ازداد الطلب على الماشية واللحوم السودانية من بعض الدول العربية والآسيوية (الأردن والكويت والسعودية ولبنان ومصر وماليزيا) بعد أن فقدت الثقة في الأسواق الخارجية الأخرى التي تأثرت كثيراً بموجة الجفاف التي ضربت أجزاء واسعة من العالم أدت إلى تدهور قطاع الثروة الحيوانية وقلة الناتج منه، وبذلك إرتفعت أسعار اللحوم عالمياً، مع زيادة الطلب على سوق المنتجات الغذائية بصورة أكبر، وشهدت الفترة الأخيرة تزايد الصادرات السودانية إلى السعودية إلى جانب الاردن التي وقعت إتفاقية مع السودان لاستيراد (500) ألف رأس، وماليزيا (200) ألف رأس، والكويت (300) ألف رأس، وغيرها من الدول العربية مما كان له الأثر الطيب والإيجابي على قطاع الماشية وتحسين أوضاع المنتجين. وفي ذات السياق أوضح صديق حيدوب الأمين العام لشعبة مصدري الماشية أن التطور في قطاع الماشية بالبلاد يسير بصورة حثيثة، وأن الطلب من الأسواق العربية والآسيوية تزايد بسبب إرتفاع أسعار اللحوم عالمياً وخروج إستراليا والدول الأوروبية من سوق الماشية بعد الجفاف الأخير، بجانب التطور الكبير الذي حدث في البنية التحتية بالسودان، وتوجه الدولة في إنعاش قطاع الماشية مع زيادة الإهتمام بتشكيل لجنة كبيرة من القطاع الإقتصادي لحل كل الاشكاليات التي تواجه مجال الثروة الحيوانية بالبلاد، وتحديداً مجال الصادر منها، إضافة إلى دور الوكالة الوطنية لتأمين الصادر وشركة شيكان للتأمين وبنك السودان المركزي بالموافقة على قبول وثائق التأمين كضمان من الدرجة الأولى التي دفعت حركة المصدرين في هذا المجال. وقال حيدوب ل (الرأي العام) لأول مرة في تاريخ البلاد نشعر بإهتمام المسؤولين بقطاع الماشية بالمتابعة عبر لجنة يترأسها نائب محافظ بنك السودان المركزي، وأضاف: ما حدث لم نشهده من قبل، ويقول حيدوب رغم التطور والإهتمام إلاّ أن المشكلة تكمن في إرتفاع التكلفة للماشية السودانية خاصة من بعض الولايات المستمرة في فرض الرسوم الولائية بمسمياتها المختلفة، والتي تؤخذ بدون إيصال مالي «أورنيك (15)»، مما يزيد من التكلفة، ويؤدي إلى خروج المنتج السوداني من السوق العالمي، وناشد حيدوب بالإهتمام بالناقل الوطني السكة الحديد بتجهيز العربات الخاصة بصادر الماشية، وعدد ميزات السكة الحديد بتكاليفها الرخيصة، وطاقتها الاستيعابية الكبيرة التي لاتقارن بعمل الشاحنات، مع عدم تعرضها للسرقات والحوادث ألمح حيدوب إلى إتفاقية تجري مع سودان لاين (الخطوط البحرية السودانية) لنقل المواشي من بورتسودان إلى جدة وغيرها من الموانيء، حتى تتوقف المضاربات في النقل الأجنبي للمنتجات السودانية. وفي ذات السياق اشاد خالد محمد حامد - رئيس إتحاد الرعاة بولاية الخرطوم - بالدور الإيجابي لصادرات الماشية، وقال ل (الرأي العام) الإعتماد على السوق المحلي له أثره السلبي علي الماشية والتصدير يؤدي الى تغير منهجية العمل في تربية الماشية حتى تنافس عالمياً، وذلك بتحسين أوضاع المنتجين ودخول عمل جديد بالمزارع الرعوية المقفولة، وزيادة الصرف على الغذاء والتلقيح والأدوية وتحسين النسل عكس ما يحدث لإنتاج السوق المحلي واضاف: ولاية الخرطوم هي ولاية مستهلكة وإنتاجها ضعيف لايذكر، ولكنها قد تدخل في مجال الصادر إذا توافر ضمان إستمرار التصدير للدول العربية والآسيوية.