ظلت محليات ولاية جنوب كردفان بلا استثناء تشهد عودة طوعية فرادي وجماعات ، خاصة حاضرتها مدينة كادقلي والتي ظلت تشهد تدفقات كبيرة من العائدين من العسكريين والمدنيين وكان آخرها عودة مجموعة من العسكريين من حركة العدل والمساواة قطاع كردفان بقيادة العقيد محمد حامد صباحي أمين الشؤون الإنسانية بالحركة. ونسبة لدوره وحساسية الملف لاسيما في جولات التفاوض للمنطقتين «جنوب كردفان والنيل الأزرق» ، ويعتبر الملف الإنساني «القشة التي قصمت ظهر البعير» ، والسبب الرئيسي في افشال جولات التفاوض، وقد ظلت الحركة الشعبية تتعمد من خلاله اثارة المشاعر ودغدغة العواطف تحت ستار باب الإنسانية . «الصحافة» من جانبها التقت العقيد صباحي داخل مفوضية العون الإنساني بكادقلي ووضعت أمامه عددا من الأسئلة والتي كشف من خلالها العديد من المعلومات الخطيرة فالى مضابط الحوار . = ماهي أسباب انسلاخكم من حركة العدل والمساواة ولماذا الآن ؟ أولاً ، قبل الاجابة عن السؤال دعني اسجل صوت اشادة وشكر لجريدة «الصحافة » وتعتبر أول صحيفة تابعت عودتنا منذ دخولنا لمحلية الليري قادمين من معسكر اييدا بجنوب السودان، وهاهي تسبق بقية الاجهزة الاعلامية بهذا الحوار، فالتحية عبركم لكل التيم العامل في الصحافة والتحية لكل القرّاء ، بالعودة ردا علي سؤالكم انسلاخنا من الحركة جاء ايماناً منا بمجريات الحوار الوطني ومخرجاته . = وماذا عن الشعارات الثورية التي ظللتم ترفعونها ؟ مع الاسف الشديد اكتشفنا أن الشعارات التي كنا نرفعها نحن في الحركات المسلحة والحركة الشعبية بالظلم والثورية كانت زائفة وان الحركات المسلحة بلا استثناء هي أكبر من يمارس الظلم والاقصاء والتهميش وليس هنالك مايؤكد بأننا ماضون في طريق الثورة ، بل انه اكبر جرم في حق الإنسانية والشعب السوداني. = سعادة العقيد باعتبارك المشرف علي الشؤون الإنسانية ، ما هي أبرز المنظمات الأجنبية العاملة في معسكر اييدا وداخل جبال النوبة وطبيعة عملها؟ هنالك منظمات أجنبية عديدة تعمل معنا في معسكر اييدا للاجئين تجوب وتجول داخل الجبال منها «سمارتن الأمريكية وأماسيف ، وأطباء بلا حدود ، وWFP وARC وNRDO» من المؤسف بان هذه المنظمات تدعي العمل الإنساني ولكن غالبيتها تعمل خارج اطار العمل الإنساني خاصة سمارتن الامريكية والتي تعمل في جمع المعلومات لصالح الحكومة الأمريكية وتسيطر علي الوضع داخل جبال النوبة بدعم الخط الكنسي فهي اللوبي الأمريكي وتسمي نفسها بالصديق لأبناء النوبة في أمريكا وفي الجبال وهي الداعم لقيادات الحركة الشعبية وتوفر لهم الامداد عبر مطار جوبا واييدا . = ولكن من أين تتلقون الدعم الغذائي للحركات المسلحة والحركة الشعبية خاصة ؟ الدعم المباشر له ثلاث سنوات يأتي من دولة الجنوب أو عبرها وهذا الدعم يتمثل في الذرة الشامية والجنجارو والذرة الرفيعة والسرقم اليوغندي علاوة علي ما تقوم به هذه الحركات من عمليات لقطع الطرق . = اذاً ما هو تقييمك لشكل العلاقة بين الحركات المسلحة ودولة الجنوب؟ العلاقة بين الحركات المسلحة ودولة جنوب السودان لا تزال قائمة ولم تنفصل أو يفك ارتباطها بدليل وجود هذه الحركات داخل الأراضي الجنوبية . = حكومة الجنوب ظلت تنفي أية علاقة لها بالحركات المسلحة ماذا أنت قائل ؟ هذا غير صحيح الحركات المسلحة والجيش الشعبي الذراع للحركة الشعبية خاصة جزء لا ينفصل عن الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان ،هذه الحركات تمارس نشاطها بحرية تامة من داخل أراضي دولة جنوب السودان ، الحديث عن انتهاء هذه العلاقة لم نسمع به الا عبر راديو دبنقا وتمازج ولكنها في الواقع علاقة لاتزال متماسكة وموجودة علي الارض داخل دولة جنوب السودان . أين توجد ؟ قوات الحركات موجودة بداخل حدود دولة جنوب السودان وموزعة علي مناطق «فارينق ، أليل ، راجا ، ديم الزبير وواو» . = وانت عسكريا ؟ نعم انا اتقلد رتبة العقيد في العدل والمساواة قطاع كردفان ومسؤول عن الشؤون الإنسانية . = مدي مقدرة هذه القوات علي القتال والصمود ؟ جميعنا مللنا الحرب ونقولها بكل صدق قواتنا في العدل والمساواة أصبحت قليلة جداً في عددها وعدتها وعتادها ولا اعتقد انها تستطيع الصمود كثيراً خاصة بعد عملية قوز دنقو والتي كانت بمثابة «قاصمة الظهر لقواتنا » فضلا عن انضمام عدد كبير منها للسلام وللحوار الوطني . = باعتبارك المسؤول عن العمل الإنساني بالحركة هل لديكم احصائية لعدد المواطنين في معسكرات اللجوء؟ هنالك معلومة مهمة لابد من توضيحها أولا أن منظمة الأممالمتحدة « UN» لم تعتمد معسكر اييدا كمعسكر للاجئين . =وماذا تعتبره اذا ؟ تعتبره نقطة تجمع للاجئين عسكريين ومدنيين وهو الآن به ما يقارب ال«50» ألف شخص . = وماذا عن المعسكرات الاخري ؟ المنظمة الدولية تعتمد معسكري «أجاونق طوَّق» وبه أكثر من «35» ألف مواطن اضافة الي «فاميل» وبه حوالي «30» ألفا، معسكرات لجوء لمواطنين سودانيين وتقع جميعها داخل أراضي دولة جنوب السودان . = اذا ماذا عن الأوضاع الإنسانية في ظل هذا العدد الكبير الذي يتجاوز «مائة » ألف شخص ؟ الوضع الإنساني داخل هذه المعسكرات بلا استثناء سيئ جداً من حيث المأكل والمشرب والملبس والعلاج والتعليم ، والمواطن مغلوب علي أمره وهناك حصار مفروض علي أبناء جبال النوبة بتقييد حرية الحركة والتنقل بتحريض من قيادات الحركة الشعبية ومنذ نهاية العام 2014 عقب نشوب الحرب في دولة الجنوب ازداد الوضع الإنساني سوءاً وأصبح مزريا للغاية فصابونة الغسيل ب«50» جنيها وملوة الذرة في معسكر ايدا ب«80» جنيها وفي معسكر أجوانق طوَّق ما بين « 60 الي 70 » جنيها وكريستال الزيت واحد لتر ب«100» جنيه في ظل عدم وجود المال الكافي ، يضاف لكل ذلك الفساد الأخلاقي والسلوكي وتفشي العديد من الأمراض الخطيرة والفتاكة داخل المعسكرات مثل الايدز والسرطان والسل . = هذه اتهامات جزافية ؟ لا لم تكن جزافية وحدثت مشاجرات مع عدد من القيادات داخل المعسكر بالذخيرة الحية وبعضهم اشتكي للمحاكم والآن معسكر فارينق به عدد كبير من جراء هذه الأحداث. = هل هنالك تجنيد إجباري للأطفال ؟ نعم هنالك تجنيد اجباري وسط الأطفال القصر ، بل ان قيادة الحركة الشعبية أصدرت توجيهات لتجنيد «1500» جندي في كل لواء ، وطيلة السنوات الماضية من «2013 – 2015 » كانت تقوم بمطاردة الأطفال دون «16» سنة داخل معسكر اييدا بالذخيرة الحية ووسط المخيمات والسوق بهدف القبض عليهم وضمهم لمعسكرات التجنيد دون تدخل من أية منظمة ،وبعد انتقال أغلب المواطنين الي معسكر أجوانق طوَّق أصبح التجنيد عبر الكشة للأطفال القصر بصورة منظمة من خلال الشيوخ ورؤساء البلكات وغالباً ما يتم ليلاً بالقبض علي الأطفال في منازلهم وربطهم وترحيلهم بالعربات الي المعسكرات داخل الجبال . = وانت جزء أصيل من الحركات المسلحة ولك لقاءات مع قيادات الحركة الشعبية هل تتوقع انها توقع سلاماً مع الحكومة؟ من خلال مزاملتي ومقابلتي لعدد كبير من القيادات لا أتوقع أن توقع الحركة الشعبية لاتفاق سلام في القريب مع الحكومة لأنها محكومة بمنظمات كنسية مثل سمارتن اضافة الي تمليك ارادتها لياسر عرمان والاثنان معا « يسعيان لاطالة أمد الحرب في المنطقة» من أجل أن تبقي مصالحهم الشخصية والذاتية . = رسالة لمن توجهها ؟ رسالتي أوجهها للمواطنين في معسكري اييدا وأجوانق ولمن هم داخل الجبال أن ينحازوا للسلام ونؤكد بان ما يصدر من قيادات الحركات المسلحة والحركة الشعبية من ادعاءات تعذيب وقتل العائدين فانه افتراء غير صحيح ، لأَنِّي ومنذ دخولي عبر محلية الليري الي أن وصلت الي كادقلي أتمتع بكامل صحتي وأهليتي ولم أتعرض لأي أذى من الحكومة والقوات المسلحة بل وجدت كل ترحاب وأحسن معاملة واستقبال فعليكم بالعودة واختيار طريق السلام .