أمنيات وأحلام واحدة لقطبي القمة وصقور الجديان في بيات شتوي يستقبل الوسط الرياضي بسعادة كبيرة 2017 بآمال وأحلام وطموحات جديدة، وستكون انطلاقة التنافس الرسمي بعد نحو عشرين يوماً، غير أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تجارب ودية لعملاقي القمة (المريخ والهلال). وربما لن يمر عام رياضي أسوأ من الموسم الماضي، الذي شهد تراجعا جماعيا على مستوى الأندية والمنتخبات، ولولا إشراقة منتخب الشباب كان يمكن وصف الموسم بالكارثي، عطفا على النتائج المخيبة للأندية الأربعة التي شاركت في بطولات الكاف. فيما تواصل السقوط الإداري بشكل سيء للغاية، وللموسم الثاني على التوالي لم تكتمل بطولة الدوري الممتاز، وهو أمر يعد كارثيا بكل المقاييس، ولم يحدث من قبل في كل الاتحادات الرياضية، وفشل الاتحاد العام وهو المؤسسة الرياضية الأولى بالبلاد في السيطرة على عملاقي القمة (المريخ والهلال)، فكان التتويج الغريب للفريقين معا على مدى موسمين متتاليين، وتوج الأحمر قبل بداية النسخة الماضية، فيما توج الأزرق بشكل بائس بعد انتهاء القمة التي ظهر واحد فقط من طرفيها. صقور الجديان في بيات شتوي 2017 سيدخل المنتخب السوداني في بيات شتوي خلال عام 2017، بعد أن قدم المنتخب الوجه الحقيقي لتراجع كرة القدم في البلاد، من خلال إخفاقه في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا التي ستستضيفها الجابون منتصف يناير المقبل، وتواصل تراجع مستوى صقور الجديان بشكل كبير وأخفق في بلوغ النهائيات، مكتفيا بفوز وحيد على سيراليون بهدف رمضان عجب من ضربة جزاء، ولم تحتسب نتائج مباريات الجابون لكونه المستضيف، وكان فرصة المنتخب صعبة للغاية لوجود منتخب ساحل العاج القوي، ولم يقدم صقور الجديان ما يؤكد أنهم قادرون على إعادة أمجاد قريبة للتأهل للنهائيات، وتقدم محمد عبد الله مازدا باستقالته موجها انتقادات لاذعة لاتحاد الكرة واتهمه صراحة بمحاباة قطبي القمة على حساب المنتخب. وعاد مازدا مرة أخرى على أمل تجديد الدماء والظهور المختلف في مواسم قادمة، غير أن المنتخب لن يظهر في بداية العام الجديد مع منتخبات النخبة في النهائيات. آمال وطموحات متجددة للأزرق رغم النقص وسيكون الأزرق على موعد مع أمل جديد سجل الهلال أسوأ بداية له على الإطلاق الموسم الماضي وخرج من التمهيدي أمام فريق يلعب مبارياته بعيدا عن ملعبه، ولم يشارك في دوري رسمي منذ سنوات، وهو الأهلي الليبي الذي استضاف مباراته أمام ممثل الكرة السودانية في تونس، وخرج الأزرق بخسارة غريبة بهدف عكسي وفشل في تحقيق فوز يكفل له التأهل، بعد أن استقبلت شباكه هدفا، ولم يكن الهدفان كافيين له ليبلغ الدور الثاني. الخروج المبكر كلف الهلال فسخ عقد أجانبه في مشهد غريب، إذ إن المدافع أبيكو سجل مشاركتين فقط ليجد نفسه خارج الكشوفات بعدها، ولحق به بعد ذلك شيخ موكور وإيشيا، البداية كانت كارثية للأزرق ليجد الفريق نفسه يقاتل محليا، وإن كانت النتائج قد كفلت له التتويج بدرع الدوري، غير أن الفريق لم يكن مقنعا طوال الموسم واستبدل المدربين بشكل يؤكد عدم الرضى عن المردود الفني. ولم يستهلك الخرطوم الوطني والأهلي شندي وقتا طويلا في البطولة الأفريقية، وسجلا ظهورا سيئا للغاية، لم