وأسهم وجود هذه القوات التي أكملت انفتاحها على النقاط الست المحددة لها الشهر الماضي في تعزيز واستقرار الأمن بالمناطق الحدودية بدرجة عالية، مما انعكس بصورة مباشرة على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. ولتقييم مدى تأثير تجربة نشر القوات الثلاثية على هذه الجوانب استطلع المركز السوداني للخدمات الصحفية عدد من الخبراء والمختصين في هذا الشأن وأيضاً القيادات السياسية بولايات دارفور. صمام أمان وأكد حافظ عمر ألفا الناطق الرسمي باسم حكومة شمال دارفور أن القوات المشتركة الثلاثية أصبحت تمثل صمام أمان للمحافظة على الاستقرار الأمني بالمناطق الحدودية، وذلك بما استطاعت أن تحققه من انجازات، أهمها حسم تسلل المتفلتين والخارجين عن القانون، ومنع انطلاق المعارضات بين البلدان الثلاث وتجفيف منابعها. مؤكداً على أنها تعتبر تجربة ناجحة بكل المقاييس بفضل الإسهامات الايجابية الواضحة التي اضافتها على الصعيد الأمني والاجتماعي والتنموي. تجربة ناجحة ووصف الضيف عيسى عليو معتمد محلية بحر العرب بولاية شرق دارفور التجربة الأمنية للقوات المشتركة بالممتازة والناجحة وقال إنها آتت أكلها منذ تكوينها، لأنها حسمت الكثير من الإشكالات الأمنية والسياسية بين السودان و تشاد وأفريقيا الوسطى. مبيناً أن هذه القوات استطاعت أن تحجم نشاط العصابات وحركات دارفور المسلحة التي كانت تشكل مصدر قلق وإزعاج بالنسبة للمواطنين. كما ساعدت على حسم ظاهرة الانفلات الأمني في تلك المناطق من أفريقيا. تجفيف بؤر الصراعات وأعتبر الأستاذ صديق عبد النبي معتمد محلية الضعين بولاية شرق دارفور أن وجود القوات المشتركة حقق السلام في واقع الأمر، لأنها تمكنت من تجفيف بؤر الصراعات خاصة في الجزء الجنوبي الغربي لأم دخن، مطالباً الجهات المختصة بالعمل على تعزيز مقدراتها وإمكانياتها لتضطلع بدورها نحو التنمية بوصفها الذراع الأيمن للدولة لبسط الأمن داخل المجتمعات. الحد من النهب والتهريب واتفق هاشم عثمان الناطق الرسمي باسم تحالف حركات وأحزاب دارفور الموقعة على السلام مع من سبقه، في أن القوات الثلاثية ساهمت في تأمين المنطقة الحدودية بين الدول الثلاث. مبيناً أنها نجحت في الحد من عمليات النهب المسلح وتهريب الأسلحة والمخدرات الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على حرية حركة التنقل وإعادة الروح لنشاط الحركة التجارية بين دارفور وأفريقيا الوسطى، داعياً لضرورة تفعيل هذه الشراكة التي أسست لدعائم أمن اجتماعي بدارفور. وقال الأستاذ يعقوب الملك نائب رئيس حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تيراب إن انتشار هذه القوات مكن النازحين من العودة لقراهم الحدودية التي كانت مهجورة، والبدء في نشاطهم الفعلي وممارسة حياتهم الطبيعية، مؤكداً أنها ستعمل على تعزيز عامل الثقة بين البلدان الثلاثة، ودعا لتوفير الدعم الكافي لهذه القوات ليتعدى دورها من تأمين الحدود إلى المساهمة في التنمية. شراكة ذكية ولفت الفريق محمد بشير سليمان الخبير العسكري إلى أن القوات المشتركة أرست لقواعد أمن قومي حقيقي باعتبارها نموذج مثالي لتأسيس علاقات متينة على ثقة بين البلدان وليست على معلومات. وتابع قائلاً: إن وجود هذه القوات في المواقع الدفاعية ذات البعد الأمني والاقتصادي والاجتماعي يعزز من عوامل الترابط والتماسك بين القبائل لأن المواطن العادي أصبح غير مستهدف من أي نشاط معادي بين الدول بعد توفير الأمن وحرية الحركة والتنقل مشدداً على ضرورة المحافظة على هذه الشراكة الأمنية الذكية بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى. نجاح التجربة الأولى وأكد العميد أمن (م) حسن بيومي الخبير في الشؤون الأمنية إن نشر القوات الثلاثية جاء بناءً على نجاح التجربة الأولى بين السودان وتشاد والتي أسهمت في حفظ الأمن، مما دفع إلى التفكير في امتدادها إلى أفريقيا الوسطى. مؤكداً أن هذه القوات سيكون لها إسهامات في التنمية وانعاش حركة التبادل التجاري. وبلاشك أن أي مجهودات أمنية لها مردود ايجابي على دفع عجلة التنمية. تطبيع المصالح وتوقع اللواء محمد الأمين العباس الخبير الأمني أن تعمل القوات الثلاثية على تطبيع المصالح المشتركة بين البلدان الثلاثة، فضلاً عن أنها ستلعب دور بارز في خلق الأمن العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي؛ وستؤدي لايجاد تنمية وفرص استثمار في الأراضي الزراعية، مشيراً إلى أنها يمكن أن تكون لها مشاركة فعالة في رتق النسيج الاجتماعي وذلك بالمساعدة في المصالحات بين القبائل الحدودية.