حمل دخول المجموعات المسلحة في وقت متزامن من ليبيا ودولة جنوب السودان الي شمال وشرق دارفور عدد من الإشارات السالبة تجاه الحركات المتمردة . وتأتى المحاولة كهدف لاجهاض ما تحقق من سلام واستقرار في ولايات دارفور . وأكدت القوات المسلحة أنها ظلت تراقب عن كثب تحركات المجموعات المسلحة المرتزقة القادمة من جنوب السودان وليبيا ، وعلى الرغم من التنسيق المحكم بين المجموعتين وتزامن دخولهما الا ان القوات المسلحة تصدت لهما والحقت بهما خسائر فادحة. وجد دخول الحركات المتمردة الي دارفور رفضاً واسعاً من قبل المكونات السياسية والأمنية والاجتماعية التى طالبت بوضع حد لتلك الممارسات التي تقودها الحركات المسلحة ، خاصة وأن الحكومة ظلت ترفع راية السلام ، وطالبت بوقف إطلاق النار من أجل سلامة وأمن المواطنين ، خاصة وان قرار وقف إطلاق النار الذي اطلقته الحكومة السودانية وجد ترحيباً من المجتمع المحلي والدولي ، ووصف بأنه قرار حكيم من شأنه أن يمهد إلى حل سياسي شامل عبر التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة ، كما اعتبر خطوة في الإتجاه الصحيح لتحقيق التحول الديمقراطي والتوافق السياسي ، واكد للمجتمع الدولي ووسطاء السلام في السودان جدية الحكومة في الوصول إلى حل سلمي. واتهم الخبير الامني الفريق عبد العظيم قمش الحركات المسلحة بمحاولة جر الحكومة الي حرب لخرق وقف اطلاق النار ومن ثم مطالبة المجتمع الدولي بعدم رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان وابقاء اسمه في قائمة الدول الراعية للارهاب خاصة مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها الادارة الامريكية لرفع الحظر النهائي عن السودان . وقال أن مثل هذه الافعال متوقعة من الحركات المسلحة المتمردة وخاصة ان مخططاتهم كانت مكشوفه قبل فترة ومتابعة وقد تم تملكيها لجميع الجهات المعنية حفظاً على الامن والسلام ، واضاف ان القوات المسلحة كانت جاهزة لكل الاحتمالات وتم التعامل مع تحركات الحركات المتمردة بشكل ايجابي. وضرب قمش نموذجا لتصدي الحكومة للحركات المسلحه من قبل في قوز دنقو ، واصفاً تحركات الحركات المتمردة برحلة الشتاء والصيف ، واعتبر قمش أن أنطلاق الحركات المسلحة من بعض دول الجوار يدل على ان استخدامها جاء بأغراض تتناسب مع المرحلة الحالية علاوة علي أن الحركات صارت حالياً مجرد مرتزقه تتعرض الي كثير من الضغوط من وقت الي آخر مما يجعلها تقوم بمعالجات عبر رسائل فحواها أنها مازالت موجودة. وقال محمد الحسن الأمين القيادي بالوطني إن الحركات المتمردة الدارفورية بهذا الإعتداء تحاول أن تثبت وجودها وتظهر أنها لاتزال لديها نفوذ، واكد أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع قامت بالتصدي لها وهو ما يعتبر في مقام الرد على تحركات المتمردين وليس إعتداء كما تريد بعض الجهات أن تصوره ، وابان أن المجتمع الدولي تفهم موقف السودان في هذا الشأن. وأشار الحسن إلى أن حكومة جنوب السودان لا تزال تدعم الحركات المتمردة على الرغم من أنها تشكو من الصراع الداخلي والقبلي في مختلف مناطقها ، مؤكداً أن جوبا لم تعِ الدرس في ضرورة تحسين علاقاتها مع السودان والبعد عن التدخل في شأنه الداخلي وإبعاد هذه الحركات وفقاً للإتفاقات التي تم التوقيع عليها. ويقول هاشم عثمان الناطق باسم احزاب وحركات سلام دارفور إنه علي الرغم من التزام الحكومة بوقف إطلاق النار وضبط النفس والسير في طريق السلام والحوار، إلا أن الحركات المسلحة مازالت تسعى بشتى الطرق لزعزعة الأمن والاستقرار، في محاوله لخرق مهلة الستة اشهر الخاصة برفع الحظر الاقتصادي الامريكي عن السودان بالاضافة الى اجبار الحكومة السودانية علي التراجع عن وقف اطلاق النار واظهار السودان دولة غير مستقرة ، ويضيف كل هذا الامر يأتي متزامن مع زيارة سفراء مجلس الامن والسلم الافريقي لدارفور، ومع بداية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني . ويضيف هاشم أن الحركات المتمردة بعد سوء الاوضاع في دولة جنوب السودان وتضييق الخناق عليها في ليبيا ارادت ان يكون لها وجود في دارفور وموضع قدم في الاراضي السودانية حتي يكون ذلك كرت من كروت التفاوض القادم ، واضاف في تقديري أن هذا الهجوم في هذا التوقيت فيه نوع من المساهمة الدولية لبعض دول الجوار خاصة من دولة جنوب السودان التي عملت علي ايواء الحركات المسلحه ومدهم بالسلاح والعتاد والمؤن مشيراً الى ان جوبا تكتف جوبا بتقديم الدعم فقط للحركات المتمردة بل أنها اولتها اهتماماً خاصاً في عمليات التسليح والتدريب ورصد أماكن الإختباء وغيرها من التكتيكات العسكرية . لا شك ان عمليات الدعم والايواء التي ظلت تقدمها حكومة جنوب السودان للجركات المتمردة تؤرق شعب السودان وحكومته التي ظلت تخاطب جوبا بكل اللغات لصدها عن تقديم الدعم للحركات السودانية المتمردة ، وكثيراً ماسعت حكومة السودان لتحقيق متطلبات الجوار الامن مع جوبا التي ظلت تقابل الخطوة بعكسها وحرصت علي دعم وايواء الحركات السودانية المتمردة .