تقرير smc أقلعت طائرة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من مطار الخرطوم بعد ان وضعت ميقاتا زمانيا ومكانيا لمفاوضات السلام التي انتظرها الجميع كثيرا مع رافضي ابوجا في السابع والعشرين من اكتوبر المقبل بطرابلس ، بعد ان استبقت الخرطوم زيارته بانتقادات حادة لتصريحاته التي ربما اراد ان يقيس بها درجة حرارة الخرطوم والتي اتهمها القيام بأعمال عنف جرت مؤخرا بدارفور ، الا ان المتحدث باسم الخارجية السودانية وجه له انتقادات حادة وقال "هذه الاتهامات باطلة وتستند إلى تقارير مفبركة تعدها بعض المنظمات والوكالات التي لديها أجندات سياسية". وأضاف "لم تقم الحكومة بأي أعمال عسكرية مؤخرا وليست للجيش السوداني أنشطة عسكرية في دارفور. هذه الاجواء المتوترة بين الخرطوموالاممالمتحدة راهن عليها الكثير من الذين يجلسون علي الرصيف يشاهدون مباراة القمة بين الخرطوموالامموالمتحدة ممنين نفسهم بهزيمة قاسية للخرطوم بسبب ما اسموه عدم الاعداد الجيد لخوض المبارة. لكن جاءت الزيارة عكس ما كانوا يتوقعون فعاد كي مون بانطباع جيد عن السودان سينعكس ذلك في مستقبل الايام القادمة من خلال التقارير التي يتم رفعها لمجلس الامن . اجندة محددة ثلاث اجندة تناولتها زيارة كي مون ، الأمن والسلام في السودان والتحول الديمقراطي ، و تنفيذ اتفاق السلام الشامل الموقع بين الحكومة الحركة الشعبية في مطلع يناير2005م، والذي تترتيب عليه أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة في البلاد. فضلا عن القضية الاساسية وهي ازمة دارفور، وتنفيذ القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن بالرقم 1769 ، والقاضي بنشر 26 ألف جندي بالإقليم. تجئ هذه الاجندة التي حملها كي مون في حقيبته بعد أن شهدت علاقة السودان بالمنظمة الدولية تحسنا عقب الاتفاق على العملية الهجين ، والتي قطعت الطريق امام دخول اي قوات اممية للبلاد . فسعى بان كي مون خلال زيارته ، إلى إزالة اي توترات سابقة من خلال التقارير التي ترفع له عبر الوفود التي تزور السودان وجاءت زيارته للوقوف على الحقائق بنفسه ، ولذا توجه بان كي مون أول وصوله لقاعة الصداقة، التي قدم فيها محاضرة لعدد من السياسيين والإعلاميين وقادة المجتمع عن أهداف زيارته، وامتدح السودان في محاضرته موجهاً حديثه للحضور «لا بد من أن تفخروا ببلادكم لأنكم أكبر بلد أفريقي ولكم موارد منها النفط وموارد بشرية عالية التعليم وشباب طموح خلاق وطاقات فاعلة». ثم أردف ذلك بتعيين المسلم الباكستاني أشرف قاضي مبعوثاً له في السودان خلفاً لبرونك الذي طردته الخرطوم في نوفمبر الماضي. شهادة مستحقة هذه الشهادة التي منحها بان كي مون لاهل السودان في اول لقاء له كشفت لكافة المراقبين والجالسين علي الرصيف التحول الكبير الذي طرأ علي موقف الاممالمتحدة تجاه السودان بعد ان اقتنعت بأن سياسة العصا والجزرة غير مقنعة . الأمين العام وفي زيارته للجنوب وصف الوضع في الجنوب بانه "هش" وقابل للتهشم في أي لحظة ، وذلك من خلال عدم وجود تنمية واضحة في الجنوب رغم الاموال الكبيرة التي تسلمتها حكومة الجنوب من المركز سواء نصيبها من النفط او اي موارد اخري ومما يزيد الامر سوءً تأخر المانحين عن الوفاء بالتزاماتهم المالية للجنوب، حيث تعهدوا بدفع ما يقارب 5 مليار دولار، لدعم العملية السلمية وتأسيس البنى التحتية للجنوب الذي انهكته الحرب. لكن المدهش ان الأمين العام لم يحث المانحين على الوفاء كما لم يتعهد بزيادة دعم المنظمة الدولية لجهود الإعمار. دارفور أما قضية دارفور، والتي اكد كي مون بانها من اولوياته في هذه المرحلة ، فقد استمع فيها الي معظم مكونات اهلها بما فيها النازحين في معسكراتهم . لذا جاءت دعوته بضرورة الاسراع في عقد جولة المفاوضات القادمة والتي رحبت جل الحركات بها ورفضها عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان ، ، رغم دعوته للامم المتحدة طيلة الفترات السابقة بان تولي ملف دارفور عناية كبيرة ، وهذا يعني ان نور وضع نفسه في مواجهة دولية مع المجتمع الدولي ربما تقوده الي محكمة الجنايات الدولية باعتباره معوق للعملية السلمية في دارفور. وحول الجولة المرتقبة لمفاوضات دارفور قال كي مون: «نريد أن نبدأ جولة فاعلة وحاسمة من المفاوضات والحفاظ على هذا الزحم وضرورة حفظ التوازن بين كل الأطراف). اذا الاممالمتحدة دخلت بثقلها في حل القضية وحث "مون" في تقرير أصدره قبل أربعة أيام من زيارته الخرطوم الحكومة السودانية، على تسريع منح تأشيرات دخول لمسئولين من الدول المساهمة بجنود ورفع القيود على الرحلات العابرة والطائرات التي يسمح لها بالهبوط في دارفور من أجل تسهيل نشر القوة المختلطة في الوقت المناسب. فالكرة الان اصبحت في ملعب الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي الذين يقع عليهما حث وتجميع وتوحيد رؤى كافة الحركات بعد ان وافقت الحكومة علي العملية الهجين وموعد ومكان المفاوضات القادمة .