الخرطوم: الصحافة/ عاصم إسماعيل تم التخطيط بنهار .. على أن تنفذ بليل تبدو عملية اختطاف الأطفال التى تمت أخيرا بواسطة المنظمة الفرنسية دى ارش ذوى وتم إحباطها بواسطة السلطات التشادية أشبه بالأفلام التى نشاهدها عبر الشاشات، حيث أنها حيكت بصورة منظمة ومنتظمة من قبل تلك الجهات الساعية إلى كسب سبل العيش بكل الطرق ووصلت بها الدرجة إلى التفكير بجدية في انتهاز الفرصة التى تريد إلا تفوتها خاصة وان إقليم دارفور قد أنهكته الحرب التى دارت ولا زالت ظلالها تلقى أعباءا كبيرة على الحكومتين السودانية والتشادية في آن واحد . وكما تقول ممثلة مجلس الطفولة نجاة الأسد التى رافقت وزيرة الرعاية إلى تشاد بأن العملية تم التخطيط لها بعناية حيث اتخذت المنظمة كافة السبل لإنجاحها و تم التخطيط لها بنهار على أن تنفذ بليل وسط الظلمة إلا أن فاعل خير اتصل بالسلطات التشادية وأبلغها بأن المنظمة تنوى في هذا الليل إنفاذ عملية ربما تكون متعلقة باختطاف من نوع ما الأمر الذى أدى إلى أن تسرع السلطات التشادية بنصب كمين لهم والتمكن من ضبطهم متلبسين. وتعود تفاصيل الحدث إلى أن المنظمة غير مسجلة لدى تشاد أو السودان وأنها دخلت إلى تشاد في غضون شهر من الآن، وأنها قامت بالفعل بترحيل عدد من الأطفال إلى فرنسا قبل هذا الحادث والشاهد في ذلك الحديث الذى أدلى به كابتن الطائرة أثناء التحقيق الأولي، والذي قال فيه إن هذه ليست المرة الأولى التى يقوم فيها بعمل كهذا. وتشير كل الدلائل التى قورنت بذلك إلى أن عدد الأطفال الموجودين بمعسكر ابشى يبلغ 116 طفلا من عمر سنة إلى ثماني سنوات كما أن هنالك بلاغات سابقة فتحت من قبل بعض الأسر بمنطقة قارسيلا التى تقع بولاية غرب دارفور عن فقدان 25 طفلا لم يكونوا بين الأطفال الذين احتجزتهم السلطات التشادية حينما استدعت أولياء الأمور للتعرف على أبنائهم. الأمر الذى يؤكد ما ذهب إليه كابتن الطائرة بأن هذه ليست العملية الأولى التى يقوم بها مما يؤكد ترحيلهم مسبقا إلى فرنسا، ويقدر عددهم بحوالي 13 طفلا والبقية تبقى في عداد المفقودين. ويقول الراوي إن المنظمة استمرأت الأمر وجاءت الآن بطائرة كبرى، بعد أن استطاعت تنفيذ مهمتيها الأولى والثانية بنجاح. والأمر الثاني الذى أكدته الجهات التى رافقت وزيرة الرعاية الاجتماعية وشؤون المرأة والطفل إلى تشاد انه حسب المعلومات التى تم الحصول عليها من هنالك من بعض الجهات غير الرسمية انه كان يتم ترحيل الأطفال عن طريق طائرات صغيرة سعة سبعة ركاب ولم تستبعد تلك المصادر وجود بعض السماسرة في تجارة الأطفال من بعض المنظمات التى تعمل في مجال الحقل الإنساني في تشاد أو في السودان وذلك الأمر يوضحه الآتى: إن منظمة ارش دى ذوى حينما أرادت نقل الأطفال إلى فرنسا ذهبت إلى اسر الأطفال بحجة علاجهم من أمراض الطفولة في ظل جهل الأسر التام بالنواحي الطبية والصحية وفى ظل الصراع الذى دار وما زال يدور في تلك الأصقاع فترضخ تلك الأسر وتتجاوب مع تلك العملية الإنسانية التى تقوم بها المنظمة وتقوم بعد الفحص على الأطفال بوضع" ضمادات على جباه الأطفال ودربات وهمية" حتى يسهل لهم نقل الأطفال إلى المطار بحجة علاجهم لفترة لا تتعدى الشهر، ومن ثم إرجاعهم إلى ذويهم الأمر الذى طمأن الكثير من الأسر التى كما أسلفنا تعيش في ظروف استثنائية جراء الحرب. ولكن العملية بذات الطريقة لن تتم حيث أن الطائرة التى تحط في البعيد من المدرج الرئيسي لابد لها من طريقة ما لإيصال الأطفال إليها فقامت المنظمة بالتواطؤ مع بعض المنظمات العاملة "سمسرة" هنالك باستغلال عدد من سياراتها حيث تم تأجير عدد 8 سيارات من المنظمات العاملة