قال علي كرتي وزير الخارجية إنّ إسناد حقيبة وزارة الخارجية طوال (5) سنوات من عُمر نيفاشا للحركة الشعبية أضعف عملها، باعتبار أنّ الحركة تبني مجدها على السند الخارجي، ما أضعف العمل الخارجي في الشأن القومي. وأوضح كرتي أنّ الوزارة وضعت خُطة للتواصل مع الدول الغربية قبيل موعد الإنتخابات الماضية، وأضاف: لكن الشخصية الأولى في الوزارة لم تكن مساعدة على تنفيذها، وأشار إلى أنّ أمريكا لها مصلحة في القول (إن هناك مشكلة حلت، وهي كانت طرفاً فيها) في إشارة للإستفتاء، وقال: حكومة الجنوب حال قيامها على التوافق لا أعتقد أن تكون بعيدة جداً منا على مستوى العلاقات الخارجية. وقال كرتي إنّ خطة وزارته في العمل الخارجي، هي التحرك تجاه أوروبا للتعامل معها كدول وليست ككتل، وأشار إلى أن تجربة التعامل مع أوروبا كمجموعات واتحادات (جُرِّبت) ولم تكن ناجحة، إضَافَةً إلى أنّ الناشطين في تلك الدول وصلوا إلى مراكز إتخاذ القرار فيها ولا يهمهم إلا وضع العقوبات على الدول، وتطرح قضايا السودان بالنسبة لهم كقضايا سياسية. وأكد كرتي أنّ زيارة الخارجية لأكثر من (12) دولة غربية أحدثت هزة في المواقف، وقال: استطعنا أن نتقدم إيجابياً في مسالة الديون وحققنا إنفتاحاً إقتصادياً مع السودان، وأوضح كرتي أن هنالك إختلافاً أوروبياً حول المحكمة الجنائية، فرضه إختلاف الأوضاع في السودان، وأشار إلى أن فرنسا تريد أن تتقدم الصفوف وتتحرك إيجابياً في موضوع الجنائية، وقال: يمكن حلحلة المواقف بتفتيت مواقف الدول. وأكد أن معظم دول الإتحاد الأوروبي تعاملت ب (مُجاملة) مع أمريكا في فرض العقوبات على السودان، وأشار إلى أن بعضها يرفض العقوبات على السودان، وأبلغ أمريكا رسمياً بأنه لا علاقة له بها في التعامل مع السودان ك (ألمانيا)، وقال كرتي إن ألمانيا طهرت يدها من فرض العقوبات، وأضاف: الدول الأوروبية التي تحسّنت علاقتنا بها حسب الترتيب هي (ألمانيا، النمسا، إيطاليا، فرنسا، أسبانيا، البرتغال وبريطانيا)، وقال كرتي إن الأخيرة متأخرة قليلاً بعد أن تقدمت شيئاً، وأشار إلى أنها انسحبت قليلاً، وتوقع إلى أنه عقب الإستفتاء ستكون أمامها فرصة لأخذ زمام المبادرة. وأوضح كرتي أن خطة الوزارة في المرحلة المقبلة هي الاتجاه شرقاً وتيسير الاستثمارات، وفتح سفارات في بعض الدول الشرقية واستمرار التعاون مع الصين، وفتح الأبواب مع الهند وباكستان وأمريكا الجنوبية، خاصةً البرازيل، الأرجنتين والبورغواي، على أن تكون المحطة الثالثة الاتجاه إلى أفريقيا إقتصادياً. وأكد كرتي تحسن العلاقة مع دول الجوار، وأشار إلى أن فتح الحدود بينها والسودان يسهم كثيراً في الاستثمارات، وأكد أن السودان لن ينعزل و(سيأخذ نفساً) عقب الإستفتاء.