شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    تسابيح خاطر    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإثارة الجدل..تحضن زوجها وتدخل معه في وصلة رقص رومانسية وهي تغني: (حقي براي وملكي براي بقتل فيه وبضارب فيه)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    إستحالة تأمين العمق الداخلي سواء في حالة روسيا او في حالة السودان بسبب اتساع المساحة    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    اعلان دولة الامارات العربية المتحدة دولة عدوان    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!!    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    نائب رئيس نادي الهلال كوستي يفند الادعاءات الطيب حسن: نعمل بمؤسسية.. وقراراتنا جماعية    مجلس الإتحاد يناقش مشروع تجديد أرضية ملعب استاد حلفا    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    قرار حاسم بشأن شكوى السودان ضد الإمارات    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع رهينة أمضى 42 شهراً في سجون جبريل إبراهيم

تنسم الطيب خميس الناطق الرسمي السابق بحركة تحرير السودان جناح مناوي القيادي بحركة العدل والمساواة جناح السلام، الحرية بعد أن أمضى 42 شهراً في سجون جبريل إبراهيم بجنوب السودان، وذلك بعد أن تم اقتياده مع عدد كبير من المكتب القيادي للحركة، عقب اغتيال رئيسها محمد بشر ونائبه أركو سليمان ضحية بمنطقة بامنا التشادية قرب الحدود مع السودان . الطيب الذي تقطن أسرته بولاية الجزيرة انضم للحركات منذ نشأتها بدارفور، واشتهر اسمه بعد توقيع أبوجا، وبالرغم من أنه دخل الخرطوم عقب المصالحة مع مناوي، إلا أنه لم يلتحق به عندما تمرد مجدداً، ولحق بآخرين ليفاوض ويعتقل ويمكث في المجاهيل حيناً من الدهر، إلى أن قرر جبريل الإفراج عمن تبقي من المجموعة التي هرب منها كثيرون للداخل، فوصل إلى العاصمة وزار الصحيفة التى اهتمت بملفهم، فأجرت معه حواراً عن كل الحيثيات، كشف فيه العديد من الأسرار سقناها لكم فيما يلي:
* متى تركت حركة تحرير السودان بقيادة مناوي وماهي الأسباب التي دفعتك لذلك ؟
بعد انتخابات 2010م مني قرر يرجع للحرب مرة أخرى، ونحن كان رأينا مختلفاً بأن هذه المسالة غير مجدية، ودارفور محتاجة لاستقرار وسلام وتنمية، لكن هو أصر على أن يخرج، وفعلاً خرج ونحن جلسنا واجتمعنا كحركة وقررنا أن نستمر في السلام وننفذ اتفاقية أبوجا، لكن حصلت لنا تعقيدات في مع الحكومة فقررنا الخروج، وأنا قبل أن أخرج كانت هنالك اتصالات بيني ومناوي، واتفق معي على ترتيبات جديدة لتطوير الحركة، وغادرت عبر مطار الخرطوم الذي تعرضت فيه للتحقيق من قبل السلطات، وأطلق سراحي، فسافرت إلى القاهرة وبعد وصولي بيوم أصدرت بياناً أعلنت فيه الخروج عن اتفاق أبوجا، واللحاق مع حركة تحرير السودان مناوي
* هنالك حديث عن أن مني أركو مناوي رفض انضمامك للحركة ولم يرغب في مجيئك إلى كمبالا؟
غير صحيح لأنني اصلا على اتصال به وترتيب معه، ثانياً أنا لم أذهب الى يوغندا أصلاً، بل ذهبت إلى جوبا بالتزامن مع الانفصال، والذي جعلني أعود للقاهرة، ووجدت مني لم يلتزم بما اتفقت معه حوله..