يكن غريبا، وودعا الكونفدرالية من الدور الأول في مشهد حزين، ولكن الثنائي قدم مستوى جيدا في بطولة الممتاز، سيما النمور الذي نال برونزية الممتاز، بعد أن كان قريبا من الوصافة، فيما حل الكوماندوز خامسا في جدول الترتيب. وترقب الأندية في تقديم وجه جديد في الموسم 2017، ويأمل هلال التبلدي التقدم أفريقياً والمواصلة محلياً، بينما يأمل النمور في إعادة ذكريات 2012 وما قبلها. بداية قوية للمريخ ونهاية حزينة وعلى النقيض من بداية الهلال السيئة كانت بداية المريخ مبشرة للغاية بعد أن عاد الفريق بفوز خارج قواعده أمام وري ويلفز النيجيري، وتأهل بعد أن كرر فوزه في الخرطوم، غير أن المريخ سقط في امتحان الدور الثاني بعد أن اكتفى بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل أمام وفاق سطيف، ولم يتمكن كلا الفريقين من الوصول للشباك في جولة الإياب في مدينة سطيف، ليودع ممثل السودان دوري الأبطال ويهبط للكونفدرالية، فكان التراجع مجددا أمام الكوكب المراكشي، وعلى الرغم من أن المريخ حقق الفوز بهدف نظيف، غير أنه خسر بطاقة الترشح بعد أن استقبلت شباكه هدفين، وخسر المريخ في تلك المباراة الكثير وغاب عنه أمير كمال وعلي جعفر، بجانب علاء الدين يوسف الذي سينتهي إيقافه في يناير الجاري، وفي العاشر منه تحديداً. المريخ لم يستطع المحافظة على درع الدوري ولا لقب الكأس ليكون موسمه للنسيان، وعانى الأحمر كثيرا من خلافات إدارية عاصفة، قبل أن يستعيد الرئيس جمال الوالي الذي عدل الكثير من الأوضاع، غير أن الوقت كان قد فات لتدارك السلبيات. منتخب الشباب.. إضاءة خافتة وخلافات عاصفة شكل منتخب الشباب إضاءة خافتة بعد أن تقدم في البطولة الأفريقية وبات ظهوره في النهائيات الأفريقية التي ستقام في زامبيا مؤكدا، وحقق المنتخب نتائج جيدة غير أنها غريبة بعض الشيء، وجاءت استعدادات المنتخب جيدة إلى حد كبير، بعد أن أدى عددا من التجارب القوية، غير أن المشكلات عصفت بالمنتخب في فترة قريبة قبل سفر بعثة المنتخب إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في دورة ودية، ويبدو واضحا أن المنتخب لن يسجل ظهورا جيدا عطفا على الصراع الإداري الواضح، غير أن الفرصة ما تزال قائمة لاحتواء الأزمات. بداية مبشرة في ختام الموسم وقبل لملمة عام 2016 لأطرافه والرحيل، شهد الشهر الماضي تنقلات وتسجيلات اللاعبين وبدأت الأندية إعدادها للموسم الجديد، على أمل أن تكون البداية للموسم المقبل مبشرة، ويعد المريخ الأفضل على الإطلاق من خلال إنجازه لملف الإحلال والإبدال في توقيت قياسي، وعقد معسكرا تحضيريا في أنطاليا التركية، فيما غادرت بعثة الهلال إلى القاهرة. وفي الأثناء، لا يبدو أمل إصلاح على مستوى المنتخب الوطني الذي سيعيش بياتا شتويا بعد إخفاق واضح في 2016، بينما تبدو استعدادات بعض الأندية مبشرة مثل الهلال الأبيض الحصان الأسود في موسم الإخفاقات، ويرشح كثيرون أبناء الأبيض لتقديم موسم متميز ومواصلة إحراج قطبي القمة. فيما يبدو أن نمور دار جعل ستواصل ثورتها ولا يبدو الخرطوم الوطني بعيدا عن الصراع، الأندية الثلاثة حرصت على تدعيم صفوفها قبل انقضاء العام، وربما تغير خارطة التنافس المحلي بعد أن بدأت تكشر عن أنيابها في 2016.