قبل نحو «14» عاما تنادى نفر كريم ، لتأسيس مركز يقدم خدمات صحفية باشكالها المختلفة لكافة المؤسسات الصحفية والإعلامية . بداية «المركز السوداني للخدمات الصحفية» الذي يعرف اختصاراً «أس أم سي» ، كانت أكثر من جيدة حيث ركز على الأخبار الخاصة وتغطية الأحداث التي ربما لا تتوفر معلوماتها للصحف، فضلاً عن تزويد المؤسسات بتقارير وحوارات وتحقيقات ذات معلومات موثقة وغزيرة ، مما جعل المركز أحد أهم مصادر الأخبار والمعلومات والوثائق التي يحتاجها الصحفيون والباحثون. تميز المركز بتغطية مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية أنذاك بزعامة الراحل جون قرنق في جولات ميشاكوس ، ونيفاشاً معتمدا على مصادر موثوقة قريبة من المباحثات ان لم تكن ضمن فريق المفاوضات برئاسة د.غازي صلاح الدين ومن ثم علي عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية . كما أنه كان كثيراً ما يزود الصحف بأخبار المعارك في دولة الجنوب وتصريحات وبيانات القوات النظامية المدعومة بالصور ، وكان المركز «علامة فارقة» في تغطية معركة «قوز دنقو» التي قصمت ظهر حركات دارفور المتمردة وكبدت القوات القادمة من دولة الجنوب في العام 2011 خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، ومنذ ذلك الوقت انتهت عملياً الحرب في دارفور. اتجه المركز السوداني الى العمل التوثيقي لاتفاقيات السلام التي وقعتها الحكومة مع الحركة الشعبية – قبل انفصال الجنوب – أو مع حركات دارفور في أبوجا وانجمينا والدوحة أو داخل البلاد ، فضلاً عن اعداد الملفات الخاصة بالمناسبات التي شهدتها البلاد ، والاحتفالات بالمشروعات الاستراتيجية في مجال السدود والكهرباء والقطاع الاقتصادي ، وتنظيم المؤتمرات الصحفية والورش والمنتديات ، ليخطو بعد نحو تقديم خدمة نوعية جديدة وهي انتاج البرامج واجراء الحوارات التلفزيونية وتقديمها للقنوات المحلية أو الاقليمية وهى خدمة تتسق مع تطور وسائل البث والنشر التي تحتاج الى مواد ذات معلومات جديدة و كثيفة مثل الحوار الذي أجراه المركز مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية ستيفن كوتسيس بعيد اصدار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قرارا برفع الحظر الاقتصادي المفروض على السودان ، وتحدث فيه عن خفايا وأسباب اصدار القرار ومسارات التفاوض الخمس التي افضت الى رفع العقوبات ورؤية الادارة الأمريكية لمستقبل العلاقات مع السوان وهو حوار وجد حظه من النشر في الصحف والبث التلفزيوني والاذاعي ، كما انتج المركز من قبل برامج وأجرى لقاءات نوعية ، فضلاً عن تزويده للصحف بالأخبار الخاصة فقط . بجانب اجرائه لتعديلات جوهرية في موقعه الالكتروني ليكون تفاعلياً يبث كافة الأخبار ذات الصلة بالسودان. وثمة عدة ملاحظات ابداها عدد من المهتمين والصحفيين حول قلة اجراءات المركز للدراسات المرتبطة بالشأن السوداني خاصة وأنه تتوفر له مصادر معلوماتية متنوعة ، تعينه على تقديم مواد وخدمات صحفية متعمقة في القضايا ، وهو الاتجاه الذي تسلكه الآن المؤسسات الصحفية والإعلامية لمعالجة أو «موازاة» السرعة الفائقة لتدفق المعلومات ووصولها للمواطن عبر الهاتف «الواتساب – الفيسبوك» بسهولة ويسر. * صحيفة الصحافة