سونا أعدت الحكومة السودانية خطة لإفشال المخططات التي تقودها بعض الدوائر والتي تستهدف أمن واستقرار البلاد وستقود في هذا الصدد تحركا دبلوماسيا وسياسيا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك والتي تبدأ الأسبوع القادم وقال السفير على الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في حوار مع وكالة السودان للأنباء إن الاجتماعات سيحضرها حوالي مائة وخمسين من رؤساء الدول وممثلي الحكومات وعلى هاشم الدورة تنعقد اجتماعات المجموعات المختلفة مثل المجموعة العربية والافريقية والمؤتمر الإسلامي ودولي عدم الإنحياز ومجموعة ال77 والصين وغيرها موضحا أن السودان تمكن من إدراج موضوع محكمة الجنايات الدولية في أجندة اجتماعات كل هذه المجموعات مشيرا الي أن هذه المجموعات عقدت اجتماعات في الفترة السابقة خرجت جميعها بإدانات واضحة ورفض صريح لإجراءات محكمة الجنايات الدولية وحذرت في أسلوب ممارسة الضغوط على رؤساء الدول والحكومات بقصد الحصول منهم على تنازلات سياسية أو مواقف ليست في صالح الدول وشعوبها. وقال إن السودان لا يقف وحيدا في مواجهة المحكمة الجنائية وأن أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم تساند السودان في مناهضته لإدعاءات المحكمة. وأضاف الناطق الرسمي للخارجية لسونا أن احدى الحجج القوية التي يبنى السودانة موقفه عليها وتشاطرها في ذلك الرأي الكثير من المنظمات والتجمعات والدول هي أيهما أهم لدارفور والسودان تويقف رئيس الجمهورية أم إرساء السلام ، خاصة إذا علمنا أن لامساس براس الدول يقود الي فوضى وإضطرابات وفراغ سياسي لن يقتصر أثره على دارفور فقط بل يمتد الي المناطق الإفريقية الأخرى المجاورة فضلا عن أنه يرسى سابقة قاننوية تقود العالم الى الفوضى والدمار وسيادة شريعة الغاب وقانون ( القوي يأكل الضعيف) مضيفاً ( وما أنشئت الأممالمتحدة ومجلس الأمين الا لتجنب العالم مثل هذه الأوضاع). وأشار السيد السفير على الصادق الي أن لاجهود الدبلوماسية لم تقتصر على مراجعة القرار 1593 الذي أحال بموجبه مجلس الأمن مسألة دارفور الي المحكمة الجنائية الدولية وإنما تجاوزت ذلك الي مسائل جوهرية أخرى مثل الطعن في أهلية المدعى العام لإدارة وتسيير المحكمة والسوابق القانونية التي تمنع التعرض لكبار المسئولين في الدول للمحاكمات أثناء توليتهم واجبهم وهم في السلطة ثم إزدواجية المعايير الدولية وازدواجية وانتقائية المحكمة نفسها حيث يقتصر مجال تحقيقاتها حتى الآن في القارة الافريقية فقط بينما ما يحد في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق وافغانستان من تدمير يومي كأنه لا شيء البتة. وحول اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي المرتقب بنيويورك قال الناطق الرسمي إن السودان سيظل دائم التحرك والتنسيق مع مجلس السلم والأمن والاتحاد الافريقي مشيرا لي أن كافة الدول الإفريقية تساند السودان في مقاومة إجراءات المحكمة الدولية كما تشاركه الرأي في استهداف المحكمة للدول الفقيرة والضعيفة. وعن توقعاته لموقف الصين بشأن السودان خلال الفترة القادمة أكد السفير على الصادق بأن الصين ظلت في حالة تنسيق دائم مع السودان في كل مراحل أزمة دارفور وقال إن التنسيق وتبادل الآراء والمشاورات مع الصين مستمرة على كافة المستويات مشيرا الي ابتعاث الرئيس الصيني لمساعد وزير الخارجية للبلاد الأسبوع الماضي. وأضاف أن للصين دور فعال في تعديل وتوقيف كثير من القرارات التي صدرت من مجلس الأمن الدولي في حق السودان. وأشاد السفير على الصادق بمواقف الدول العربية المساندة للسودان مبينا أن هذه المواقف ستكون نتائجها إيجابية في المحصلة النهائية. وحول الغموض بشأن المبادرة البريطانية قال الناطق الرسمي للخارجية إن المسألة ليست مسألة غموض وإنما في محاولة كل الأطراف تجنب تعدد المبادرات لأن من شأن ذلك أن يعوق المسار الرئيس والذي يقوده الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة ممثلا في الوسيط المشترك جبريل باسولي ، ولكنه استدرك قائلا ( إذا تمكنت بريطانيا أو غيرها من الدول الأوربية وفرنسا على وجه الخصوص من إقناع زعماء حركات التمرد بعدم جدوى المعارضة من أجل المعارضة وعدم جدوى المواقف المتصلبة وغير الواقعية ، وتمكنت من حمل هذه المجموعات الي طاولة المفاوضات وقبل ذلك وحدت فيما بينها ، فإن هذه الدول تكون قد أسدت للسودان ولعملية السلام في دارفور وللإستقرار في السودان صنيعاً كبيراً ). وحول الأثر الذي يمكن أن تحدثه الإنتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم على مجمل العلاقات بين واشنطن والخرطوم قال الناطق الرسمي إن ما يهمنا هو التأكيد دائما على رغبتنا في إقامة علاقات طبيعية بين السودان والولايات المتحدة كما أن معاداة السودان لا تحقق كسبا أو مصلحة لأية إدارة أمريكية ، وأضاف لذلك سنسعى دون كلل الي الحوار مع الرئيس الأمريكي القادم معربا عن أمله في أن تجد هذه المساعي استجابة من الطرف الآخر. وحول خطة وزارة الخارجية بشأن التعامل مع مبادرة أهل السودان قال السفير على الصادق إن الأمل كبير في نجاح هذه المبادرة وستسعى الوزارة لتسويقها خارجية باعتبارها إحدى آليات المصالحة الأهلية السودانية كما أن نجاح المبادرة يشكل خطوة هامة في سبيل الحل النهائي لمشكلة دارفور. وعن التنسيق السوداني المصري لمواجهة التحديات الراهنة أوضح أن البلدين يتجهان الي رفع مستوى التعاون بينهم لأقصى درجة لقناعتهما بأن كلا منهما يمثل العمق الاستراتيجية للآخر فضلا عن العلاقات الأخوية على المستوى الشعبي ووشائج القربى والجوار.