هل التحقت بالعدل والمساواة مباشرة أم انك ذهبت لجهة أخرى؟
أنا التحقت بالعدل والمساواة متاخراً جداً ، رجعت القاهرة ووصلت إلى قرار بترك العمل المسلح، ولمدة 8 أشهر لم أمارس أي عمل سياسي، بعدها اتصل بي جبريل إبراهيم وتحدث معي بشأن الانضمام للحركة، فقلت له من حيث المبدأ لاتوجد مشكلة، وجرى بيني وبينه اتصال لفترة ربما ثلاثة إلى اربعة شهور نتناقش حول إصلاح الحركة، لأن هنالك أخطاء كثيرة، أضف إلى ذلك أنا اختلف مع حركة العدل والمساواة أيدلوجياً، وفي 10 مارس 2012 أصدرت بيان الانضمام، وكونا مجموعة كنت أمثلها واسميتها انضماماً أولي، لأن هنالك اتفاقاً بيني وبين جبريل لم يكتمل، وبدأت أتحرك باسم حركة العدل والمساواة في القاهرة كعضو في المكتب التنفيذي، لكن سرعان ما اكتشفت أن نفس الأخطاء التي كانت موجودة في السابق لازالت باقية
* متي قابلت جبريل إبراهيم رئيس الحركة؟
لم أقابله نهائياً، وحتى عندما وقع الانشقاق كنت أتواصل معه عبر الهاتف، وفي شهر أغسطس 2012م بادرت شخصياً بأن أعطيه فكرة لعمل لجنة رأب صدع تتدخل بين القائد العام الذي أقاله بخيت دبجو وبينه، واللجنة توجهت للميدان ولم تستطع المعالجة، ثانياً نصحته بعدم التراشق الإعلامي في الموضوع خاصة وأن بعض قياداته بدرت منهم تصريحات وأعتقد أنه ذهب في هذه المسالة.
* ما هو الدافع الذى جعلك تنحاز للمجموعة المنشقة بقيادة محمد بشر وبخيت دبجو و أركو؟
في الحقيقة محمد بشر لم أكن أعرفه، ولاتوجد بيني وبينه اتصالات، وأعرف دبجو لأننا كنا في حركة واحدة هى تحرير السودان، وكذلك أركو عملنا معاً، فمن ضمن المشكلات أن جبريل كان يتحيز دائماً للأقارب، ورأيت أن حركة العدل والمساواة ليس لديها أفق سياسي واسع، أو خطة استراتيجية واضحة للمستقبل، ورأينا أن مجموعة محمد بشر ودبجو أفضل، لانهم يضمون مجموعة مشكلة قومياً، وهذا ماشجعني للانضمام إليهم.
في الحركة الجديدة هل أسندت إليك أي مهام ؟
لم تسند إليّ مهام، اتصل بي ناب الرئيس أركو سليمان ضحية رحمه الله وأنا في القاهرة، وقال لي نريد تكليفك كمستشار لرئيس الحركة لشؤون الإعلام، وقلت له الأفضل أن نؤجل ذلك إلى أن نتقابل بالدوحة لكي أعرف الناس، وعندما وصلت العاصمة القطرية محمد بشر شرح لي، وقلت له أفضّل أن نصل إلى الميدان، ثم شكلنا لجان التفاوض وأنا كنت ضمن اللجنة السياسية عضواً بها
* لحظة الهجوم في بامنا التشادية ..ماذا كنت تفعل ساعتها ؟
الهجوم تم بعد ربع ساعة من وصولنا للمنطقة، وكنا في وضع استرخاء للراحة، عندها رأينا السيارات تدخل باتجاهنا، والناس كلها في أوضاع مختلفة النائم والمتحرك وأنا شخصياً كنت جالساً تحت ظل شجرة مع بعض الشباب، وأطلقنا الرصاص على القادمين ..
* كيف تم الأسر ؟
بعد أن دخلوا علينا وبدأ الضرب مباشرة بكل الأسلحة، انا شخصيا لم أتحرك من مكاني، أتت سيارة تحمل مدفعاً من خلفي بغرض ضربي، وانا انتحيت جانبا ووقفت، وهو مضي بسيارته للأمام وأتى راجعاً وقال لي أركب فركبت
* الشخص الذي ركبت معه هل كنت تعرفه؟
الذي ركبت معه هو كان معنا في تحرير السودان، أنا عرفته قبل زمن طويل لكنه لم يعرفني، وذهبنا للأمام، وبعد أن توقفنا في طرف المكان أتاني صديق بنقو القائد العام الحالي ومعه أخونا طلال، سلما علي وتكلموا معي ببعض التطمينات، أنه لن يحدث شيئاً، وأنا أصلاً كنت مطمئناً بأنه إذا حدث موت أو أمر آخر فهذا مقدر من الله سبحانه وتعالى، لأن اخواننا ماتوا أمامنا وأنا من هنا أترحم عليهم وأسال الله أن يتقبلهم
* كيف تم قتل محمد بشر وأركو ومن دفنهم؟
