لجأ الآلاف من أبناء ولاية جونقلي في جنوب السودان إلى الفرار من قراهم بسبب اشتباكات ثأرية بين قبيلتين أوقعت عشرات القتلى منذ السبت بسبب خلاف على سرقة ماشية. فقد هاجم نحو ستة آلاف مسلح من أفراد قبيلة اللنوير في الأيام الماضية مقاطعة البيبور في ولاية جونقلي الشرقية التي تقطنها قبيلة المورلي التي يتهمونها بسرقة ماشيتهم، وقام مسلحو اللنوير بإحراق الأكواخ وسرقة مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود. وقالت ليز جراندي منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان إن ما يصل إلى (50) ألف شخص فروا وأضافت "نحن قلقون بشأن الظروف التي يعيشون فيها. يعوزهم الماء والطعام والمأوى. إنهم يختبئون في الأحراش". وتحدث الأسقف مارك اكيك سيان الأمين العام لمجلس كنائس السودان عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في المواجهات، وقال في جوبا، عاصمة جنوب السودان، إن الوضع سيئ جداً والخسائر جسيمة وقد فر أفراد قبيلة المورلي من المدينة مضيفاً: إن اللنوير موجودون في المدينة وهم يطاردون المورلي. وأكد أن أكثر من (30) شخصاً قتلوا في لوكانقول التي تبعد (30) كلم شمال البيبور، وأضاف "هناك جرحى أيضاً". إلا أن وزير إعلام جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين اعتبر أن الخسائر البشرية أقل على الأرجح من العدد الذي كان متوقعاً، معتبراً أن القوات الحكومية والأممية باتت تسيطر «تماماً على بيبور». وقال المسؤول الإعلامي مقاطعة البيبور كيرينغن يومان كوني: "لا أستطيع أن أقدم عدداً محدداً لكن كل السكان من المورلي فروا من المدينة لأسباب أمنية". وفي 26 ديسمبر من العام الماضي وعدت مجموعة تطلق على نفسها (الجيش الأبيض للشباب اللنوير) في بيان بالقضاء كلياً على قبيلة المورلي لأنها الطريقة الوحيدة لضمان أمن ماشية النوير على المدى الطويل. واستناداً إلى تقرير للأمم المتحدة فإن حوادث العنف القبلية والهجمات على القرى لسرقة الماشية والأعمال الثأرية أوقعت أكثر من ألف ومئة قتيل في ولاية جونقلي وأرغمت نحو (63) ألف شخص على ترك منازلهم العام الماضي.