اكد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إنّ الأمن الغذائي في الدول العربية ، يعتبر تحدياً حقيقاً وكبيراً يواجهه الوطن العربي حالياً ومستقبلاً ، ويحتاج منا جميعاً اهتماماً يوازيه ، ومعالجات شاملة وناجعة ، مشيرا الى ان أقطار الوطن العربي أكبر مستورد للحبوب في العالم، وتستورد ثلثي حاجتها من السكر ، ومعظمها من اللحوم واللبن ، وجميعها من الشاي ، وقسماً كبيراً من حاجاته من البذور الزيتية والزيوت والفواكه والخضار. وقال رئيس الجمهورية لدى مخاطبته مساء الاحد 19 يناير بقاعة الصداقة الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته الاستثنائية على المستوى الوزاري " لقد استفحلت الأزمة في الإنتاج الغذائي ، في وقت تشهد فيه الدول العربية تزايداً سكانياً ملحوظاً ، ضاعف من حجم هذه الأزمة ، وزاد من أعباء ميزانية كل دولة في استيراد المواد الغذائية المطلوبة ، لمقابلة الاستهلاك المتزايد للسكان . وأكد البشير ان الزراعة تظل هي الذهب الحقيقي، وهي المورد الذي لا ينضب ، والوسيلة الأسرع للتنمية ، فالزراعة هي ماكينة التنمية ، وهي المحرك للقطاعات الاقتصادية والخدمية الأخرى ، وبذلك تخلق فرص العمل ، وتؤدي إلى الاستقرار في الريف وتحارب الفقر ، داعيا إلى مضاعفة الجهد ، من أجل استخراج ما يكفي شعوب الدول العربية ، من خيرات الطبيعة عبر الإنتاج الزراعي . وقال البشير" قد أخفقت دول عربية اتجهت نحو الخيار الصناعي ، وأغفلت الاهتمام بالأرض والإنتاج الزراعي والحيواني ، وعانت معظم دول العالم العربي من الهجرات المكثفة من الريف إلى المدن ، الأمر الذي أدّى إلى نقصِ نسبةِ السكان العاملين بالزراعة ، مع تزايد مهول في الحاجيات الاستهلاكية للتغذية ، وعدم توفر مشاريع طموحة لصناعات غذائية كافية ، والتجأت إلى المراكز الرأسمالية الكبرى، نجم عن ذلك نزيف للميزانيات ، ومديونيات مالية ضخمة ، وارتهان سياسي واضح .