في الحقيقة لم أر أركو ومحمد بشر في تلك اللحظة، رأيت بعض حراساتهم قد قتلوا، وكان معهم سائق، كانت هنالك عربة تسير سريعاً باتجاه الوادي، وحدث إطلاق نار شديد في مكانها، بعدها حصل تبشير كبير من المهاجمين بأننا قتلناهم، وأكدوا أن من قتلوهم هم أركو ومحمد بشر، إذ كنت قريباً منهم، لكن الشجر لايجعلك تراهم، سمعت أخيراً أنهم أخرجوهم من الوادي رفعوهم في سيارة ودفنوهم في ذلك المكان
* من دارفور معروف أنه تم نقلكم إلى جنوب كردفان، حيث المناطق التي تسيطر عليها الحركة، هل زاركم أي قيادي من قطاع الشمال؟
لا لم يزرنا قيادي، ولكن في منطقة كواليب هنالك مجموعة من ناس الحركة الشعبية أتوا إلينا يسألون عن أحد رفاقنا سألت عنهم أسرهم، وجزء منهم في الاستخبارات والجزء الآخر عساكر عاديين
* المسير من دارفور لجنوب كردفان ماهو أكثر موقف عصيب مرّ بكم؟
المواقف كلها كانت عصيبة، تخيل أنك مقيد بجنزير في سيارة، ومعصوب العين حتى لاترى إلى أين انت ذاهب، وفي طريقنا كانت الإنتنوف تضرب، وكان كل العساكر ينزلون من السيارة للاختباء، ماعداي لأني كنت مقيداً، هذا استمر معنا حتي وصلنا للجبال، اصعب المواقف كان ونحن في طريقنا لجبال النوبة وقعنا في كمين عصراً، وكان صعباً جداً، وفقدنا أحد الأسرى، وفي صباح اليوم التالي كنا نود عبور سكة حديد بابنوسة ووقعنا أيضاً في نفس المشكلة لكن الحمد لله أراد ربنا أن نخرج من كل ذلك سالمين..
* خلال فترة إعتقالكم من من القيادات كان تعامله جيداً معكم ؟
والله كثيرين تعاملوا معنا معاملة جيدة، ولانستطيع أن نذكرهم حتى لايبطش بهم جبريل، وهم قادة عسكريون وسياسيون، كما أن العساكر وقفوا معنا جيداً، وتحس بالتعاطف في وجوههم، ويسهلون لنا بعض الأمور، وهذا ما أكده لنا أنهم يوم قرر جبريل إخراجنا من السجن، في هذا اليوم أتى أكثر من 100 شخص كلهم يضحكون سروراً، ومنهم من كانوا يبكون، وحتى عندما نقلنا من السجن للموقع الآخر لم تتوقف زياراتهم لنا من الصباح حتى المساء، وهذا أكد لنا تعاطفهم وحرصهم على خروجنا من السجن، وشكرنا الخاص جداً لأخونا دفع الله ود الملك ممثل الريس بالميدان، وهو في كل مراحل سجننا كان يتواصل معنا، ولم ينقطع حتى آخر لحظة
* هل كنت تتوقع أن يفرج عنكم في يوم من الأيام؟
الأمل كان موجوداً حقيقة، وأنا شخصياً كنت أقول للشباب نحن يمكن أن يطلقوا سراحنا، وكان عندنا بعض الأشياء نقولها للشباب لكي يتماسكوا، لأن السجون والضغوط النفسية صعبة، فكنت أقول لهم هانت هانت، وحفظها كل الناس، بعضهم يكون (زهجان) يقول لي: (هانت وين ما هانت ولاحاجة) ، وكنت أعتقد أننا لن نخرج من السجن إلا إذا وصلوا إلى تسوية سياسية مع الحكومة، حتى يوم أن أتانا مسؤول الشؤون الانسانية صهيب، وأبلغنا أن الحركة تريد أن تطلق سراحكم أن لم (أنبسط) وقلت لهم حتى تأتيني المسالة رسمياً من أحد القيادات، إلا أنه بعد خمسة ايام أتانا أحمد آدم بخيت نائب الرئيس وأكد لنا ذلك.
* عندما بدأ بعض الرهائن بالهرب كيف كانت ردة فعل الحركة تجاهكم ؟
أول من خرج جلال، فكانت ضربة كبيرة لهم، لأنهم كانوا يقولون إنهم أقوياء بحكم عملهم سابقاً في الدولة، لكن جلال حسن كسر المسألة بعدها تعاملوا معنا تعاملاً صعباً وأول ما فعلوه رباط نهاري، وصرنا مربوطين ليلاً ونهاراً، ولأول مرة جعلونا نقضي حاجتنا في محلنا، وأقول لك إننا قسمنا مكان تواجدنا بالشبر نقيس المسافة وأي شخص نحدد له مسافته وأن لا يدخل في مساحة جاره
من الذي أطلقكم من هذا الوضع ؟
أتانا بشير السنوسي ممثل الرئيس في الميدان، ومعه نائب القائد العام اسمه العمدة طاهر، ونحن احتججنا وقلنا لهم إن هذا ليس بوضع صحيح، لأننا مسلمين ونؤدي الصلاة، وهذا التعامل غير سليم، والعمدة استجاب بأن نفك من الجنزير نهاراً.
