هذا العام يكون قد مر على مولد كوكب الشرق مائة وعشرة أعوام ، و يكون قد مر علي رحيلها ثلاثة وثلاثون عاماً وبعدما جرت في مياه نهر الغناء العربي مياه كثيرة بين صالح وطالح يظل غناء أم كلثوم متجدداً وراسخاً، وتظل هي محطة فارقة في الغناء العربي لم يتجاوزها الغناء بعد، ولدت أم كلثوم في محافظة الدقهلية في قرية طماي الزهايرة مركز السنبلاوين وكان أبوها إبراهيم البلتاجي هو منشد القرية ومؤذنها، وكانت هي وأخوها خالد يتلقيان الإنشاد الديني عن أبيهما، ولم تكد هي تجاوز العاشرة من العمر حتي كانت تقف أمام الجمهور تغني في هيئة صبي يرتدي الجبة والقفطان والعقال، كانت أم كلثوم هي الفنانة العربية الوحيدة التي حملت أكثر من لقب فني فهي «كوكب الشرق» و«ثومة» و«الست» و«سيدة الغناء العربي».. وكانت قبل وفاتها تجري بروفة أغنية «أوقاتي بتحلو» من تلحين سيد مكاوي لكن حالة إغماء انتابتها لتبدأ معها رحلة المرض التي انتهت بوفاتها [في نفس هذا اليوم] من عام 1975م وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب لها قصيدة احتفاء بنصر أكتوبر، لكنها توفيت قبل إنجاز هذه الأغنية التي كان يقول مطلعها: «للي شبابك في جنود الله والحرب في قلوبهم صيام وصلاة» وكانت أخبار مرض أم كلثوم قد تصدرت الصحف المصرية بدءاً من 22 يناير 1975م، حتي إن الإذاعة كانت تستهل نشراتها بأخبار أم كلثوم، متابعة لحالتها، لقد حصلت أم كلثوم أثناء حياتها علي الكثير من مظاهر التقدير المصرية والعربية والأجنبية.