أكد رمضان حسن رئيس لجنة السلام والوحدة بالمجلس الوطني البرلمان القيادي البارز بالحركة الشعبية إن مساعيهم متواصلة دوماً من أجل لم شمل النسيج الاجتماعي وأن من أبرز أهدافهم خلق أرضية صلبة للوحدة الجاذبة حتى ولو كان الوقت ضيقاً لتحقيق ذلك في كل الولاياتالجنوبية عبر زيارات ميدانية والالتقاء بكافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي هناك ،مشيراً إلى أن الوحدة الجاذبة ليست بالكلام بل تقع مسئوليتها على كل الأحزاب السياسية. وأعترف رمضان في حوار أجراه معه المركز السوداني للخدمات الصحفية بأن الشريكين لم يمنحان الوحدة المساحة الكافية وتجاهلوها ولم ينهضوا إلا بعد أن تبقت ستة أشهر فقط لادراكهم بأن هناك خطر قادم. وقال رئيس لجنة السلام إن المانحين شغلوا الحكومة بملف دارفور ولم ينفذوا وعودهم بالتنمية فى الجنوب . كما تطرق الحوار لقضية الاستفتاء والوحدة وكيفية تحقيقها والتوقعات المحتمله فى هذا الشأن ، مشيرا الى خذلان المانحين لهم كحكومة جنوب ، والمظاهرات التي انتظمت مدن الجنوب للمطالبة بالانفصال والوضع السياسي الراهن بالجنوب . كما تطرق الحوار الى العديد من القضايا الهامه الاخرى فمعاً لمضابط الحوار:- الجهود المبذولة لترجيح خيار الوحدة بدءا سألنا رمضان رئيس لجنة السلام عن الدور الذى تضطلع به الجنة لدعم جهود الحكومة فى جعل خيار الوحدة جاذباً؟ فأجاب بالقول ان لجنة السلام والوحده تتمثل مهمتها فى تسوية النزاعات الداخلية والأهلية ومحاولة لم شمل النسيج الاجتماعي ، ومن أهدافها ايضا العمل على خلق أرضية للوحدة الجاذبة وذلك عبر زيارات ميدانية لكل المجتمعات في جنوب السودان وإقامة ندوات في شمال السودان وبالتالي خلق أرضية مهيأة من أجل الوحدة الجاذبة ، رغم ضيق الوقت المتبقى للاستفتاء، وذلك من منطلق ان اللجنه اساسا لجنة تشريعية وليست تنفيذية.وبذا ينحصر دورها فى تقديم الدعم المعنوي، وفى هذا الجانب فقد أعددنا خطة متكامله وسلمناها لقيادة المجلس الوطنى وطلبنا منهم إعداد ميزانية تخصص لدعم الوحدة الوطنيه وتمكن اعضاء اللجنة من التحرك للولايات الجنوبية، وسنبدأ بزيارة الولايات الاستوائية الكبرى حيث نلتقى بالقيادات السياسية الجنوبية ونتفاكر معهم حول ضرورة واهمية الوحدة فى اطار الوطن الواحد، كما تشمل لقاءاتنا السلاطين، الى جانب الالتقاء بالقواعد الجماهيريه، وهدفنا الكلى من هذا التحرك هو الدعم المعنوي للوحدة الجاذبة . وسوف يتواصل هذا الجهد طوال الاشهر القادمه بحيث يغطى كل الولاياتالجنوبيه. وماذا عن المظاهرات المناهضه للوحدة بالجنوب ؟ هذه هي طبيعة الإنسان إذ أنه لا يمكن وضع الناس كلهم في قالب واحد ولذا لكل واحد رأيه وغداً سأستقبل وفد من اتحاد طلاب ولاية الخرطوم والذين سيأتون بمظاهرة وسأخاطبهم وهم يتحدثون عن خيار الوحدة وهكذا الحال. نيفاشا حثت طرفيها على الوحدة الجاذبه ، هل نفذ ذلك؟ مع الأسف الشديد فقد كنت عضوا برلمانيا لمدة خمس سنوات ولعبت دورا في إجازة كل القوانين وإجازة دستور السودان والوحدة الجاذبة ليست بالكلام وأعتقد أنها لم تجد المساحة في خلال الخمس سنوات الماضية ، والجميع تجاهلوها ولم ينهضوا إلا بعد ان تبقت ستة شهور فقط للاستفتاء بعدها فكر الناس في ان هناك خطر قادم، ولكن الاتفاقية منحت فترة ست سنوات وهي كافية لكى نعمل سوياً لجعل الوحدة جاذبة واذا تابعنا ما حدث في البرلمان الماضي فمن المؤكد أن الوحدة الجاذبة لن تأتي بتلك الطريقة والاستفتاء بات قاب قوسين أو أدنى وتبقت ستة شهور فقط ، ونتمنى أن يتحرك كل الشعب السوداني وليس المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فقط بل كل الشعب في الفترة المتبقية لان الوحدة الجاذبة هي بين الشعوب وليست بين الأحزاب. وعلى من يقع اللوم اذا وقع الانفصال ؟ اللوم يقع على كل الأحزاب السياسية السودانية وليس على جهة معينة ونحن كشريكين اتفقنا وهناك مدة مفصلة لتطبيق شيء محدد ، وأجرينا بعدها الانتخابات (ان كانت صحيحة أم لا) وهي بند من بنود اتفاقية السلام ، والآن جاء دور الاستفتاء وهو بالضرورة لايعنى الانفصال بل هو جزء من اتفاق السلام ، فإذا كان هناك لوم بعدم جعل الوحده جاذبة فلن يقع اللوم على المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية فقط بل تتحمله كل الأحزاب السودانية وكل المجتمع السوداني لأن لكل شخص دور كان ينبغي أن يضطلع به . التنميه بالجنوب ودورها فى الوحدة .. معروف ان التنمية هي العمود الفقري لجعل الوحدة جاذبة وهي حق مشروع للمواطن الجنوبي، لكن ألا تعتقد ان خذلان المانحين فى هذا الجانب ترك اثرا سالبا فى جعل خيار الوحدة جاذبا ؟ بالتأكيد .. ونحن مع الأسف الشديد عندما عدنا الى السودان بعد انتهاء التمرد فأن المانحين أعطونا جذرة سواء كنا فى الجنوب أم الشمال حيثوا اكدوا انهم سيغيرون وجه الجنوب في مدى ثلاثه سنوات ليكون خيار الوحده جاذب بدون حدوث مشاكل ولكن المانحين ربطوا تنمية الجنوب بقضية دارفور. وفق إستراتيجية لم يفصحوا عنها ، فإذا كانوا يقصدون المؤتمر الوطني بتصرفهم ذلك فأنه قد ادى الى عدم وجود تنمية في الجنوب ،. ما رأيك في مقترحات تابو أمبيكي بشأن الاستفتاء والوحدة مع الجنوب؟ المقترحات الأربعة اعتقد أنها رأي كل الشعب السوداني ولكن هل هي تدعم الوحدة أم الانفصال لأنها قابلة للاثنين معاً وهي مقترحات قد تدعم الوحدة أو الانفصال وإذا اخترت واحداً منها فإنها تتطلب تنازلات من الطرفين لأنها بمثابة مفتاح للرأس (المقفول) حتى نستطيع أن نفكر وإذا بقينا عليها فيمكن أن تؤدي لانفصال مباشر وإنشاء دولتين جارتين بحدودنا والتدخل موجود ولكن أتمنى من الشريكين أن أمبيكي وطالما أعطاهم مفاتيح فليحاولوا الخروج بنقاطهم الخاصة وحلول سودانية سودانية. هل كنتم ترجحون الانفصال ولذلك طالبتم بمناقشة الاستفتاء وترتيباته قبيل التصويت؟ نحن لم نرجح الانفصال لأننا كحركة شعبية شعارنا كان الوحدة ولكن الطرف الذي طالب بمناقشة ترتيبات ما قبل الاستفتاء هم الذين ينظرون للانفصال ،لأنهم أحبطوا أو يئسوا من أن الجنوب ماشي ماشي وأنه ومنذ الآن ينبغي أن نقسم الكعكة ليعلم أي طرف حقه لأن التصويت قادم للانفصال ولكن نحن قلنا عكس ذلك فقلنا أن الشعب الجنوبي ينبغي أن يترك ليصوت وبعد التصويت يجلس الناس للتقسيم ولكن الآن سبقوا الأوان ونحن لسنا انفصاليين. كان هناك تصريح لباقان بضرورة تنازل الشمال عن الشريعة الإسلامية فى مقابل الوحده ، تعليقك؟ هذا ليس بجديد لأننا وعندما كنا في نيفاشا فمن أسباب دخول بند الاستفتاء هو عدم رضا المؤتمر الوطني عن التنازل عن الشريعة الإسلامية وهو كان السبب الرئيسي الذى دفعنا لمنح أنفسنا فترة ست سنوات لنرى ما إذا كان الشعب الجنوبي سيوافق على العيش في ظل دولة إسلامية فليصوتوا في الاستفتاء ولذا باقان لا يأتي بجديد وهو قال الحقيقة لأن الشعب الجنوبي معظمه غير مسلم وهم يعتقدون بضرورة أن يحكم السودان بطريقة علمانية كما في تونس وغيرها والتعايش موجود ولكن عندما يتمسك الطرف الثاني بثقافته ودينه فالطرف الآخر لن يقبل وهذا هو سبب دخول الاستفتاء والجنوبيين لم يضعوه كشرط وإذا تنازل الشماليون في اجتماعاتهم بأن لا تكون هناك شريعة فأنا متأكد من أن الاستفتاء سيكون إيجابي لأن الامرليس بجديد بل هي وضعت منذ نيفاشا على أساس واحدة بواحدة. وإذا تنازل المؤتمر الوطني عن النظام الإسلامي فهل سيكفي ذلك لدعم الوحدة كما قلت؟ لا أعتقد أن هناك شيء آخر يمكن أن يمنع ذلك وأن يعيش الناس مع بعض لأن أي إنسان يريد أن يجد نفسه كما في الخرطوم كما هو في الجنوب فأنا مسلم ومنزلي بالجنوب يجاوره مسجد وكنيسة والجامع يؤذن لخمس صلوات وآذان بصوت جهير ويوم الأحد صوت جرس الكنيسة بالقرب مني وكل واحد يسير وبدون تعقيدات وإذا وجد هذا هنا لن تحدث مشاكل والتعايش الديني في الجنوب موجود وهذا ما نريد في الشمال ولكن المؤتمر الوطني عقد الأمور مما أدى لدخول الاستفتاء وهو حسب اختيار الشعب إذا ما أراد أن يعيش تحت ظل الإسلام وإذا أرادوا أن يعيش لوحده كأقلية فليعيشوا. هل تتوقع أن تخرج ترتيبات ما بعد الاستفتاء بين الشريكين بنتائج إيجابية؟ أنا أتمنى ذلك وأنا متفائل ولا أحب اليأس لأن الإحباط غير مشجع ولذلك نتمنى أن يتفاءل كل الشعب السوداني.