تتفق مشاركة مجموعات تتبع لحركة المتمرد عبد الواحد محمد نور في التظاهرات والأعمال التخريبية الاخيرة مع اتجاهات الحركة لإحداث قلاقل داخلية معتمدة علي عناصرها التي تسللت من الخارج الي داخل السودان، وتحديداً تلك المجموعات العائدة من اسرائيل .. وغير بعيد عن الاذهان أحداث العنف التي شهدتها بعض الجامعات السودانية وابرزها جامعة بخت الرضا في مايو 2018م، والتي تسبب فيها طلاب موالين لعد الواحد قاموا باحراق مباني وكليات الجامعة وقتل أحد افراد الشرطة. يحدث ذلك رغم أن حركة عبد الواحد تعاني من مشاكل داخلية وحالة من الانشقاقات المستمرة بسبب سوء ادارة رئيسها بجانب ضعف الدعم والسند الخارجي الذي كانت تتمتع به في بداياتها مما أثر علي وضع الحركة الميداني. وواجهت الحركة عدد من الادانات الدولية علي رأسها التقارير الخاصة لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والامين العام للامم المتحدة بشأن الاستعراض الاستراتيجي للعملية المختلطة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور للفترة من يوليو 2017م الي مايو 2018م، والتي أقرت بنشاط الحركات المتمردة في عمليات الارتزاق واعتبارها تهدد السلم والامن في الاقليم. وقد دعا رئيس بعثة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور ” اليوناميد” والوسيط المشترك جيرمايا مامابولو مجلس الأمن الدولي للنظر في العقوبات ضد زعيم المتمردين في دارفور عبد الواحد نور. فيما اورد بيان مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، “إن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف ضد المدنيين في جبل مرة، ووجّهت اتهاماً لحركة تحرير السودان، جناح عبدالواحد نور، بالمبادرة بإشعال المعارك في جبل مرة . أن التهديد الذى تمثله الحركات الدارفورية يشمل التهديد الأمنى المباشر في ظل محاولات لعبد الواحد بممارسة التخريب والعنف من خلال قيام افراد يتبعون له بممارسة التخريب والعنف خلال التظاهرات الأخيرة ، حيث قاموا بإحراق بعض المقار الحكومية. وكشف الفريق اول صلاح قوش المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني أن الحركة اعادة (280) فرداً انتقلوا الي نيروبي ومنها دخلوا الي البلاد، ويعتبر ذلك مواصلة لسلوك الحركة وخروقاتها التي تمارسها تجاه المواطنين من خلال عمليات النهب والسلب التي تقوم بها بجانب ممارسة الجريمة المنظمة عبر الحدود السودانية الليبية (تجارة البشر، تهريب السلاح، المخدرات، ممارسة عمليات الارتزاق، والإعتداء على المدن وقطع الطريق) وغيرها من الممارسات التي ادخلت الرعب في نفوس المواطنين بمناطق النزاع قبل أن تقوم القوات السودانية بوضع حد لهذه الممارسات في دارفور. ظلت حركة عبد الواحد دوما ترفض الدخول في محادثات السلام التي اطلقتها الحكومة منذ مفاوضات (ابوجا، اروشا، جوبا، طرابلس، مصر، أديس ابابا واخيرا الدوحة، وكذلك رفضها لكل محاولات التوحيد مع الفصائل الاخري المتمردة في دارفور، الا أنها اخيرا شاركت وتحت تحالف الجبهة الثورية مع حركات (العدل والمساواة ، تحرير السودان جناح مناوي ، الشعبية قطاع الشمال) واشترطت حركة عبد الواحد شروط تعجيزية قبل بدء اي محادثات مع الحكومة وهي التعويض الفردي لكل مواطن دارفوري، واعداد الترتيبات الامنية قبل اي مفاوضات. ويشير القيادي المنشق من حركة عبد الواحد محمد موسي أن حركة عبد الواحد بدأت بخروقات ونهب عدد من المواشي في مناطق جبل مرة وتشريد المواطنين العائدين لمناطقهم، فيما استمرت الانشقاقات في داخل الحركة وتصفيات عدد من القيادات، مشيراً الي أن الحركة قامت بهنب مئات الرؤوس من الماشية المختلفة، مشيراً إلى انشقاق الحركة الى عدة مجموعات كل واحدة منها تريد أن تستأثر بالغنائم والسيطرة مما جعلهم مجموعات مختلفة ، مؤكداً أن كثير من المواطنين هربوا من مناطق الحصاد وتركوا مشاريعهم الزراعية خوفاً من المعارك الدائرة بين مجموعات عبد الواحد المتناحرة فيما بينها. ويضيف عبدالله اسحاق عضو الادارة الاهلية بجبل مرة أنهم رصدوا عدد من حالات الاستهداف التي قامت بها حركة عبد الواحد لعرقلة العودة الطوعية، مشيراً الي ان الحركة عمدت الي اغتيال عدد من المشايخ الذين دعموا مشاريع العودة الطوعية، مؤكداً أن اسلوب الاغتيالات والتصفيات في الحركة لم يتوقف عند المشايخ داعمي العودة الطوعية فقط بل تعدي الامر الي إلى أن تكون التصفية سمة تلازم الحركة حتي فيما بين قياداتها، وهو ما جعل الادارات الاهلية تطالب المجتمع الدولي ممثلا فى مجلسى الامن الافريقى والدولى بوضع حد لممارسات عبد الواحد غير الإنسانية بحق المواطنين الأبرياء بدارفور، مشددا على ضرورة ان توفير الحماية اللازمة لرؤساء لجان العودة الطوعية بالمناطق والقرى حتى يتسنى لهم القيام بدورها على أكمل وجه.