مشترك مع مستشار الرئيس - إن اللقاء يأتي في إطار العمل السياسي المكثف الذي تقوم به حكومة السودان للتعامل مع مختلف المشاكل القائمة في البلاد. وأكد أن "الأمور في السودان تتحرك حثيثا نحو التقدم والحل"، واصفا مباحثاته مع مستشار رئيس الجمهورية بأنها كانت مكثفة ومفصلة وتعلقت بالوضع في دارفور ونتائج الاجتماع الرباعي الذي عقد في مقر وزارة الخارجية أمس "الأحد"، إلى جانب نتائج المباحثات مع مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان سكوت جريشن وأضاف الأمين العام أنه تم بحث الاستعدادات لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب واجتماع لجنة السودان على هامش الاجتماع الوزاري العربي واجتماع اللجنة العربية - الإفريقية المشتركة والذي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار موسى إلى أن هذه الجهود الحثيثة والتي ينشط فيها دور الولاياتالمتحدةالأمريكية يجعل القضية السودانية في حالة نشاط، معربا عن اعتقاده بأن هذا النشاط والدور الأمريكي سيسفر عن تقدم في مختلف الملفات السودانية لوجود حركة سياسية وتغير في السياسة الأمريكية والاتجاه نحو الحوار واتخاذ خطوات بناءة، إلى جانب التعاون القائم بين الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي للتنسيق والتعاون لإحراز تقدم في الملف السودانى. وتابع موسى قائلا: "لذلك أعتقد أنه يمكن أن نعمل سويا لإحراز تقدم مواز في ملفات الجنوب و دارفور"، مؤكدا أن وضع حد لمشكلة دارفور أصبح أمرا ملحا والتوصل لاتفاق بشأنها في الشهور القادمة أصبح ممكنا. وحول ما إذا كانت جولة الدوحة القادمة ستكون تكرارا للجولات السابقة، نفى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ذلك، وقال إنه سيكون هناك جديد فى تلك الجولة ، ولن يكون هناك تكرار لما حدث من قبل فهناك تقدم وتراكم في النشاط الإقليمي والدولي. وعما إذا كان لمس خلال لقائه مع مبعوث الرئيس الأمريكى للسودان سكوت جريشن أى تجاوب بشأن رفع العقوبات عن السودان، قال موسى: "هذه المسألة سوف تأتي، وتطور سوف نصل إليه"، معربا عن أمله في أن تسفر الحركة النشطة حاليا وتحقيق تقدم في مختلف الملفات في حل المشاكل العالقة التي تؤدي لتوتر داخل السودان وحوله. وأشار إلى أن المسألة ليست رفعا للعقوبات عن جزء وترك جزء آخر، فالسودان دولة واحدة وأن أي خطوة تكرس عملية التفرقة بين الشمال والجنوب، بعد الاتفاق الذي أبرم بينهما والتقدم الذي حدث في إبيي، يعطى إشارة خاطئة. من جانبه، قال مستشار رئيس الجمهورية الدكتور غازى صلاح الدين إنه أطلع الأمين العام للجامعة العربية والمسئولين في الجامعة على الأوضاع في السودان والتشاور حول الأفاق والخطوات والحلول التي يتخذها السودان من أجل إيجاد حل لتلك المشاكل الموجودة داخله وتطبيق الاتفاقيات القائمة أضاف أنه بحث كذلك مع الأمين العام الأنشطة التي تقوم بها الجامعة العربية والتنسيق مع الاتحاد الإفريقي والتجهيزات التى تقوم بها الجامعة العربية فى مجال الإعمار والعمل الإنسانى ومهمة الجامعة والتنسيق بين الاتحاد الإفريقي والمنظمات المعنية واستنهاض واستنفار الجهود العربية والتي أتت بنتائج مثمرة لمساعدة السودان. وأشار إلى أنه تشاور مع الأمين العام للجامعة العربية في مجريات الأمور على الساحتين