** لم يتوقع اكثر المراقبين تفاؤلا ان تحظى اجتماعات البنك الاسلامي للتنمية التي انعقدت بالخرطوم 3 4 أبريل بهذا النجاح الذي بدا واضحاً في مستوى المشاركة العالية لممثلي (56) دولة بحضور غير مسبوق لمسئولين سياسيين واقتصاديين من دول تمثل ثقلاً ظاهراً في المنطقة مثل تركيا والسعودية وقطر ونيجيريا وغيرها. ** نجاح الاجتماع السنوي ال37 لمجموعة البنك الاسلامي للتنمية تمثل في قوة المخرجات التي نتجت عنه في التوقيع على 40 اتفاقية لتمويل مشروعات في 21 بلداً بقيمة اجمالية تجاوزت 389 مليون دولار كان نصيب السودان منها اتفاقان الاول بقيمة 50 مليون دولار لاعادة تاهيل مشروع حلفاالجديدة الزراعي والثاني لتمويل مشروع القرى المستدامة بولايات دارفور. ** علاقة متميزة ربطت السودان بالبنك الاسلامي منذ تاسيسه في اكتوبر من العام 1975م حيث كشف رئيس البنك الدكتور احمد محمد على ان السودان كان اول دولة التزمت بدفع مساهمتها في راس مال البنك موضحا ان مساهمة السودان مثلت البداية الحقيقية لانطلاقة عمل البنك ومشروعاته الناجحة التي امتدت في كل قارات العالم. ** وكشفت الارقام التي قدمها رئيس البنك ان حجم التمويل الذي قدمه البنك في العام 2011 بلغ 8 مليار دولار بينما تجاوز التمويل الذي قدمه البنك منذ تأسيسه 80 مليار دولار كان نصيب السودان منها 1.4 مليار دولار شملت تنفيذ مئات المشروعات في مجالات البنية التحتية والطاقة والصناعة والصحة والتعليم كان من ابرزها مؤخراً مبلغ 11 مليون دولار لمشروع تعلية سد الروصيرص و87.5 مليون دولار لمجمع سدي اعالي نهر عطبرة وستيت ومساهمة مقدرة اخرى لمشروع سكر النيل الابيض. ** الحدث الاهم الذي شهدته الخرطوم ابان فعاليات مؤتمر البنك الاسلامي للتنمية كان هو التوقيع على مذكرة تفاهم ثلاثية بين البنك الاسلامي ودولة قطر ومجموعة دلة البركة لتاسيس البنك الاسلامي الكبير الذي يعمل مؤسسوه على انشاء سوق مالية للبنوك الاسلامية وتمويل مشاريع البنية التحتية وتقديم الصيغ الشرعية المواكبة لمستجدات العصر والموافقة لتعاليم الاسلام . ** الجدية والالتزام كان سمة واضحة لتاسيس البنك الاسلامي الكبير حيث بدأ المؤسسون الثلاثة عملية الاكتتاب فوراً بحجم مساهمة بلغت 500 مليون دولار من راس مال البنك الاجمالي البالغ مليار دولار . ** وبرغم الصعوبات التي تبعت الازمة المالية العالمية وتداعياتها المتمثلة في انخفاض معدلات النمو وركود التجارة واستفحال ازمات الديون بالرغم من هذه الصعوبات التي اضعفت موقف كبرى المؤسسات المالية العالمية الا ان البنك الاسلامي تمكن ولعشر سنوات متواصلة من المحافظة علي موقعه في اعلي مراكز التصنيف الائتماني بحسب تصنيف الوكالات العالمية له وهو استحقاق جعل البنك مؤهلاً لأن يوصف بانه بنك انمائي منعدم المخاطر بل إن البنك استطاع وبقوة العمل على صياغة الحلول والبدائل للمشكلات التي اقعدت بالمصارف ومؤسسات التمويل العالمية في مجالات التمويل والنقد و الصيرفة. ** المنافع التي حصل عليها السودان من انعقاد الاجتماع 37 لمجموعة البنك الاسلامي للتنمية اتسعت لتشمل العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع الدول ورجال الاعمال الذين شاركوا في المؤتمر لاقامة مشروعات استثمارية خاصة في مجال انتاج الغذاء وذلك بعد التاكيدات الواضحة التي تلقوها من الدولة في اعلي مستوياتها المتمثلة في رئيس الجمهورية بتوفير الضمانات القانونية المطلوبة و تقديم التسهيلات اللازمة حيث اعلن وزير المالية السعودي ابراهيم العساف حاجة بلاده للمزيد من المنتجات السودانية من الاعلاف و اللحوم مشيرا الي ان المملكة ظلت تستورد حاجتها من الاعلاف من اسبانيا وقال الوزير السعودي ان بلاده وافقت علي مد السودان بقروض سلعية في شكل منتجات نفطية للمساعدة في سد الفجوة في المنتجات النفطية. اكثر من ثلاثين عاما مضت منذ تاريخ انعقاد الاجتماع السنوي للبنك الاسلامي للتنمية بالخرطوم الذي تم في العام 1981 ومابين التاريخين 1981 -2012 مرت مياه كثيرة تحت الجسر وحدثت في العالم تحولات اقتصادية كبيرة و شهدت العلاقة بين السودان والبنك الاسلامي تطورات هائلة إلا انها ومن المؤكد كانت لصالح الطرفين من حيث التقدم الذي شهده الاقتصاد السوداني والتوسع الكبير الذي حققته اعمال البنك الي جانب النجاح الذي اصابته التجربة الاسلامية في دنيا الاقتصاد والمال في عالم يكابد أزمات الاضطراب المالي والركود والعجز والانهيارات الاقتصادية الكبرى.