والمرضى في إنتظار الفرج بعد إعداد تجهيزات المطلوبات للبدء في معالجة الجرحى والمصابين من عمليات البناء المرصوص.