سونا تم تشكيل الشبكة الإعلامية الدولية وهي الأولى من نوعها في العالم من خلال مؤتمر إعلامي عقد في غرداية بالجمهورية الجزائرية في أكتوبر من العام 2003م ، وقد أقيم المؤتمر بدعوة من المعهد الدولي للمصادر الوراثية النباتية (IPGRI) وتم اختيار الجماهيرية الليبية رئيسا ودولة للمقر وهدف المؤتمر لتحقيق التنمية المستدامة لشعوب العالم قاطبة بتعزيز قدرات الشعوب في مواجهة التحديات المعاصرة وفي مقدمتها تحقيق الأمان الحيوي لغذائها ، وضرورة درء الإخطار المحيطة بالموروث النباتي في العالم الناتجة عن موجات التقدم المتسارعة في علوم التقنيات الحيوية والهندسة الوراثية على وجه الخصوص ، وما أدخلته من تحويرات دون وجود أمان حيوي مدروس علميا ًوواضح النتائج. وتأكيدا ً وتعزيزاً لما سبق عقد بالعاصمة الليبية طرابلس المؤتمر التحضيري للملتقى العالمي الأول للإعلاميين في مجال التنوع الحيوي الزراعي والحفاظ على الأصول الوراثية النباتية في الفترة من من 16-17 أغسطس 2006م تحت شعار "صناعة التوعية من اجل الحفاظ على الموارد النباتية وامن حيوي للغذاء العالمي" حيث أكد الدكتور زيدان السيد عبد العال رئيس الجمعية العربية للتكنولوجيا الحيوية في ورقة أفريقيا والتي قدمها في مؤتمر الشبكة الإعلامية الدولية أن من أصعب الأمور لأي مخطط للتنمية المستدامة تلبية احتياجات الجماهير في ظل الاضطراد المستمر للزيادة في عدد السكان وندرة المياه وقلة الأرض الزراعية وتلوث البيئة ومخاطر الجوع الذي يهدد قرابة المليار نسمة من سكان العالم. وأشار إلى أن العالم وصل تعداد سكانه إلى المليار الأول في آلاف السنين في حين استغرق المليار الثاني في عدد السكان 123عامًا بينما استغرق المليار من الخامس للسادس 11 عاماً فقط وتوقع الدكتور زيدان ان يتضاعف عدد سكان العالم ليصل 11.8 مليار في عام 2050 م مبينا ان هذا العدد الهائل من السكان يصعب إمداده بالغذاء والكساء والدواء والإيواء لاسيما عندما تتسع المسافة إلى خمس مرات بين احتياجاته المائية وما هو متاح منها في الوقت الحالي. وأكد أن نسبة المياه المالحة في العالم تبلغ 97% بينما تبلغ نسبة المياه العذبة 3% ويلاحظ ان عشر دول تستحوذ على 60% منها وان هناك 80% من دول في العالم تعتبر فقيرة في الموارد المائية منها 24 دولة فقيرة في أفريقيا والشرق الأوسط وانه لا سبيل إلى تحسين ذلك الوضع إلا بالعمل على توفير المياه لتلبى حاجات البشر المتزايدة وقال إن الإنسان في سعيه لتدبير الغذاء والكساء والدواء والإيواء فانه دمر الطبيعية وأحدث خللاً جسيماً بالتوازن الطبيعي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بين كافة الكائنات الحية التي كانت تعيش مع بعضها في تعاون وتناغم وتكامل ليس هذا فحسب بل لعبت المبيدات والكيماويات التي بلغت أنواعها مائة ألف نوع وزاد إنتاجها من 65 مليون طن في عام 1970م حتى وصل الي 400 مليون طن في العام 1993م ، دوراً رئيسا في التأثير سلباً على صحة الإنسان والنبات والحيوان والكائنات الدقيقة. وقال أن من أوجب واجبات تصحيح الوضع على المدى القريب والبعيد هو إعادة التوازن بين كافة النعم التي خلقها الله سبحانه وتعالى وان ذلك لن يتأتى إلا في جو من السلام والاستقرار. وابرز الدكتور زيدان في ورقته التطبيق الامثل للتكنولوجيا الحيوية في استخدام الجينات التي تتحمل الملوحة لاستصلاح المزيد من الأراضي والجينات التي تتحمل الجفاف لتعويض نقص المياه ،وتوظيف الجينات التي تقاوم فتك الحشرات والإمراض للتقليل من استخدام المبيدات ولدرء مخاطر الجوع ،واستخدام الجينات التي تزيد من القيمة الغذائية، مشيرا إلى أن هناك جينات تقاوم أمراض الإنسان والحيوان يمكن إنتاجها من الخضر والفاكهة والألبان والبيض لتصبح المزرعة صيدلية المستقبل. وعلى مستوى افريقيا فيمكنها أن تكون سلة غذاء العالم إذا أزالت تلوث المياه والتربة وعملت على زيادة الطاقة المستدامة من النبات وأدخلت التكنولوجيا الحيوية في كافة المشاريع التنموية وعملت على المحافظة على التنوع الحيوي والمصادر الوراثية وعلى القارة الأفريقية ان تنتبه أكثر للتحولات البيئية والطبيعية في مجال المياه الصالحة للشرب وإنتاج الغذاء للإنسان والحيوان خاصة في ظل المعلومات التي ظهرت مؤخراً بأول اعتراف حكومي مصري بالتحذيرات الدولية والمحلية من ان دلتا النيل ستتعرض للغرق- موضع مصب نهر النيل- في غضون السنوات المقبلة،حيث أكد الدكتور ماجد چورچ، وزير البيئةأن مصر ستشهد في عام 2020 تغيرات مناخية كبيرة قد تؤدي إلي غرق جزء كبير من منطقة الدلتا بسبب ارتفاع مستوي سطح البحر. وذكر چورچ خلال اجتماع لجنة الصحة بمجلس الشعب مؤخرا، أن 15% من أراضي الدلتا ستتعرض للتدمير، وأن الدولة قد تضطر إلي تهجير بعض سكان المدن الساحلية، موضحًا أن التغيرات المناخية ستؤدي إلي اختفاء الشعب المرجانية بالبحر الأحمر، ونقص موارد المياه والإنتاج الزراعي. من جانبه، طالب د. حمدي السيد، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب المصري، بالتصدي للدور "الحقير" الذي تلعبه إسرائيل في حوض النيل، لبناء سدود هناك، مشيرًا إلي أن أمريكا هي أكبر دولة في العالم لها نشاط بيئي جائر، وأكبر مساهم في غازات الانبعاث الحراري. وعن حال مجرى النيل الرئيسي أشار المهندس كمال علي محمد وزير الري والموارد المائية السوداني في تصريح لسونا مؤخراً أن حجم الفيضان هذا العام (2009) سجل أدنى مستوى له قياساً بالعام الماضي لاسيما في نهر عطبرة وان مناسيب روافد النيل الآن بدأت في الانحسار بصورة متسارعة وغير مألوفة وإذ قال الله تعالى في محكم تنزيله في سورة الملك الآية (30) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) صدق الله العظيم .