في إطار جهوده لصياغة منهج سلوكي تحكمه القيم الإيمانية ، وتوسيع قنوات التواصل بين القيادات الدينية أعلن مجلس التعايش الديني عن عقد ورشة إقليمية في الأسبوع الأول من أكتوبر بحاضرة ولاية جنوب كردفان تشارك فيها ولايات النيل الأبيض، النيل الأزرق، أعالي النيل والوحدة. وقال أمين عام المجلس الدكتور فاروق البشرى في تصريح ل(smc) إن الورشة تأتي ضمن برنامج تعزيز القيم الروحية والدينية المشتركة، وتوطيد قيم السلام والوحدة الوطنية عبر بلورة سياسات إعلامية وثقافية تعكس التعدد والتنوع المعاش ونشر أدبيات التعايش التي تُعلي من قيم المحبة والتواصل بين أبناء الوطن الواحد. وطالب الشريكين بالعمل على تجفيف بؤر الصراع والتوصل لاتفاق حول النقاط الخلافية بينهما، فيما طالب الولاة بتشكيل لجان من قيادات المجتمعات المحلية لتنفيذ مشاريع المجلس التي ترتكز حول إقامة لقاءات جماهيرية تستصحب فيها رجال الدين. وأعلن د. البشرى في هذا الخصوص عن اكتمال الترتيبات لزيارة مطران القدس المطران كابوجي المقيم بالفاتيكان للبلاد في أكتوبر ضمن خطة المجلس الداعمة لجهود حكومة الوحدة الوطنية في تثبيت السلام ودعم الاستقرار، بالتعاون مع وزارة الإرشاد، مجلس الصداقة الشعبية، مؤسسة القدس الدولية. وأكد حرص المجلس الذي يضم 60 عضواً من القيادات الدينية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، على استدامة السلام عبر صياغة منهج سلوكي تحكمه قيم إيمانية، وقال إن مجلس التعايش الدينى قد رفع منذ العام 2007م شعار وطن يسع الجميع، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يبذله رجال الدين الإسلامي والمسيحي لتحقيق وحدة البلاد ، لا سيما وأن العالم يتجه نحو المواعين الواسعة مع الاحتفاظ بالخصوصيات. وجدد حرص المجلس على تجنيب المؤسسات الدينية مزالق التورط في صراعات ومصالح الأشخاص أو المنافسات الدنيوية المادية بالدعوة بالتي هي أحسن البعد عن الإيذاء والتجريح والإساءة مؤكداً أن رجال الدين هم الأكثر قدرة على توظيف وإعادة صياغة المجتمعات وبناء السلام المستدام في ربوع الوطن.