هل كنتم تستمعون للإذاعة أو تنقل لكم أخبار البلد ؟
أوقفوا عنا كل شي لاقراءة ولاكتابة ولا استماع، كنا مغيبين فترة طويلة جداً، وبعد هروب الأخوة ازداد التشديد الأمني علينا.
خروج القيادات عن العدل والمساواة وانضمامهم للسلام كيف كنتم تعلمون به مثل مهدي جبل مون وحسن ترابي وغيرهم ؟
مهدي زارنا في السجن، سلم علينا ومشى، وبعد خمسة أيام سمعنا من واحد عسكري إنه خرج ومشى الخرطوم، أما البقية ماعندنا بيهم علم ولكن عندما اطلق سراحنا ووصلنا إلى أويل عرفنا أن هنالك عدداً كبيراً من القيادات أنهم (مشوا) للسلام
متى شعرتم أن حركة العدل والمساواة في طريقها للضعف؟
بعد معركة قوز دنقو تحديداً العدل والمساواة أصبحت ضعيفة جداً وفقدت الكثير من القادة والجنود
أين كنتم ساعة المعركة ؟
كنا موجودين في منطقة خور شمام عندما بدأوا الترتيب والمجموعة البسيطة التي رجعت بعد المعركة قابلنا بعضها وعرفنا أنهم خسروها وفقدوا قيادات
خبرنا بشعوركم لحظة سماعكم قرار الإفراج عنكم، وماذا كنتم تفعلون حينها ؟
قبل القرار بشهر وبعد ضرب معسكرنا بديم الزبير من قبل المعارضة الجنوبية حصلت فرصة للالتقاء ببعض الناس لأننا كنا جميعا مشتتين، وسألنا فاتتنا معلومة بوجود اتجاه لإطلاق سراحنا، وسنسمع به قريباً، وصبرنا حتى أتانا أحمد آدم وأكد لنا أنهم سيطلقون سراحنا عبر الصليب الأحمر أو الإدارات الأهلية، وأصبحنا عايشين على هذا الأمل، وفي يوم طالبنا فيه براديو جاءنا دفع الله ودالملك ممثل الرئيس في الميدان، وقال إنكم ستخرجون وستسمعون هذا الكلام أنتم لوحدكم، قلنا له نريد راديو ولما أتوا إلينا بالراديو كان (شين جداً) واشتغل دقائق ووقف، فبلغنا الإدارة ورجعنا لهم الراديو، ووعدونا بآخر وفي اليوم الذى أتوا إلينا فيه بالجديد ليلاً، وكان عادل محجوب "طيارة " ممسك به يفتش في عافية دارفور لم يجدها، فقلنا له فتش أم درمان، وقبل أن ينقل المؤشر كان هنالك عسكري من حراساتنا راقد يناقش مع آخر خبر انتهاء السلطة، وحديث ديبي بالفرنسي في الفاشر، فقلنا لعادل هذا علمه من عافية ففتشها وأول ما أدار الموشر صادف محل الخبر بتاع الإفراج بأن جبريل أصدر قراراً فانبسطنا
مافي زول كبر أو صاح فرحاً بذلك ؟
بالعكس كنا مندمجين لنتأكد، وكان إذا تدخل أحد نقول له أسكت خلينا نسمع الكلام ده، وتاكد لنا الخبر في النشرة الأخرى، والخبر في نشرة عشرة لم ننم في ذلك اليوم
أكيد بعده خططتم لما ستفعلونه مستقبلاً ؟
قبل التخطيط كنا نبارك لبعض، ومنتظرين متى يصبح الصبح لكي يفكوا مننا الجنازير، ومن دون الأيام فكوا قيودنا مبكراً، وأنا شخصيا كلفت " القط " خدرة للملاح وأخذت جوالي ومشيت، وعندما عدت وجدت أن الشباب أخبروهم أن هنالك وفد زائر فيه ممثل الريس والإدارة ، تهيأنا بعدها أخبرنا عسكري أن الوفد سيفك مننا الجنازير الآن، وبعد شوية جاء ممثل الرئيس وكان قبل وصولنا فك أسرى الجيش وسمعنا التكبير والتصفيق، وتأكدت لنا المسالة، وأتونا وتلوا علينا القرار وطالبونا بشكل فوري بتحويلنا من السجن لأن الزول الكان مسؤول من سجننا صعب شوية، وبالفعل في حضورهم كسروا جنازيرنا ومشينا للموقع الجديد، ولم تكن فترة تفكير أصلاً وكنا فرحين، وهنالك العديدين يزوروننا ويسلمون علينا وسمح للكل بالسلام علينا وأرهقنا من الونسة وكثرة سلامهم
