سونا أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( فاو) تقريراً بعنوان "توقعات الأغذية" جاء فيه أن إرتفاع اسعار المواد الغذائية قد أضرّ بشكل خاص السكان المهددين بالمخاطر في العديد من البلدان والذين ينفقون جزءً هاما من مدخولاتهم على المواد الغذائية. وأوضح التقرير أن فاتورة الواردات الغذائية لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض ربما تصل الى 169 مليار دولار في العام الحالي 2008 ، اي بزيادة مقدارها 40 في المائة مقارنة بالعام 2007 ووصفت المنظمة هذه الزيادة المتواصلة في حجم الإنفاق على الواردات الغذائية للمجموعات المهددة في البلاد بأنه "تطور مثير للقلق" مشيرة الى أن سلّة الواردات الغذائية السنوية قد تكلفهم أربعة أضعاف ما كانت عليه في العام 2000. وأشار التقرير الى أن الأسعار الدولية لمعظم السلع الزراعية قد بدأت تتراجع ، لكنها من غير المتوقع أن تعود الى مستوياتها المنخفضة المسجلة في العام الماضي. فقد ظل جدول أسعار الأغذية الخاص بمنظمة الأغذية والزراعة، مستقراً منذ شهر فبراير من العام الحالي، غير أن المعدل للأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي ما يزال أعلى بنسبة 53 في المائة عند مقارنته بنفس الفترة قبل سنة. وقال الدكتور حافظ غانم ، المدير العام المساعد ، مسؤول قطاع التنمية الإقتصادية والإجتماعية لدى المنظمة "أن الغذاء لم يعد سلعة رخيصة كما كان في السابق، محذرا من " أننا نواجه خطر إرتفاع عدد الجياع بملايين أخرى من بني البشر". ورغم التوقعات المواتية بصدد الإنتاج العالمي، فأن التراجع المتوقع في اسعار العديد من السلع الزراعية الأساسية خلال الموسم الجديد 2008/2009 قد يكون محدوداً بسبب الحاجة الى تجديد المخزونات وتحقيق زيادة في حجم الاستغلال. ونظراً لإرتفاع حجم الإستغلال فأن الحالة تتطلب أكثر من موسم جيد لتجديد المخزونات والحد من إرتفاع الأسعار خلال الموسم. هذا وسيتناول رؤساء الدول والحكومات مشكلة إرتفاع أسعار المواد الغذائية وتحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية والأمن الغذائي في قمة يونيو المقبل التي ستعقد في روما في الفترة من 3 الى 5 يونيو 2008. اضواء على سلع أخرى الزيوت والبذور الزيتية لقد إزدادت وتيرة إرتفاع الأسعار الدولية للبذور الزيتية ومنتجاتها خلال الفترة 2007/2008 بحيث قفزت الى مستويات قياسية جديدة في مارس 2008وقد تراجعت الأسواق العالمية الى حد كبير مع تراجع الإمدادات من الزيوت وتدني إمدادات الوجبات التي تزامنت مع التوسع الإضافي في حجم الطلب. وتشيرالتوقعات الأولية خلال الفترة بين 2008 و2009 الى إنتعاش قوي في الإنتاج العالمي من البذور الزيتية ، لذا لابد أن يكون الناتج المتأتي من الزيوت كافياً لتلبية طلبات العالم". السكر لقد اسفرت الظروف الزراعية المواتية ، بصفة عامة ، عن تسجيل رقم قياسي في إنتاج العالم من السكر في الفترة 2007/2009ولكن رغم التوقعات بأن يزداد حجم الإستهلاك العالمي من السكر بمعدلات متواصلة فأن ذلك لا يكفي لإمتصاص الفائض المتوقع في الإمدادات العالمية للسنة الثانية على التوالي. هذا ومن المرجح أن تبقى هذه السلعة تحت ضغط التراجع. اللحوم ومن المتوقع أن ينمو حجم الإنتاج العالمي من اللحوم في العام 2008 رغم إرتفاع أسعار الأعلاف كما يتوقع أن يُسهم النمو الإقتصادي القوي في تدعيم الإستهلاك الثابت في العديد من البلدان النامية. الألبان ومن المتوقع أن ينتعش الإنتاج العالمي من الحليب بقوة حيث أنه يستجيب للأسعار العالية لمنتجات الحليب للعام الماضي. ولكن ما تزال وجهة اسواق الألبان غير مؤكدة نظراً لتحجيم الإمدادات القابلة للتصدير.. ويبدو أن الطلب على الواردات قد ترنح بعد إرتفاع أسعار منتجات الألبان جراء الزيادات القوية في حجم الإنتاج من الحليب ما بين عدة دول مستوردة الأسماك وحسب التوقعات فان حجم الانتاج من الاستزراع السمكي سينمو هذه السنة ليسجل تطورا تاريخيا يصل الى نفس المستويات المتوقعة بالنسبة لمصايد الأسماك في العام الحالي فالاسعار بالنسبة للأنواع غير المستزرعة من مصايد الأسماك تميل الى الارتفاع بقوة ، لكن الزيادة في أسعار الأنواع المستزرعة من الأسماك ربما تكون أكثر اعتدالا. البطاطا وقد يتوسع انتاج العالم من البطاطا في غضون العقد القادم بنسبة 2 الى 3 في المائة سنويا في البلدان النامية ولاسيما البلدان الكائنة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، كونها المحرك الرئيسي للنمو. وفي الصين ، الذي يعد أكبر بلد منتج للبطاطا ، فان السلطات المعنية تعيد النظر بالمقترحات التي دعو الى جعل البطاطا أحد المحاصيل الغذائية الرئيسية في البلاد، في حين أن الهند تدرس خططا لمضاعفة حجم الانتاج من البطاطا في غضون السنوات الخمس او العشر القادمة.