يقود تحالف احزاب وحركات نداء السودان تحركات واسعة بهدف استمالة المجتمع الدولى والمنظمات المعادية للسودان للوقوف ضد ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية أخري، فيما تولى ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية “جناح عقار” مخاطبة الولاياتالمتحدةالأمريكية للحيلولة دون ترشيح البشير. وتأتى تحركات عرمان في وقت تسعي فيه الولاياتالمتحدة والسودان الى تحقيق جملة من الأهداف على رأسها تحقيق السلام في دولة جنوب السودان، وضمان استمرار دعم الرئيس البشير لتنفيذ تقاسم السلطة على وجه الخصوص باعتبار أن البشير هو الضامن للإتفاق الذي تم التوقيع عليه في اديس ابابا مؤخراً، بجانب التنسيق الأمني لضبط الحدود بين السودان ودول الجوار الأفريقي وهي المنطقة التى تهتم الولاياتالمتحدة والدول الأوربية بها لإغلاق المنافذ أمام الجماعات الإرهابية ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر. ويراهن عرمان على ان الولاياتالمتحدة ظلت على مر الزمان تستغل التقارير الحقوقية ومواقف الكونغرس السلبية في الضغط على الكثير من الدول الأفريقية وبينها السودان بذريعة الالتزام بالديمقراطية، غير أن متغيرات الاوضاع حالياً فرضت على الإدارة الأمريكية سياسية خارجية جديدة تجاه السودان بالنظر الى مجهوداته في تحقيق الأمن والإستقرار في ولايات دارفور والمنطقتين، بجانب نجاح الحوار الوطنى الذي افرز حكومة الوفاق الوطني. ويسعي عرمان الى محاولة قيادة حملة واسعة ضد تعديل الدستور تماثل التى تمت ممارستها على الرئيس جوزيف كابيلا في جمهورية الكنغو الديمقراطية، ولكن الطموحات والمساعي تصطدم بقناعات الولاياتالمتحدة خاصة ادارة الرئيس ترامب التى تري أن البشير أحدث اختراقاً في عدد من الملفات عقب نجاحه في إعادة الإستقرار لدارفور، وتقليل حدة الصدامات مع احزاب المعارضة الداخلية غير المشاركة في الحكومة، وذلك من خلال الاصلاحات السياسية والاقتصادية التى قامت بها الحكومة مؤخراً. ولما كانت مكافحة الإرهاب من اهم القضايا التى تركز عليها ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فانه من المستبعد ان تجد تحركات نداء السودان آذاناً صاغية من قبل ادارة ترامب لجهة ان الرئيس البشير استطاع اقناع الإدارة الأمريكية بدور السودان من خلال جهوده في مكافحة الإرهاب في دول القرن الأفريقي، وقدرته على المحافظة على الأمن والإستقرار في القارة، بجانب نجاحه في احداث اختراق في العلاقات الخارجية كما أن البشير يتمتع بقدرة عالية على حل الأزمات الأمنية التى تشغل القارة الأفريقية مما يعنى ان بقاء البشير في السلطة يجد مساندة اقليمية. ويمثل اتفاق الخرطوم لسلام جنوب السودان دافعاً لادارة الرئيس الامريكي في عدم معارضة تعديل الدستور وربما يدفع الى محاولة تخفيف ضغوط الكونغرس حيال الأمر، خاصة وأن الخطوة كانت محل ترحيب من قبل الهيئات الإقليمية ودول الترويكا التى اعتبرت توقيع إتفاق سلام جنوب السودان اختراقاً من قبل السودان وهو الأمر الذي يتوافق مع توجهات واشنطن. تعتبر اهداف الولاياتالمتحدة في استقرار أوضاع القرن الأفريقي بصفة عامة من الاسباب التي تجعل الإدارة الأمريكية تنظر بايجابية لمسألة إعادة ترشح البشير وان لم تبارك الخطوة ظاهرياً فانها قطعاً ستكون أكثر مرونة في التعامل مع الموقف، مع الأخذ في الإعتبار انها قد تتخذ خطوة تعديل الدستور ذريعة لتقديم بعض التنازلات، غير أن المشهد الماثل يوضح بجلاء استحالة أن تكرر الولاياتالمتحدة سيناريو جمهورية الكنغو الديمقراطية.