الدولية والإقليمية. وردا على سؤال حول الرسالة التى بعث بها السودان إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون للمطالبة برفع العقوبات عن السودان ورفع اسمه من لائحة الإرهاب، أكد غازي صلاح الدين أنه وفق تقارير الإدارة الأمريكية فإن السودان لم يشارك في أى عمل إرهابي ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وأنه ليس دولة ضالعة في الإرهاب، معتبرا أن قضية رفع السودان من لائحة الإرهاب تبقي تقديرا سياسيا من الإدارة الأمريكية لأنه ليس هناك أي مبرر أخلاقي أو قانوني لفرض هذه العقوبات وتابع: أما موضوع رفع العقوبات جزئيا عن جنوب السودان وإبقائها على شماله هو أمر خطير للغاية وغير مقبول ويكرس الانقسام في البلاد. وردا على سؤال حول شكوى حركات التمرد في دارفور من أن الاتفاقيات التي تبرم معها هي اتفاقيات شكلية لا يتم تنفيذها على أرض الواقع ، قال مستشار الرئيس لا علم لي بهذه المزاعم ، موضحا أن أي اتفاقية تتضمن ضمانات بداخلها والضمانات الحقيقية والوجود الفعلي على الساحة السياسية لتحقيق ما تتضمنه الاتفاقية وحول دخول أمريكا طرفا فاعلا في حل أزمة دارفور وما يمكن أن يفضي إليه هذا التعاون ، قال غازي صلاح الدين: الاجتماع الرباعي التشاوري، الذي شارك فيه السودان مع ليبيا ومصر والولاياتالمتحدةالأمريكية أمس "الأحد" جاء بدعوة من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وهو ليس باجتماع مؤسس للجنة أو آليات جديدة وإنما فقط للتشاور وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالعمل من أجل حل مشكلة دارفور وتطبيق اتفاقية السلام ، مشيرا إلى أنه جرى خلاله نقاش جيد وتوصلنا فيه إلى رؤى ومواقف مشتركة بين الوسطاء فيما يتعلق بالتفاوض وحول تأثير التوتر القائم حاليا فى جنوب السودان على اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب، قال الدكتور غازى صلاح الدين إن ما يحدث هناك يؤثر على كل مناطق السودان بما فى ذلك مناطق شمال السودان والدول المجاورة، موضحا أن جنوب السودان هو مسئولية حكومة جنوب السودان التى تسيطر عليها الحركة الشعبية وهذه مسئوليتها ومهمتها وعليها القيام بها. وفيما يتعلق بتعدد منابر التفاوض فى عدد من الدول العربية والإفريقية وتأثير ذلك على حل مشاكل السودان، وكيفية توحيد هذه المنابر، قال صلاح الدين: إن منبر التفاوض هو منبر واحد في قطر وهو اتفاق تم التوافق عليه في جامعة الدول العربية وتم تشكيل لجنة ترعى هذا التفاوض ، وأن قطر تقوم بهذا التفاوض ونحن ملتزمون بذلك، مشيرا إلى أن الجهود التمهيدية لهذا التفاوض بما فيها توحيد المواقف التفاوضية للقوى المختلفة ، فهذا شيء يمكن أن تقوم به مصر وليبيا. وحول وجود آلية محددة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بين الفصائل المتمردة في دارفور، قال: إن الحديث عن تنفيذ الاتفاقيات هو حديث مكرر وغير دقيق، فاتفاقيات السلام على سبيل المثال تم تنفيذها بمستوى عال جدا وهناك بعض القضايا العالقة، موضحا أن الاتفاقيات بداخلها آليات للمتابعة والتقييم وهناك رقابة على هذه الاتفاقيات من المجتمع الدولى والإقليمي ونعتبرها ضمانات لتنفيذ هذه الاتفاقيات، لافتا إلى أن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب قطعت شوطا كبيرا في التنفيذ.