ذهبتم إلى أويل بعد الافراج ما السبب ؟
بعد أن تم إطلاق سراحنا ومرت أيام طلب بعضنا من الذين حالتهم الصحية صعبة بأن ينقلوهم إلى اويل للعلاج، فكانوا اربعة نقلوهم إلى هناك ومكثوا 20 يوماً ونحن في المعسكر بعدها أرسلوا لنا لكي ناتي إلى أويل، وذهبنا وأجريت لنا مقابلات مع الأطباء ،بعدها كانوا حريصين على أن يطلقوا سراحنا عبر الصليب الأحمر وهذه المسالة كانت صعبة لأنها اعتراف ضمني بأن الجنوب يأوي الحركات.
كيف تمت عملية طردكم من أويل بواسطة استخبارات الجيش الشعبي ؟
ونحن في المنزل أخبرونا بان الصليب الأحمر قادم والصباح انتظمنا وجينا، وهو اليوم الذى وصل فيه أسرى الجيش بطرف الحركة، ووصل ناس الصليب الساعة 12، وبدأت مقابلاتهم مع بعضنا، وفي أثناء ذلك أتى إلينا مسؤولين من الاستخبارات العسكرية وقالوا كيف دخلتم هنا، دون علم سلطات الولاية والحديث كان مع الصليب الأحمر وطلبوا المغادرة، ونفس الكلام كان مع قيادات الحركة وأمهلونا ساعة فقط للمغادرة، بما فينا القائد العام للحركة الذي كان متواجداً وطلبوا منا الخروج للبوابة الغربية لأويل التي بتنا فيها، وفي الصباح جاء قائد منطقة أويل بأكثر من 10 سيارات عسكرية، وقال لنا أركبوا كي نذهب دون أن نعرف وجهتنا، وعندما صرنا بالقرب من المعسكر الذى كنا فيه قبل أن نأتي للمدينة توقف وقال لنا " مع السلامة " مكثنا في المعسكر خمسة أيام بعدها طلب منا السكن في قرية جوار معسكر الحركة وكنا سبعة
حدثنا عن طريق العودة ؟
رجعت مع صهيب لأويل لبحث امكانية عودتنا إليها وعندما وصلناها قلت له طالما فشلتم في ترحيلنا عبر الصليب الأحمر او نقلنا دعونا نتصرف بطريقتنا، وما صعب نخرج من الجنوب، بعض الناس وافقوا وأنا بدأت إجراءاتي فوراً وتحركت ب" موتر" بودا بودا حتى مجوك ومنها ركبت سيارة إلى الميرم
في الطريق ألم تقابلك بوابة أو استخبارات جيش شعبي ؟
بوابات واستخبارات كثيرة جداً لكن تخطيناها وكان معي ورقة باعتبار أني تاجر كتمويه، والبوابات محتاجة لقروش بندفع فيها عندما يطلبون
من أين لك بالقروش ؟
اتصلت بالأهل من اويل وحولوا لنا فلوس هناك، وللأسف منذ أن أطلق سراحنا وحتى وصلنا كل اعتمادنا كان على أهلنا، أكل وشراب وملابس والحركة لم تلتزم لنا بأي شيء
بعد خروجك من أويل متى شعرت بالاطمئنان أنك خرجت وعبرت ؟
انا طيلة طريقي من أويل لم أكن مطمئناً أصلاً حتى وصلت إلى بوابة الميرم ووجدت علم السودان فيها اطمأننت اطمئناناً كبيراً جداً، وشكرت الله شكراً كثيراً جداً، وعندما وصلت الميرم ركبت فوراً العربية المتجهة للمجلد، حتى لم أبت في الميرم باعتبارها حدودية، ومن المجلد إلى الفولة ثم الأبيض فالخرطوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.