هنالك كما وانه وبالتواطؤ مع بعضها تم صنع سلم من الخشب بسياج حديدى حتى تتم العملية بنجاح تام، وذلك من اجل صعود الأطفال إلى داخل الطائرة نسبة لأنها تقبع في نهاية المطار وألا تنتبه سلطات المطار إلى الأمر حينما يطالبون بسلم لاستغلاله في العملية، الأمر الذى سيكشف نواياهم المسبقة. ولكن يبقى السؤال المهم في هذه القضية انه إذا ثبت أن المنظمة والتى تعتبر حديثة العهد ولم يكن لديها مقر معروف كيف باستطاعتها دخول تشاد بهذه السهولة دون علم الأمر الذى يقول فيه محدثي إنها جاءت وفق تضامن مع منظمة أخرى تعمل في تشاد لرعاية الأطفال، وبذا من السهولة عليها الدخول. ويزيد قائلا الم اقل لك في أول الأمر أن القضية كلها متشابكة ومعقدة نسبة لان هنالك بعض المنظمات المسجلة بصورة رسمية ظلت تتعاون في تجارة الأطفال التى تكون عن طريق منظمات غير مسجلة حتى لا تتجه الشبهات إليها، ولكنه يقول إن الأمر في غاية الخطورة. وفى حديثه للصحافة يقول اللواء محمد احمد السيد، مدير المباحث الجنائية بالإنابة أن هنالك إجراءات جنائية وقضائية عقوبتها تختلف لكن توصيفها وأركانها في القانون السوداني والتشادي في شكلها البسيط هو استدراج وخطف عقوبتها رادعة، لكن المؤشرات الموجودة تشير إلى أنها تندرج تحت قوانين أخرى يمكنها الوصول إلى جرائم تجارة البشر ويمكنها الوصول إلى عقوبات اردع لم يحددها لي بالتفصيل، ولكنه قال باعتبارها جريمة عابرة للوطنية، متوقعا عقوبات رادعة حيال الأمر. ويرى اللواء أن الحدث كبير وغير عادى مما يجعل البلدين يضعان تحوطات في التعامل مع بعض المنظمات ويرى أن الأمر رغم بشاعته قد فتح عيون الناس في أفريقيا بصورة عامة بضرورة الحذر فيما يتعلق بحقوق الآخرين. ولكن التحقيق يعتبر من الموضوعات المتشعبة حيث يقول انه يصعب التكهن حاليا ولكن الإجراءات تسير بصورة جيدة في تشاد بجانب اللجنة المشتركة التى كونت من السودان وكشف عن مساعٍ لإرسال مزيد من الخبراء إلى تشاد لتعضيد أعمال اللجنة. ولكن وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية وشؤون المرأة والطفل تقول إن البعد الفرنسي واضح في القضية وان الحكومة سوف تتعامل مع الجريمة بكل أبعادها القانونية وان التحريات سوف تكشف كل الضالعين في الأمر. وقالت نتمنى ان ينقشع كل جبل الجليد لنرى ما بعده. وقالت وزيرة الرعاية الاجتماعية لدى عودتها من تشاد أمس أن كل الأساليب التى اتخذتها المنظمة كانت تشير إلى علامات سرقة واضحة، وانه على الرغم من الاطمئنان الذى قدم لهم إلا أن الأطفال والأسر ظلت في حالة خوف وفزع من أن يتعرضوا إلى ما تعرضوا له مسبقا ولكنها طمأنت كل المواطنين باتخاذ كافة التحوطات اللازمة بالتنسيق مع الحكومة التشادية في هذا الأمر, وقالت أكدنا خلال زيارتنا إلى تشاد على أهمية التنسيق بين البلدين في حماية الأطفال وضرورة العمل الانسانى تجاه الأطفال، وقالت تم لقاء مع رئيس مجلس الوزراء التشادي والخارجية ، والإعلام ، وحقوق الإنسان ، وتفاكرنا في العمل المشترك كما تم تباحث تفصيلي مع وزير الدفاع مؤكدة أن السودان سيشارك مع اللجان التشادية بخبراء من الداخلية والعدل في المرحلة الأولى من التحريات، مشيدة بتحركات السلطات التشادية التى تحفظت على أدوات الجريمة وأضافت أنها ذهبت إلى ابشى ووجدت تجاوبا إنسانيا حيث وجدنا رعاية تامة من الأمهات للأطفال وقالت هنالك وفود جاءت من جنوب وغرب دارفور بغية التعرف على أي طفل من أطفالهم المفقودين ولكن لم يتم تسليم اى طفل من الأطفال إلى ذويه نسبة لعدم اكتمال التحريات اللازمة، ولكن تم تعيين بعض من النسوة للإشراف على الأطفال في هذه المرحلة.