في إطار إنفاذ احدى استحقاقات اتفاقية السلام الشامل لعام 2005م واتصالا ببدء عملية التحول الديمقراطي الذي يشهده السودان وجه السيد الأمين العام لجامعة الدول ا لعربية عمرو موسى بمشاركة بعثة من الجامعة العربية في مراقبة العملية الإنخابية على كافة مستوياتها التنفيذية والتشريعية ضمت 50 مراقبا تم تقسيمهم الى عدة فرق وتوزيعهم على مختلف ولايات جمهورية السودان وبناء عليه قامت فرق الأمانة العامة للجامعة العربية بزيارة 700 مركز تشتمل على حوالي 2000 نقطة اقتراع تغطي 18 من ولايات السودان شمالا وجنوبا بما في ذلك الولايات الثلاثة لإقليم دارفور حيث لاحظت البعثة وجود مفارقات في سير العملية الإنتخابية بين مختلف تلك القطاعات ففي دارفور ، وارتباطا بالوضع الخاص الذي تشهده فقد تمت عملية المراقبة في عواصمالولايات الثلاث وفي بعض مراكز الاقتراع بمعسكرات النازحين في الوقت الذي تعذر فيه إجراء عملية المراقبة خارج تلك العواصم لاعتبارات أمنية ولوجستية ، وقد تم رصد ارتفاع نسبة التصويت في المدن لتصل الى حوال 60% وفي حدود 50% في المعسكرات وفي شمال السودان فإنه نظرا لسير العملية بسلاسة ويسر نتيجة الأجواء الأمنية الهادئة وربما أيضا تقلص حدة المنافسة الناتجة عن المقاطعة الكلية أو الجزئية من قبل بعض الأحزاب الرئيسية فقد تم رصد نسبة إقبال كبيرة تجاوزت 70% في بعض مراكز الاقتراع لتصل في البعض الآخر الى 80% أما في جنوب السودان فقد شهدت الولايات المختلفة إقبالا كبيرا على عملية الاقتراع حيث تم تسجيل نسبة تصويت وصلت في المتوسط العام لحدود 70% وهذا ولم تخلو بعض مراكز الاقتراع من هيمنة حزبية على عملية التصويت حيث تم رصد عدد من حالات تدخل بعض ممثلي الأحزاب في توجيه الناخبين وتعرب بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الإنتخابات من واقع تقارير مراقبيها عن الإرتياح بصفة عامة لحسن سير العملية الانتخابية لما تم رصده من عدد الملاحظات الإيجابية أبرزها: - تعاون رؤساء وأعضاء المراكز ورجال الأمن مع المراقبين الدوليين والمحليين ووكلاء الأحزاب وتسهيل مهام عملهم - تواجد وكلاء الأحزاب بصورة دائمة ومنتظمة طوال فترة الإنتخابات وتردد المراقبين المحليين ومنظمات المجتمع المدني على مكاتب الإقتراع - الإقبال الكبير من جانب مختلف فئات الشعب وبالأخص النساء وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة - ما حظيت به معظم ولايات السودان من أمن واستقرار طوال فترة الاقتراع التي تجسد إرادة الشعب السوداني ،وإصراره بكافة فئاته ومكوناته على المشاركة بشكل فاعل في هذه الإنتخابات وفي المقابل تم رصد عدد من الملاحظات السلبية أبرزها : - وجود بعض الأخطاء في سجلات الناخبين وفي الرموز الإنتخابية وبطاقات الاقتراع - تأخير وصول بعض المواد الإنتخابية لمراكز الاقتراع - عدم ثبات الحبر المستخدم - عدم كفاية التدريب الذي حظي به أعضاء مراكز الاقتراع - تعد كثرة عدد بطاقات الاقتراع في الشمال (8) و( 12) في الجنوب إضافة الى الوعي المحدود للناخبين بالعملية الإنتخابية قد يكون أحد أسباب مظاهر الارتباك التي تم رصدها لدى عديد من الناخبين - ظهور قصور واضح في الترتيبات اللوجستية ( عدم تجهيز المراكز في اليوم الأول في الموعد المحدد لها ، عدم توافر السرية الإنتخابية حيث كان يتم الإنتخاب في أماكن مكشوفة وغير مؤمنة جيدا) - وجود العديد من الأخطاء في التسجيل وظهر ذلك واضحا في عدم وجود بعض أسماء الناخبين في المراكز الإنتخابية وعدم تحديد الناخبين لكل مركز على حدة ، وكذلك عدم وجود قوائم للناخبين معلقة في بعض المراكز - عدم دراية ومعرفة المواطنين بالعملية الإنتخابية وقد ظهر ذلك واضحا في وضع ورقة التصويت في الصندوق غير المخصص له - تعذر تواجد الناخبين الدوليين في المراكز البعيدة النائية - عدم وجود النموذج رقم 7 في بعض المراكز (الخاصة بتقديم الشكاوى) - استخدام شهادات السكن لإثبات الهوية وتؤكد البعثة أنه وعلى الرغم من وجود أخطاء لوجستية وفنية وتنظيمية إلا أن الجهد الضخم الذي بذلته المفوضية القومية للإنتخابات تستحق عليه الشكر والتقدير ، أخذاً في الاعتبار أن هذه التجربة هي الأولى التي يشهدها السودان منذ 25عاماً بهذه الصورة التعددية وإذ تتقدم البعثة بالتهئنة للشعب السوداني على نجاح عملية الاقتراع فإنها تأمل أن تتم عملية الفرز والعد وإعلان النتائج في إطار من الشفافية والنزاهة ، وأن تكون تلك العملية على الرغم مما اتسمت به من مثالب ، حافزاً للمضى قدما في طريق التحول الديمقراطي والتنمية وأن تدفع نحو تضافر جهود كافة الأحزاب والقوى السياسية للإسهام الإيجابي الفاعل في هذا التحول وفي التوصل الى حلول للقضايا العالقة.